اختيارات المحررتقاريرخبر رئيسي
أخر الأخبار

تقرير خاص: محاربة “المناطقية” في الجنوب… البداية “افتراضيا” ولا تزال!

(حضرموت 21) – خاص

الحرب على “المناطقية” في الجنوب بدأت “افتراضيا” في مواقع التواصل الاجتماعي، في ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي، التي شهدت إعلان رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، إلغاء فعالياتها الجماهيرية، تحسباً لوقوع هجمات بطائرات مسيرة حوثية، كما جرى في حادثة قصف قاعدة العند التي ألحقت بالجنوب خسارة لا يمكن تعويضها باستشهاد القائد محمد صالح طماح.

نخب من إعلاميي الجنوب والانتقالي، حددت ساعة الصفر لبداية الحرب، فوظفوا طاقاتهم لمراجعة حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” وشن حملة تطهير صفحاتهم من شخصيات حقيقية وأخرى وهمية، حرصت على بث سمومها في الجسد الجنوبي للتفرقة بين أبنائه وضرب وحدتهم من الداخل، إلى جانب تكثيف التوعية بمضار تداول منشوراتهم بدلا من فضح كذبها ومن يقفون ورائهم.

من الصعب معرفة نتائج هذه الحملة التي انحسرت حدودها على ما يبدو في العالم الأزرق، دون أن تتعداه إلى أرض الواقع، لكن كيف السبيل فعلا إلى محاربة أمراض المناطقية؟ وما هي مخاطرها على القضية الجنوبية حاضرا ومستقبلا؟، أسئلة مهمة يرى القيادي في ثورة الحراك الجنوبي والسياسي الجنوبي الأستاذ محمد علي شايف، أنها “تحتاج إلى استقراء المشهد وعلاقته بالماضي، والمستفيد من تأجيج هذه الحرب المختلقة لتمرير أجندته”.

مخاطر دفن القضية الجنوبية

ويضيف في حديثه الخاص لـ”حضرموت 21“، “ما تشكل في الواقع منذ بداية الحرب، بما في ذلك المشهد الراهن المعقد المتشابك والمتعدد الأطراف والمتناقض الرؤى والأهداف، يحتاج الى استنطاق خلفياته ومحركاته وأبعاده المستقبلية لدى كل طرف فاعل في المشهد”.

ويشدد على أن “الخطر على قضيتنا الوطنية ماثل للعيان أولاً من تمرير تغييبها عن المشهد تغييبا مطلقا دونما مقاومة تذكر، وأمور كثيرة على الساحة تجعلنا نحذر ليس من خطر المناطقية المقيتة وحسب، بل من التشكيلات العسكرية المتعددة الاتجاهات والولاءات، لأن عدم توحيدها تحت إطار جامع يفسر خلفياتها وأبعادها إذ يمكن توظيفها لتمرير أجندة تدفن قضيتنا أو للحصول على القسم المجزي من الكعكة”.

الصراع بين مشروعين سياسيين

القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، قال: “اعتقد إن الحديث عن صراعات مناطقية في الجنوب أمر مبالغ فيه كثيرا، وفيه الكثير من المغالطات”، موضحاً أن “الصراع القائم هو بين مشروعين سياسيين يتنازعان الجنوب، وهما مشروع الاستقلال وإقامة دولة جنوبية كاملة السيادة ومشروع إعادة إنتاج الوحدة المقبورة من خلال ما يسمى بالدولة الاتحادية اليمنية”.

وأضاف في حديثه الخاص لـ”حضرموت 21“: “دعني أجزم هنا أن الغالبية العظمى من أبناء الجنوب العربي بمختلف محافظاتهم هم من حاملي رأية الاستقلال بالجنوب وطنا ودولة وهوية”، مؤكداً بأن “الأقلية وهم أيضاً من مختلف محافظات الجنوب فهم من الداعمين لإعادة تكريس الوحدة المقبورة من خلال الصيغة الاتحادية اليمنية”.

وأوضح “هؤلاء (الأقلية) يتوزعون بين منتسبي الأحزاب اليمنية والحكومة ويحاولون أن يصوروا الصراع القائم بأنه صراع مناطقي، ونتيجة لرفض غالبية أبناء الجنوب لمشروع الدولة الاتحادية اليمنية ولعدم قدرة حملة ذلك المشروع من جنوبيي السلطة اليمنية وأحزابها فانهم يلجأون لاستدعاء صراعات الماضي ويحاولون صبغ الصراع بصبغة مناطقية مفتعلة”.

وأشار الكثيري، إلى أن “المجلس الانتقالي، الممتد في كافة محافظات ومديريات الجنوب، يعمل على ترسيخ قيم التسامح والتصالح الجنوبي ويرفض أي استدعاءات لصراعات الماضي بأي شكل من الأشكال”.

وتابع: “يعمل المجلس أيضاً على إجهاض محاولات القوى اليمنية ( الشمالية) لنسف ما تراكم من تسامح وتصالح وتضامن جنوبي على مدار الأعوام الثلاثة عشر الماضية، لإدراكه بأن القوى السياسية اليمنية المناوئة لاستقلال الجنوب، لم تعد تملك ما يمكنها من إجهاض حركة الجنوب نحو الاستقلال إلا بإثارة صراعات الماضي التي تجاوزها شعبنا الجنوبي”.

المناطقية مشروع عدائي

الإعلامي منصور صالح، أكد أنه “لا يوجد بلد في العالم كل قاطنيه من الملائكة أو من الصالحين، ومثل ذلك هو الجنوب، ومن هكذا مدخل يجد صناع الشر ضالتهم في استخدام بعض شبابنا الذين يغريهم المال الضئيل، لصناعة جرح عظيم في خاصرة وطنهم،عبر تبني حملة إذكاء الشقاق الداخلي وشحن الناس ضد بعضهم، في إصرار غريب وعجيب على إضعاف الجبهة الداخلية، وخلق حالة من التوجس حول ماهية الجنوب القادم الذي يصورونه بأنه سيكون حافلاً بالصراع والاقتتال والتمايز الداخلي”.

وشدد على أن “مايبذل من جهد في سبيل شق الصف الداخلي، لا يؤثر في وعي الناس بالصورة التي يرجوها ممولو حملات إذكاء المناطقية”، مبدئياً حسرته على “أن نرى أي جهدٍ جنوبي يضيع في مشروع عدائي ظلامي ومتخلف، لا يصب في اتجاه دعم جهود وكفاح بناء وطن جنوبي متماسك وقوي، لتعويض سنوات الخراب والدمار التي تعرض لها وطننا في عهد سنوات الوحدة المريرة.

وحول كيفية مواجهة هذا “الصوت التدميري، النشاز والمزعج”، يؤكد منصور صالح، أن “الجنوب يحتاج إلى تبني مشروع وعي جديد، يخاطب برقي وعقل ومنطق عامة الشعب، ويزرع لديهم الأمل بالقادم”، داعياً إلى “تحفيز الوعي العام على إهانة ورفض حملات تثبيط العزائم، وبث الفرقة والعداء، واعتبار مشاريع إثارة الثقافة المناطقية المقيته مشروعاً عدائياً متخلفاً، يهدف لخلق اصطفافات ضيقة وهزيلة، ويؤسس لصراعات قادمة لن ينجو منها أحد ولن ينتصر فيها سوى خصوم المشروع النهضوي الجنوبي، والذي ينبغي أن نبدأ أولى خطواته اليوم وليس غداً، جميعنا، وليس جزء منا فقط”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى