تقارير

تقرير خاص: الجمعيات الخيرية .. ضحية الصراعات السياسية وغياب المسؤولية الاخلاقية 

تقرير (حضرموت21) وجدي صبيح 

تلعب الجمعيات الخيرية دور كبير في التنمية البشرية والمجتمعية ومكافحة الفقر في بلادنا فهي تساهم بشكل كبير في مساعدة افراد المجتمع في مواجهة الفقر والبوس المعيشي  وتخفيض الحمل عليهم ورعاية وكفالة اعداد كبيرة من الايتام وطلاب العلم ولأسر التي تعاني من مشاكل الفقر في مجتمعاتنا ناهيك عن تحملها الكثير من الالتزامات تجاه بعض ذوي الامراض المزمنة والعاهات الدائمة ورعاية الكثير من ذوي الاحتجاجات الخاصة وايضا تمويل ودعم الكثير من المساجد ودور الخير والعلم والتنمية خصوصا في ظل هذه الاوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية والصعبة التي تعاني منها مدينتنا وسائر المدن في بلادنا .

فمع حلول شهر رمضان الكريم شهر الخير والاحسان ومضاعفة الحسنات يظهر جليا دور تلك الجمعيات الخيري ودور رجال الخير والاحسان في تقديم المعونات والمساعدات للمجتمع وافراده المحتاجين فهناك الالاف ينتظرون ما يسد حاجتهم وفقرهم عن طريق الحصول على نصيب من تلك المساعدات سواء كانت عينية او نقدية

 .

فهناك لغط وجدل كبير يثار في المجتمع خصوصا مع اقتراب موسم توزيع تلك الاعانات والمساعدات فهناك الكثير من الشكاوى ضد تلك الهيئات والجمعيات الخيرية وأسس التوزيع وبرامج التنفيذ ومقايس المنح والتقدير المتبعة من قبلها فشكاوى الاهالي والمستهدفين في ازدياد فبعض منهم يحصل على جزء بسيط لا يسد حاجته ولا يكفي اسرته رغم الاعتمادات المالية والعينية الكبيرة المخصصة لهم من قبل ممولي تلك الجمعيات والبعض الاخر يشتكي من استبعادهم او غيابهم بتاتا من كشوفات التوزيع والاستهداف القديمة التي مضى على اعدادها سنوات عديدة دون مراعاة للمستجدات وضرورة مراجعتها وتعديلها وتنقيحها بالإضافة والحذف وترتيبها حسب الحاجة والاولوية  هذا ما يحصل في عمل تلك الجمعيات .

اما فيما يخص رجال الخير والاحسان وما يحصل من تجاوزات منهم او من وكلاءهم فحدث ولا حرج فمعظم مساعداتهم تذهب هدر بين المحسوبية الحزبية والصداقات والقرابات دون اي مراعاة لحاجة اولئك المستهدفين والمحتاجين الواقفين على ابوابهم ولهذا فلا ضير ان يبقى الفقر والعوز مخيم على مجتمعنا حتى في شهر العطاء والاحسان .

اما الجانب الاخر لذلك الاستغلال المذموم ولتلك التجاوزات التي تلحق بالأموال الخيرية والمساعدات العينية وزكاة الاموال المستحقة شرعا فيتمثل في اقامت الولائم الضخمة في المساجد والاحواش ودعوة الناس عشوائيا اليها وكذلك اقامت المسابقات والمهرجانات الحزبية والطائفية والتجمعات الدينة والقبلية التي تنفق عليها مئات الالاف والتي لو وزعت لمستحقيها والمحتاجين منها لكفتهم سنوات وليس شهر .

فمع شكرنا وتقديرنا لتلك الجهود العظيمة التي يقوم بها رجال الخير والجمعيات الخيرية الا اننا لا نستطيع ان نغض النظر عن الفساد المستشري في نظام عملها وبرامج توزيعها وعملية ادارتها للمعونات والمساعدات المخصصة للمحتاجين منها تلك البرامج البعيدة عن المصداقية والجدية والامانة المهنية والمسؤولية الاخلاقية التي منحت لهم من المجتمع اولا ومن مموليها ومؤسسيها ثانيا فالهذأ نهيب بكل من له يد في ذلك العمل الخيري بتحري الدقة والامانة في التوزيع الخيري لان هناك مئات الاسر تعاني من فقر شديد رغم اظهارها للغنى ولاكتفاء حبا في حفظ الكرامة وابتعادا عن مذلة التردد بين اروقة تلك الجمعيات وبيوت رجال الخير والاحسان فصدقة السر لمن هو في حاجتها خير من صدقة العلن وفي كلا خير فالنطهر ولنداوي انفسنا وذوينا بالصدقات واخراج الزكاة واعطاها لمستحقيها عن طيب نفس وروح .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى