تعز (حضرموت21) خاص
باتت شوارع وأحياء في مدينة تعز مناطق يسكنها شبح حرب وقدر موت حتمي او مصدر إعاقات عضوية دائمة، ففي الوقت الذي تدافع فيه قوات للجيش الوطني عن المدينة وحاراتها وسط المعارك الميدانية وجبهات البطولة ضد الانقلابين الحوثيين والمواليين لهم تتواصل عمليات الاستهداف بالقذائف والرصاص ضد مدنيين يقطنون احياءهم لا سبيل لهم منها الى أحد سوى الله وما يقدره لهم من خير أو شر فقط هم صابرون في ماويهم البسيطة والتي اصبحت معظمها أجزاء نصف اركانها اقتلعت بالحرب وعمليات القصف الميدانية الممنهجة
ولذا تؤكد روايات للأطفال في منطقة الحوض وسط مدينة تعز مسألة التعرض للموت والمخاطر الجسدية بشكل مخيف أحد الأطفال يروي لنا مشهدا حيث يقول خرج احد زملاءنا الاطفال لشراء علية الفاصوليا فجأة يعود مصابا بشظايا قصف غادرة وتكبر الفاجعة في الحي، هنالك ارتسم الحزن في وجه طفل وقلب أم تحدثت لنا بصورة اخرى تقول ان ابنها ايضا اصيب بطلق ناري طائش في المدينة وخلفية الحادث براءة طفلها عن ما يقال عنها حرب ولا مسؤولية لصغره عند هذا المسلح او ذاك، وبالتالي تظل مدينة تعز محطة موت لمن يقيم فيها او يعول اسرة عاجزة عن الانتقال حيث المناطق الأقل خطرا ..
كثيرون من أرباب البيوت هكذا وضعهم لم يستطيعون المغادرة وهو الحال الذي يؤرقهم ويرغمهم على أن يظلوا سكانا يعيشون الألم والأمل ..فمن جانب الثقافة الخية والفعالة نحو الأفضل اصبحت شبه منعدمه لم يعد الناس يخشون ما سيلحق بهم على سبيل التطورات المتغايرة في حين ان جزء الأمية صار الأمر المنهجي للحياة الوحشية وخلال ذلك تعلق الحرب وتستغرق مواجهتها اوقاتا من العمر الذي لم تكتمل فيه سعادة النفس وتشوقات الحياة الحرة بل المتضمنة الحقوق الإنسانية والفكرية والأخلاقية، الى ذلك اوضحت لقاءات ميدانية عديدة أن الدعم النفسي غير كافيا للأطفال، وأن انهاء الحرب أو الانتقال بهم الى بيئة آمنة هي فكرة الحل الحقيقي والسديد لدعم هؤلاء الاطفال بعيدة عن مظاهر الحرب واثارها.. مالم يرى ناشطون مدنيون وقانونيون احتمالية أن يتفاقم الضرر وقد تصبح معاناة اطفال في محافظة تعز بدرجة كبيرة وبالغة وبالتالي يبقى الاحتياج ملحاً الى لفته من السلطة الرسمية ومجالسها المحلية بجدية واهتمام وبمشاركة اهلية واجتماعية لإيجاد حل لإنهاء مأساة الناس، وذلك بإنهاء الحرب ، خصوصا تخفف على الأقل وجل الاطفال الذين لا يستطيعون الفرار من جحيم الحرب الى مناطق أمنه، فقدرهم معلق بقدرة ذويهم على النزوح وامكانياته البسيطه.
اما عن صورة الحرب السلبية نرى انه و في الآونة الأخيرة انتشرت العديد من مظاهر العنف أوساط الأطفال ؛فتراهم يحملون العصي وألعاب البنادق والمسدسات ،يتقاتلون فيما بينهم بأدوات الحرب التقليدية التي يتصورونها… ويعيشونها إذ تجد من يردِّدون أناشيد القتال والجهاد، وعباراتهم أصبحت هي القتل والذبح والتهديد والوعيد.
فلقد أمست الحرب تؤجج ثقافة العنف بين الأطفال خصوصاً في الظروف التي تمر بها البلاد وثقافة الحرب التي أضحت أمامنا وفي كل الجهات؛ فالأطفال تراهم يلعبون حرباً فئتان تتقاتلان يتراشقون بالمفرقعات ،وتراهم يخيفون المارة أحياناً خصوصاً النساء ويضحكون بكل براءة عندما يرون الهلع في وجوه إحداهن فهل جعلت الحرب من هذه الشريحة شيئا اخر وزرعت معنويات اقل عطفا في وسط يمني حميد؟؟ ومن المسؤول عن كل سوءة في اليمن السعيد.