عدن (حضرموت21) خاصحققت قوات الأمن الجنوبية بدعم وإسناد من دولة الإمارات العربية إنجازات أمنية كبيرة خلال فترة قصيرة بتطهيرها محافظات الجنوب”حضرموت وعدن ولحج وأبين واجزاء من شبوة” من التنظيمات الإرهابية، إنجازات حظيت بإشادة المجتمع الدولي المنشغل في الحرب على الإرهاب، ترجمها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في تقارير سابقة قدمها لمجلس الأمن حول الأزمة والحرب في اليمن.تطهير المحافظات الجنوبية من الإرهابيين، أظهر للعالم أن الجنوب ليس بيئة خصبة للإرهاب كما كان يروج لذلك نظام صالح والأخوان المسلمين، وأثبتت الحرب والوقائع الأخيرة أن القاعدة وداعش في الجنوب صناعة عفاشية إخوانية هدفها إبتزاز الغرب، لجلب الدعم وخوفاً من انفصال الجنوب عن الشمال.السوادية منطقة نفوذ القاعدةتعد محافظة البيضاء جنوب شرق صنعاء الخاضع ثلثي مساحتها لسيطرة ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح معقل التنظيمات الإرهابية في اليمن، حيث تتخذها الجماعات الإرهابية ملتقى لعناصرها، خصوصاً بعد أن تم دحرها من المحافظات الجنوبية عدن ولحج وحضرموت وأبين.وتتخذ التنظيمات الإرهابية منطقة السوادية بين رداع والبيضاء مركز نفوذ لإدارة عملياتها الإرهابية واستقطاب العناصر المغرر بهم للالتحاق بالتنظيم، كما أن بلاد قيفة رداع التي نفذت فيها القوات الأمريكية قبل أشهر عمليات إنزال هي الأولى في اليمن منذ عام2014، وقبل تسليمها للميليشيات الانقلابية، تعد مقر قيادات التنظيم الإرهابي .كما أن مناطق قيفة رداع والزاهر وبيت الذهب هي المعاقل الرئيسية للتنظيمات الإرهابية بالمحافظة، ويوجد بها أكبر معسكرين تدريبين في مديرية الصومعة بمنطقة “جاعر”، واخر في مديرية ذي ناعم وتحديدا بمنطقة “طياب”.50 غارة جويةويرجع انتشار مراكز ومعسكرات التنظيمات الإرهابية بمحافظة البيضاء في مناطق تخضع لسيطرة تحالف الحوثي وصالح إلى الاتفاقيات وعقود الهدنة التي وقعت في وقت سابق بين الانقلابيين من جهة والتنظيمات الإرهابية من جهة ثانية، برعاية شيوخ قبليين موالين لصالح والحوثيين، وأعقبها تبادل أسرى لأكثر من مرة لإعداد كبيرة كانت صحيفة الشرق الأوسط قد كشفت عنها العام الماضي.وخلال العام 2017 نفذت طائرات أمريكية بدون طيار غارات جوية على مواقع ومعسكرات للتنظيمات الإرهابية تفوق 50 غارة جوية خلال الربع الأول من العام الجاري بينها عملية الإنزال التي أسفرت عن مصرع كبار قادة القاعدة بينهم القيادي الذهب أمير التنظيم بمحافظة البيضاء، وعشرات العناصر الأخرى.عصابات تقطع وحرابةإلى ذلك لازالت عناصر التنظيمات الإرهابية تنشط بين الحين والآخر في أكثر من منطقة بمحافظة أبين شمال شرق العاصمة عدن، وسط عمليات إرهابية محدودة للقاعدة خلال العام الجاري على نقاط الأمن والجيش في المناطق والمديريات الساحلية والريفية شقرة وأحور والمحفد ومودية.ووفق أفادات مصادر محلية وقبلية وعسكرية مطلعة لـ “حضرموت21” فأن عناصر التنظيمات الإرهابية تتمركز في عدد محدود من قرى مديرية المحفد الساحلية الجبلية وفي جبال المراقشة بمنطقة بلاد الفضلي، كما تتواجد عناصر التنظيمات الإرهابية بشكل متقطع بين الحين والآخر على الطريق الساحلي الرابط بين حضرموت وعدن وتحديداً منطقة الخبر، حيث يقومون بعمليات التقطع والحرابة للمسافرين المارين عبر محافظة أبين من وإلى عدن وحضرموت .وشهدت محافظة أبين عمليات تقطع وكمائن نفذتها عناصر التنظيمات الإرهابية ضد نقاط أمنية في الخط الساحلي ومسؤولين عسكريون وقادة في المقاومة المنخرطين مع التحالف في محاربة الإرهاب بالمنطقة، حيث يقوم الإرهابيين بتنفيذ عملياتهم الغادرة والعودة إلى وادي موجان بجبال المراقشة الذي يتخذونه معسكراً لهم.وتواصل التنظيمات الإرهابية تسجيل حضورها في عدد من مناطق أبين الساحلية والجبلية لتنفيذ عمليات إرهابية حيث يتنقلون بين مودية والمحفد والخبر عبر طرق وعره، كما يوجد لديهم معسكر آخر في وادي النسيل شرق مديرية مودية.حملة عسكرية كبرىوكانت قوات الأمن والجيش الموالية للرئيس هادي بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد شنت حملة عسكرية كبرى منتصف العام الماضي لتطهير المحافظة من الجماعات الإرهابية، ونجحت في ذلك بملاحقة الجماعات الإرهابية وتنفيذ حملات دهم واعتقالات لعدد من العناصر الخطرة بالمحافظة.كما أن طيران التحالف والدورن الأمريكية نفذت العديد من الغارات ضد تنظيم القاعدة، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الإرهابيين بينهم قادة كبار، حيث بلغ عدد غارات طيران التحالف ضد الجماعات الإرهابية ما يزيد عن 28 غارة، وعدد الغارات بدون طيار التي تم رصدها من قبل عسكريون بالمحافظة بين 13 إلى17 غارة جوية للدرون الأمريكي.مصرع ما لا يقل عن 70 إرهابياًوكشفت إحصائيات القوات الأمنية والعسكرية بمحافظة أبين لـ”حضرموت 21″، بأن العمليات العسكرية والغارات الجوية في المدينة أسفرت عن مصرع مالا يقل عن 70 من عناصر التنظيم الإرهابي، وجرح ما يقارب 40 اخرين وأسر واعتقال بحدود 50عنصر إرهابي، بينما تجاوزت حملات الدهم التي نفذتها قوات الحزام الأمني ضد الجماعات الإرهابية في عموم مدن أبين 50 حملة.فيما بلغ عدد المعامل والمصانع للعبوات الناسفة والمتفجرات وكذا مخازن الاسلحة التي تم ضبطها في المحافظة أكثر من 14 معمل ومخزن، بينما بلغت العمليات الإرهابية التي استهدفت أبين والقوات الأمنية ما يقارب 27 عملية إرهابية أسفرت عن اسشتهاد 34، وما يقارب فوق 50 جريح من القوات الأمنية، بينهم عدد من المدنيين، كانوا مارين او متواجدين بالقرب من تلك العمليات الإرهابية، التي كان أكثرها في عاصمة المحافظة زنجبار.إحباط 89 عملية إرهابيةوفي محافظة لحج 60 كيلو متر شمال عدن، لقي 33 عنصر إرهابي مصرعهم وجرح 11 آخرين واعتقل أكثر من 420عنصراً بينهم 7 إرهابيين سلموا أنفسهم تلقائياً للأمن، وذلك خلال عام ونيف من الحملة العسكرية ضد القاعدة حينها. كما نفذت القوات الأمنية بلحج خلال عام 2016 ما يقارب 950 حملة دهم واعتقال وتعقب، بينما كان عدد العمليات التي استهدفت قوات الحزام الأمني والقيادة الأمنية بالمحافظة 96 عملية إرهابية، وفقا لمدير شرطة لحج العقيد صالح السيد.ولفت ضابط رفيع بشرطة لحج في تصريحات لـ “حضرموت 21”بأن عدد العمليات الإرهابية التي تم إحباطها هي 89 عملية.كما كشف عن ضبط القوات الأمنية بلحج 13 معمل لتجهيز السيارات المفخخة وصناعة المتفجرات والأحزمة والعباد الناسفة، مشيراً إلى أن عدد شهداء قوات الحزام الأمني خلال المواجهات مع الجماعات الإرهابية 32شهيداً.محافظة أمنة بنسبة 95%وقال إن عدد الغارات الجوية التي نفذها طيران التحالف ضد الإرهابيين 7 غارات، مشيراً إلى ارتباط ضباط موالين لصالح في إدارة القاعدة وداعش المزعوم بمحافظة لحج بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وإحباط جهود التحالف في المحافظات المحررة.وزاد يمكننا القول بأن محافظة لحج باتت أمنة وخالية من الجماعات الإرهابية بنسبة 95%، وأن بقي هنا وهناك بعض العناصر الهاربة والمتخفية، ولكن قوات الأمن مستمرة في تعقبهم وملاحقتهم حتى تصفيتهم أو يتم القبض عليهم.ويرتبط ذلك النجاح بالتعاون الكبير من قبل المواطنين وإبلاغهم قوات الأمن عن أماكن تواجد العناصر الإرهابية.
4 دقائق