سيؤن (حضرموت21) خاص فريق التحرير
سياسة تفريخ المكونات الجنوبية استراتيجية إخوانية عفاشية أثيرة منذ العام 1994 وهي ممارسة استبدادية يحاول من خلالها المستبد تشويه وتفكيك وإضعاف أية معارضة أو احتجاج على كوارثه وفساده ونهبه للمال العام ومقدرات البلد، وهو إدراك لاواع لدى تلك النخبة السلطوية نابع من خوف عميق لديهم بكونهم مجرد محتلون وطارئون وسينتهي بهم المطاف خارج الأرض الجنوبية الطاهرة.
ولهذا فقد كانت خطوة تشكيل المجلس الانتقتلي الجنوبي أكبر ضربة قاصمة لقوى النفوذ والاحتلال وخططها الرامية لتزوير الإرادة الشعبية الجنوبية، وهي الخطوة التي جعلتها تتخبط وتفقد صوابها محاولة خلق فصائل جديدة ومتعددة لتفتيت اللحمة الجنوبية عبر أدوات جنوبية متنفذة ومستفيدة من الوضع القائم وتاجر الوقود المسمى أحمد العيسي أبرز مثال، وهو مايدفع إلى الجزم بأن أجندات تحرك ائتلاف العيسي تصب في ذات الاتجاه وهو تفريخ المكون الجنوبي وبالتالي تفتيت خياراته ونضالاته وتمييعها.
لم تعطب الذاكرة الجنوبية ولم تتوقف مسيرة النضال ضد المحتل اليمني الغاصب خصوصا وقد باتت أساليبه واضحة للعيان، وأثبتت حالة الرفض الجماهيري لتظاهرة العيسي الفاشلة في مدينة سيؤون أن جذوة النضال مستمرة في الاشتعال ولن تثنيها مجنزرات العدو ومحاولته لترهيب المواطنين واعتقال الناشطين وتخويف الآمنين.
في المحصلة الختامية فقد كان فشل تظاهرة العيسي في حضرموت دليل على أن حضرموت قد اختارت طريقها بوضوح وهذا ما جعل جنود وأدوات المحتل تفقد صوابها وتعتقل المعارضين من شباب مدينة سيؤون وتروعهم بإطلاق الأعيرة النارية في ردة فعل مكشوفة تنم عن حالة الحنق والطيش والتهور، وهم يدركون تمام الإدراك أن الفجر الجديد التي ترحل فيه تلك القوات الغازية والمحتلة قد بات قريبا.
