إفتتاحية الصباحخبر رئيسي

افتتاحية “#حضرموت21 ” .. يوم النصر الأعظم

عدن (حضرموت21) خاص –  فريق التحرير 

يعيد التاريخ نفسه على شكل مأساة أحيانا وأحيانا أخرى بصورة ملهاة لكن تبقى الأحداث الفارقة عالقة في الذاكرة الوطنية ومحفزة للوجدان الجماهيري ورافعة ثورية للذهنية الجامعة نحو مزيد من العطاء والنضال والصمود في وجه المحتلين بشتى صورهم وأشكالهم.

الثلاثون من نوفمبر يوم محفور في الذاكرة الوطنية الجنوبية التحررية من عفن ورجس الاحتلال البريطاني البغيض وأذنابه من محميات قبلية وكانتونات، فهو يوم مشهود له بطرد آخر مستعمر بريطاني من أرض الجنوب العربي الطاهرة والولوج في تدشين دولة وطنية مستقلة كاملة السيادة تتبنى قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية وترسخ ثقافة النظام والقانون وتكافؤ الفرص ومجانية التعليم والصحة وحماية الفقراء والمعوزين غير أنه في كل مسيرة وطنية حرة تكون هناك معوقات وظروف مختلفة تحول دون تحقق كامل الأهداف المرسومة فتنشأ نتوءات وأخطاء تحرف مسيرة النضال وتعقد المشهد العام لكن تبقى ضرورة الانتقال من مجتمع القبيلة الضيق إلى رحابة مجتمع الدولة خيارا لار جعة عنه وهدفا ساميا طالما ناضل الثوار الجنوبيين بتحقيقه.

بين قيم الدولة وقيم القبيلة كانت جذور الصراع وجدليته، وبين الفينة والأخرى تطفو إلى السطح تمثلات وتمظهرات أخرى من قبيل الصراع الدوري المسلح على السلطة لكن تبقى قضية بناء الدولة هاجسا وهدفا حملته كل السلطات المتعاقبة بعد الثورة رغم الصعوبات والتحديات.

في المجمل نجحت دولة أكتوبر ونوفمبر من تحقيق منجزات كبيرة فيما يخص بناء الدولة وتحديث المجتمع والانتقال به من مجتمع بدائي قبلي إلى مجتمع الدولة الوطنية في ظروف معقدة وحساسة لكن اليوم وفي الذكرى الثالثة والخمسين هاهو التاريخ يعيد نفسه بآلامه ومآسيه وقد أصبحنا قابعون تحت احتلال يمني متخلف دمر مشروع الدولة الوطنية ونفخ في جسد القبيلة وبتر مسيرة النضال والتحرر وعاث فسادا منقطع النظير لكنه في طريقه للرحيل بعد نضالات جسيمة قدمها شعبنا الجنوبي في سبيل تحرره من أسوأ وأقبح احتلال عرفه في تاريخه والذي استوطن أرض الجنوب منذ حرب العام 1994 المشؤومة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى