يُعبّر كل إنسان عما يجيش في نفسه بطريقته فهذا بالنحيب وذاك بالبكاء والدموع وغيره بالعويل والآخر بالصبر والسلوان .. أما الكتاب فيحيلون حبر اقلامهم إلى مراثٍ حزينة حروفها الأحزان وسفرها قلب مضنى وقافيتها اللوعة والأسى وبحرها من فيضانات الدموع وبحور العبرات والحسرات .
وكلما كان الفقيد عزيزا كلما كانت الحروف أصدق دموعا وعاطفة واشد تأثيرا وأرهف إحساسا وأصفى شعورا وأشد حرقة فمعلوم أن النائحة ليست كالثكلى .
كيف لا يكون عمنا الشيخ علي سالم بريك عزيزا وكيف لا يشق علينا رحيله وفي صفحات الذكرى معالم لإحسانه ورحمته وسعة صدره وذكريات خير كثيرة ما كانت لتلتصق بصدورنا لولا انه استطاع ان يجعل منها خالدة رغم عوارض الدهر وعوامل الزمن فقد كنا في صبانا نبتهج بقدومه الى حارتنا بعد سفره الطويل وكأننا نستقبل احد اقربائنا كان كرمه رحمه الله لا محدود وطيبته لا متناهية كان بيته الكبير نافذتنا الى العالم نحل عليه ضيوف دونما ميعاد تنتظر قلوبنا الصغيرة بشغف كبير هدايا يمينه التي لا تنضب ابدا .
المرحوم الشيخ علي سالم احد اهم رموز الخير والاحسان الذين عرفتهم مدينتي سخي اليد كثير العطايا محب للخير مساهم في الاصلاح متفاني في مد يد العون لكل محتاج احسانه كبير وفضله عظيم لا تقف امامه معضلة لفعل الخير سخر نفسه وماله لخدمة اهله وناسه دون ان يكل او يمل يوما .
اخر ما جمعني به مهمة خير كبيرة انجزها دون ان يلتفت الى مكانته او منزلته وشهرته فقد كانت دموعه الغالية تنهال تعبيرا عن انسانيته وكلماته العذبة الرقيقة الصادقة تعبيرا عن اخلاصه فقد ابكت الحاضرون واغرقتهم في بكاء عميق انه رجل والرجال قليل في هذا العصر عصر النفاق والتصنع انني على يقين اني لن اوفيه حقه مهما سطرت حروفي من كلمات وكتب قلمي من عبارات .
فياربي قد اخذته الى جوارك فاطر السموات والأرض أنت وليه في الدنيا والآخرة ارحمه واغفر له ما تقدم من ذنبه واجمعنا به في جنات النعيم على سررا متقابلين انك الرحمن الرحيم .