إفتتاحية الصباح

افتتاحية الصباح من #حضرموت21 (عن التجمع اليمني للإصلاح)

8888
Aa

(حضرموت21) خاص

ايديولوجيا دينية وثقافة قبلية وبرنامج سياسي هي ثلاثة أضلاع تشكل مثلث التركيبة الكلية للحزب المثير للاهتمام وللجدل أيضا.

نستحضر هنا الثقافة القبلية القابعة في اللاوعي الجمعي لتلك الجماعة السياسية التي نشأت في اطار مجتمعي مغلق وضمن سياق تاريخي  غارق في التقليدية والرجعية في شمال اليمن، إذ يتألف من مجموعات قبلية عصبوية تتشاطر التزاما فضفاضا بهدف أسلمة الدولة والمجتمع في اليمن كما يطرح الباحث المصري في معهد كارنجي عمرو حمزاوي.

 

نشأ الاصلاح داخل السلطة وضمن تبادل أدوار سياسية كان يقوم به علي عبدالله صالح مع الزعيم القبلي عبدالله بن حسين الأحمر ضد الحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب، ويقول الأحمر في مذكراته ” قال لنا علي صالح: كونوا حزبا رديفا للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط التي اتفقنا فيها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها”.

 

aser

القبيلة لا تصنع دولة، لكن في شمال اليمن ظلت تلك الجدلية بين الدولة والقبيلة حتمية لكليهما، وكل منهما يصنع الآخر وينتجه ضمن تناقضات تحمل طابع التلازم، وينعكس بالضرورة الى إضعاف النمط المدني للدولة ومفاهيم الحداثة والديمقراطية والمواطنة والعدالة الاجتماعية، فجوهر القبيلة المعادي للمواطنة والمساواة يناقض جوهر الدولة الحديثة التي تقوم أساسا على زاوية المواطنة والعدالة، لكن في اليمن تختلف الأمور وتتعاضد الدولة التي تحمل مفهوم القبيلة وعقلية شيخها كنواة لتشكلها البنيوي وتناقضاتها المختلفة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى