تقارير

تقرير خاص: سيادة الجنوب على البحر تجاوزت حدوده الإقليمية

(حضرموت21) خاص 

 

أطلقت أسرة 4 بحارة من مديرية الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت نداء عبر “حضرموت 21” لإثارة قضية اختطاف أبنائهم قبل خمس سنوات، بعد أن طرقوا كل الأبواب الممكنة لعلى وعسى تسهم في إطلاق سراحهم أو على الأقل إعادة مأساتهم إلى الواجهة إعلامياً، في انتظار نهاية معاناتهم جميعاً.

 

تكشف كم الوثائق والخطابات التي رافقت سير متابعة القضية في سنتها الأولى والثانية، والتي تحصل “حضرموت 21” على نسخ منها، مدى تقاعس السلطات اليمنية عن القيام بواجبها في الإفراج عن المختطفين وبيان مصيرهم.

 

ومن خلال مراجعة هذه الوثائق بإمكان أي شخص أن يلاحظ كيف سعت سفارة اليمن في الإمارات لإغلاق ملفها بعد تشعبها وبداية الحديث عن أن الضحايا الأربعة يقبعون في معتقل تابع لقوات فرنسية في جزيرة سيشل؛ لا أحد يدري للان كيف وصلوا إليها؟ ولما تم القبض عليهم؟

 

مأساة البحارة الأربعة أعادت للإدهان معاناة صيادين وبحارة وقعوا في أسر القراصنة الأفارقة خلال العقدين الاخيرين من الزمن، تم تخليص معظمهم بعد إذلال ومهانة لم يبح بعضهم بها، ومنهم أيضاً من كان قد تعرض للاعتداء أو الترهيب والاستجواب في عرض البحر من قبل سفن حربية أجنبية تجوب المياه الإقليمية دون أدنى احترام للسيادة اليمنية.

 

يرى كثيرون أن “قادة القطع البحرية الأجنبية مثلهم مثل القراصنة تماماً يدركون أن البحارة اليمنيين هم مجرد رعايا بلد أرخص شيء فيه حياة الإنسان وكرامته في البر والبحر والسماء لا فرق”.

 

الطريقة التي اختطف بها (النوخوذة، عوض مبروك باعباد، والبحارة، حميد علي بن ساحب، وأحمد صالح اليزيدي، وسعد مسعود اليزيدي) من مسافة قريبة من سواحل فرتك بالمهرة وكيفية اقتيادهم لجهة مجهولة واختفائهم عن الوجود، جعلت البعض يقارن بين وضعنا الحالي ووضعنا في السابق، أيام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت تحمي حدودها البرية بعدد يسير من الجنود والية واحدة او اثنتين، وضمن حضور قوتها في البحر فرض السيادة على حدود المياه الإقليمية ومياه دول مجاورة.

تسجل وقائع التاريخ الغابر، الذي يجهل تفاصيله شريحة واسعة من أبناء الجنوب بأنه خلال فترة تولي القائد أحمد الحسني، مهام البحرية الجنوبية كانت طوربيداتها تنفذ دوريات وعمليات إنزال في شواطئ دول أفريقية وعربية دون أن تحاط بعلم مسبق بها، لتمشيطها والتحقق من عدم استخدامها كقواعد لتهريب السلاح أو المخدرات، والعبث بالأمن الإقليمي.

 

وتؤكد تلك الوقائع أن الدول العظمى وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي، آنذاك، كانت على ثقة تامة بأن الممرات الدولية في بحر العرب والبحر الأحمر آمنة ومستقرة طالما بقيت تحت حماية القوات الجنوبية التي كانت تمتلك واحدة من أضخم سفن الإنزال في المنطقة التي لم يكن يوجد لها مثيل سوى 3 اخريات مع القوات البحرية التابعة للسوفييت، وقد تعرضت للتفكيك بعد اجتياح الجنوب في حرب صيف 1994، ومن بعدها لم نشهد ولم تشهد المنطقة بأسرها لا خير ولا استقرار.

 

من يثيرون هذا الحقائق الان، “ينفون أنهم يدافعون عن عهد منظومة حكم انتهى من غير رجعة”، فهم يرمون فقط لـ “التذكر بوجود مؤسسات دولة كان المواطن جزء أصيل منها، وكان وجودها بالأساس قائماً للذود عنه، وشكلت قوتها في مرحلة من المراحل مصدر فخره واعتزازه بذاتن وبانتمائنه الوطني”.

 

لذلك هم يرون أنه من واجبهم أن “يضعوا الأجيال أمام منجزات تلك الدولة حتى يعرفوا ولو النذر اليسير عن تاريخ أجدادهم”، ويحذروهم في الوقت ذاته بأن “واقعهم اليوم مفروض عليهم، وأنه يراد لهم البقاء مجرد رعايا درجة ثالثة أو رابعة في دولة منزوعة السيادة”.

 

لسان حالهم الذي لا يخالفه أحد من أبناء الجنوب من غير التوابع لأحزاب صنعاء بأن “البحر منذ منتصف التسعينيات، ( بعد اجتياح دولتهم واحتلالها في حرب صيف94)، بات مباحاً للقراصنة، والسماء تخترقها الطائرات الأمريكية بطيار ومن دون طيار، والبراري خاضعة لقطاع الطرق، والنظام ككل يُحكم بشريعة الغاب”.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى