الصخرة الجنوبية

المكلا ( حضرموت21 ) الإدارة الإعلامية

ضربت الزيدية السياسية وربيبتها الاسلام السياسي الممثل بالاخوان المسلمين في عمق الذهنية اليمنية الشمالية بأن ما يسمى الوحدة اليمنية أو ما يعرف -تحديدا- ضم وإلحاق المناطق الجنوبية للأصل القابع في كهوف صنعاء وصعدة بأنه مطلب شرعي وديني وحق تاريخي يجب تحقيقه، وهذا متعارف عليه منذ عهد الأئمة ومن تولى بعدهم حكم المناطق الجبلية الوعرة في الشمال اليمني.

ذهنية الغزو والسلب والعدوان القبلي الشمالي تجاه الجنوب ليست وليدة اليوم ولكنها معضلة تاريخية، وطالما كانت أحزاب وجماعات الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي رأس الحربة وأدرينالين الغزو وعقيدة المقاتلين فإن القوى القبلية المتنفذة في الشمال لن تألوا جهدا في استخدام تلك الجماعات لتنفيذ أهدافها القذرة والمشؤومة، ولهذا فإنه ليس من مصلحتنا كجنوبيون استمرار تمويل وتضخيم تلك الجماعات الاصولية بالمقابل يجب أن يكون هناك معادل ايديولوجي قوي في الجنوب يواجه افرازات الأنظمة المتعاقبة في الشمال بمختلف مرجعياتها وأدبياتها.

جنوب اليوم ليس جنوب الأمس فقد تكسرت أمام صخرة النضال والدفاع الوطني الجنوبي كل محاولات الغزو الناعم والخشن الآتي من قوى الشمال المحملة بثقافة القبيلة والفيد والنهب منذ الستيات وما قبلها أو بعدها، فاليوم وبعد 29 عاما من إعلان فك الارتباط من داخل حضرموت يجتمع أعضاء الجمعية الوطنية الجنوبية أو ما يسمى بالبرلمان الجنوبي في المكلا حاضرة حضرموت للتأكيد على وحدة الجنوبيين في مواجهة الطيش السياسي القادم من الشمال والتجهيز لاتخاذ خطوات حاسمة تؤدي لاعلان الدولة خصوصا وأنه قد أصبحت معظم المناطق الجنوبية محررة إلا من مجاميع عسكرية قبلية شمالية متمركزية في وادي حضرموت والمهرة وسيتم التعامل معها قريبا وفق ما تتطلبه المرحلة.