تقاريرخبر رئيسي
أخر الأخبار

تحقيق يبيّن خطر #المكيفات الصحراوية على المياه الجوفية في وادي #حضرموت!

8888
Aa

وادي حضرموت ( حضرموت21 ) خاص

سلط تحقيق استقصائي حديث، الضوء على ظاهرة استعمال المكيفات الصحراوية خلال الصيف في وادي حضرموت وما تمثله من خطر على المياه الجوفية هناك بسبب استهلاك تلك المكيفات لكميات وفيرة من المياه العذبة أثناء التشغيل.

وقال التحقيق إن المكيفات المُصنّعة محليًّا والمستخدمة للتغلب على الحرارة الشديدة في وادي حضرموت “باتت تزاحم السكان على مياه الشرب”.

بحسب التحقيق المنشور بعنوان “تُقاسمنا مياه شربنا!”… عن المكيّفات الصحراويّة”، يتجاوز استهلاك المكيف ما يزيد عن نصف برميل من المياه الصالحة للشرب في الليلة الواحدة، مع العلم أنه يوجد في كل منزل أربعة منها على الأقل.

وأعاد التحقيق سبب إقبال السكان الكبير على استخدام هذه المكيفات إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة بوادي حضرموت خلال السنوات الأخيرة جراء التغيرات المناخية. بحسب ما أثبتته دراسة بحثية.

ينقل التحقيق الذي نشرته منصة “أوان- Awan” عن مدير الهيئة العامة للموارد المائية بوادي حضرموت عمر بن شهاب، قوله “يكاد متوسط درجة حرارة الوادي العظمى يقترب من 50 درجة مئوية خلال ذروة الصيف، ما قد يفسر، من وجهة نظره، الحاجة الحالية الماسة إلى استعمال أجهزة التكييف”.

aser

أضاف بن شهاب”برغم أن المكيفات متوفرة منذ أن جلبها المغتربون في دول الخليج في تسعينيات القرن الماضي، لم يبدأ توجه المواطنين إليها كما هو الحال اليوم سوى في العقدين الأخيرين”، مضيفًا “إنها إحدى أدوات التكيف مع تغير المناخ”.

ويجري تصنيع المكيفات الصحراوية داخل أكثر من عشرة مصانع في مدينة تريم قبل أن يتم تصديرها إلى محافظات مأرب، والمهرة، وصعدة ومناطق حدودية مع المملكة العربية السعودية”.

أُجريت على المكيف في هذه المصانع تعديلات بحسب الحاجة، أبرزها تكييفه للعمل مع مصدر طاقة منخفض كالألواح الشمسية، وذلك حلًا لمشكلة انطفاءات الكهرباء الحكومية التي يعاني منها سكان الوادي بكثرة خلال الصيف.

وأفاد بأن أسعار المكيف الصحراوي أقل ثلاث مرات من المكيفات الأخرى. إذ تتراوح أسعاره، بأحجامه الثلاثة (صغير ووسط وكبير) بين 400 إلى 550 ريال سعودي فقط (106.66-146.66 دولار أميركي).

وبخصوص كمية استهلاك هذه المكيفات للمياه قال مالك أحد المصانع، فضل عدم ذكر اسمه، إن المكيف “من النوع الصغير يستهلك في غضون ساعة فقط ما لا يقل عن 10 لترات”، وهي كمية كافية لشرب خمسة أشخاص بالغين خلال يوم كامل.

وفقا للتحقيق، يتفق تقديرُ مالك المصنع مع إفادات مواطنين آخرين كما هو مع نتائج تجربة عملية أجراها الكاتب.

وأضاف” تبعا لذلك تكون كمية المياه المطلوبة لتشغيل مكيف واحد لمدة 10 ساعات أزيد من متوسط الاستهلاك اليومي للفرد في وادي حضرموت المقدر بـ87 لترًا”.

ويلفت التحقيق إلى امتلاك حضرموت، إلى جانب النفط، مخزونًا مائيًا هائلًا. إذ تتشارك مع محافظتي الجوف والمهرة في حوض الربع الخالي، ، بـمساحة 126198 كم²، وتقع أجزاء منها على ثاني أكبر أحواض البلاد، حوض رملة السبعتين 90617 كم، كما على ثلاثة أحواض أخرى.

وتقدر كمية المياه الجوفية في الوادي، وادي حضرموت، لوحده، بحوالي 284 مليار م³، غير أن منسوبها ينخفض بمقدار 60-80 سم/سنة، حيث يبلغ معدل الاستخراج سبعة أضعاف معدّل التغذية. ويُستهلك أكثر من 90٪ من المياه المستخرجة للأغراض الزراعية، بينما تذهب النسبة المتبقية للاستهلاك المنزلي.

وبرغم أن المكيف الصحراوي، بعكس أنظمة التكييف الأخرى، لا يساهم في انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي، “إلا أنه لا يمكن التسامح مع ما يمثله من تهديد بيئي على منطقة محدودة الموارد المائية كحضرموت”، قال بن شهاب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى