إفتتاحية الصباح

إفتتاحية الصباح من #حضرموت21 (مشاهدات من ملامح الانتصار الجنوبي في عدن)

8888
Aa

(حضرموت21) خاص 

لأول مرة يتحقق للقضية الجنوبية انتصار ثلاثي بإبعاد عسكرية وسياسية وإعلامية، ولأول مرة يظهر الجسد الجنوبي موحداً متماسكاً صلباً في تحد اخر عزز من شرعية المجلس الانتقالي، وفرض اسمه وبقوة في معادلة أي تسوية قادمة للأزمة اليمنية عبر بوابة المفاوضات أو الحسم العسكري.

لقد أثبتت أحداث عدن الأخيرة، أن قيادة المجلس التي كانت توصف من قبل خصومها، بأنها تمتلك خبرة ومراس قتالي وليس لها أي علاقة بالعمل التنظيمي وأدنى خبرة بالتكتيك السياسي، تتمتع أيضاً بقدرة فائقة على ربط القول بالفعل، والخطاب الإعلامي بالرسم على خارطة الأرض عند ساعة الصفر، التي ما أن حانت حتى بدأت ماكنية قوات المجلس تطهر عدن من خلايا الإرهاب وعصابات القتل المنظم التي كان تتخذ من معسكرات الحرس الرئاسي غطاءً لجرائمها، ومع كل خطوة تقدم تحرزها هذه القوات كانت الرسائل الإعلامية من قلب الحدث المغلفة بتوجيه سياسي، لا تكتفي بتوثيق الانتصارات الخاطفة لقوات المقاومة الجنوبية بالضربات القاضية، بقدر حرصها على إظهار عمق الإرتباط الأخوي والإنساني بين أبطال المقاومة الجنوبية وأخوانهم في الحرس الرئاسي الذين القوا السلاح وفضلوا الانسحاب من أرض المعركة أو سلموا انفسهم طواعية لقيادات المقاومة الذين انحنوا أمامهم تقديراً لموقفهم الكبير، وأمنوا لهم الطريق للذهاب حيثما شاؤوا دون أن يعترضهم أحد.

كانت للقطات التي تنهال على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر عناصر في الحرس الرئاسي يتبادلون الأحضان مع اخوانهم في المقاومة الجنوبية مفعول السحر الذي بث في النفوس الجنوبية رياح طمأنينة بأن قيادة دولة يمثلها المجلس الانتقالي قد “حقنت” مقاتليها الشباب، بحب الوطن والتضحية في سبيله والحرص على حياة أي مواطن جنوبي حتى لو كان في الطرف الاخر أو وجد نفسه فجأة يقف ضدهم في صف المعتدي.

لقد كانت قيادة المجلس حريصة على تجنب إراقة الدماء، لذا قررت من البداية اللجوء لخطة فرض حصار محكم على معسكرات “الشر” في عدن، لإجبارها على التسليم بالامر الواقع، لكن النزعة العدوانية والأفكار الشيطانية التي هيأت لبعض قيادات هذه المعسكرات بأن بإمكانهم تغيير الموازين، بإدخال الأسلحة الثقيلة لساحة المواجهة، في خطوة كانت بمثابة مغامرة انتهت بالانتحار السريع، فتهاوت أبواب هذه المعسكرات، بحملات منظمة قادها على عدة محاور شلال علي شائع و صالح السيد وعبداللطيف السيد ومنير اليافعي، أربعة أسماء لقيادات عسكرية جنوبية، تقدمت صفوف مقاتليها، وشكل حضورها في الساحات دفعة معنوية لكل أبناء الجنوب، ونذير شؤوم لأعدائهم.

لم يكن للانتصار العسكري الجنوبي أن يأخذ مداه من الذيوع والانتشار لولا الكتيبة الإعلامية التي أخذت على عاتقها تسجيل نقاط الانتصارات نقطة نقطة، في مواقع التواصل الاجتماعي، والرد على الاكاذيب والأراجيف التي حاولت أدوات حزب الإصلاح أن تسمم بها المزاج المحلي والخارجي.

aser

“الاوركسترا” الجنوبية عزفت كل الألحان بأنغام متناسقة و”المايسترو” الذي وقف خلف لوحة الكيبورد، قدم دروس في كيفية توظيف وسائل الإعلام الجديد لإيصال الحقيقة للناس بالكلمات البليغة والصور المؤثرة واللقطات المرئية، للاقتحامات أو إعلان قيادات المقاومة إسقاط المعسكرات من داخلها.

من دون قناة تلفزيونية بدأ الإعلام الجنوبي بكتيبة محدودة وليس جيش إلكتروني، فائض العدة والعتاد، يعوض النقص بإبداع ذاتي ومجهود خارق، ولجم الألسنة التي حاولت حرف مسار المعركة في ذهنية الناس، وصب الزيت على النار لإحداث فتنة في عدن.

الانتصارات العسكرية والإعلامية الجنوبية استدعت قنوات فضائية لتدوير عدساتها على ما يجري في الأرض في عدن، وتسابقت التحليلات والبيانات السياسية الخليجية والعربية والدولية للاعتراف بأن المجلس الانتقالي الجنوبي رقم صعب في المعادلة اليمنية لم يعد بالإمكان انكاره أو تجاهله، وأنه حان الوقت للاعتراف بالقضية الجنوبية وعدالتها والاستماع لمطالب شعبها في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.

من المتحدث بسم التحالف العربي تركي المالكي، والمستشار السعودي أنور عشقي، وليس انتهاءاً برئيس صحيفة السياسة الكويتية أحمد عبدالعزيز الجارالله، وتقارير قناة العربية وغيرها أخذ اسم المجلس الانتقالي موقعه في الصدارة وراحت المقارنات تعقد بين شخصية عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية وعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ، كندين، فرض الثاني اسمه على الجميع بدهائه العسكري وشفافيته السياسية ورصيده الشعبي المتصاعد جنوباً بعد معركة الـ72 ساعة في عدن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى