إفتتاحية الصباح

افتتاحية #حضرموت21… المخيال السياسي للجماعة #الحوثية

(حضرموت 21) فريق التحرير

اختزل السياسي والمفكر ياسين سعيد نعمان المشروع الوطني الذي يتحدث عنه الحوثيون بأنه “مزيج من الفجور السياسي والأخلاقي”، وبأنه “المشروع المصلوب فوق خرافتي الولاية والسيد”، في توصيف دقيق للمشروع الحوثي المدعوم من إيران في اليمن، واختزال واع للطبيعة العنصرية لتلك الجماعة الآتية من خلف التاريخ والجغرافيا عبر كهوف مران وصعدة.

وهنا يبدو جلياً أن المشروع السلالي في صراع جوهري مع عاملي التاريخ واللحظة الزمنية الآنية وسيسقط أمامهما صريعاً لأنه استثناء تاريخي وتورم غير طبيعي واستدعاء مغرور للماضي بمآسيه هذه المرة.

إرهاصات الانهيار الكامل لذلك التورم باتت جلية أمامنا اليوم فقد باتت الحديدة على مشارف التحرير والانعتاق من الخرافة و “الخرقة الحوثية البالية” بسواعد أبناءها وبالدعم الكبير المقدم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وبإسناد من القوات الجنوبية الباسلة أضحى المشروع الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويفقد يوماً بعد يوم مزيداً من الجغرافيا التي يسيطر عليها.

المخيال السياسي لتلك الجماعة لا يتعدى أسوار الولاية وفكرة السيد، وليس له علاقة بالفكرة الوطنية وقيم المواطنة والعدالة والمساواة، ولأنها كذلك فقد لفظها الجنوبيون من اليوم الأول الذي أطلت برأسها القبيح على الجنوب ومن قبلها لفظوا فكرة القبيلة والنهب منذ العام 1994م، وهي مرفوضة كذلك في الشمال لأنها فكرة قد تجاوزها التاريخ والمجتمعات الطامحة للحرية والاستقلال.

الخناق السياسي والعسكري يشتد على الحوثيون خصوصا وقد أضحت الحديدة على مشارف التحرير لأنها كانت هي الرئة الوحيدة التي يتنفس منها المشروع الحوثي ويهرب من خلالها السلاح والعتاد، يتزامن ذلك مع العقوبات الأمريكية على نظام الملالي الإيراني ومنعه تدريجياً من تصدير النفط الذي سيخلق مزيداَ من الأزمات الداخلية وربما يؤدي في الأخير إلى تفكك وتفسخ النظام وأذرعه الإرهابية في اليمن ولبنان والعراق.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى