محلياتملفات وتحقيقات

تحقيق استقصائي: مستشفى الامراض النفسية والعصبية في عدن وزنازين الموت

8888
Aa

عدن (حضرموت21) قيس الشاعر

 

تولي الدول المتقدمة اهتمام كبير بالصحة البدنية و النفسية للفرد و تسخر جزء من ميزانيتها لرعاية الصحية و بناء وتطوير المنشاءات والمرافق الطبيه و تضع الخطط والدراسات التي من شأنها ان تحافظ على استمرار الخدمات الصحية للحفاظ على صحة و سلامة مواطنيها كما تهتم بتأهيل الكوادر و الطواقم الطبية في مختلف المجالات فحياة الانسان مكان اهتمام في تلك الدول تقع على عاتق الدولة دون الاخذ بالشكل و اللون و العرق و تعرض سلامة الفرد لمكروه بسبب عدم تلقيه الرعاية او الخدمة الصحية المطلوبة يجعل الجهات المختصة عرضه للمسألة القانونية

 

و الاهتمام بالجانب العصبي والنفسي للأفراد لا يقل اهمية عن بقية الجوانب الصحية من حيث الاهتمام بل تكون له الاولية احيانا كون ازياد المصابين بالحالات النفسية و العصبية يساهم في تفشي اعمال العنف و انتشار الجريمة و حوادث الانتحار في المجتمع و اليمن طبعا ليست احسن حال من بقية الدول النامية ان لم تكن اسواها في ظل الحرب القائمة و تفشي الامراض و الأوبئة كالكوليرا التي عجزت الحكومة عن الحد من انتشارها …

 

aser

وقد ذكرت مؤخرا دراسة نشرتها المجلة الدولية للصحة العامة إنترناشونال جورنال أوف ببليك هيلث أن عدد ضحايا الانتحار وجرائم القتل في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة أكثر بعشرة أضعاف من ضحايا الحروب …

 

واشارة الدراسة الى ندرة المتخصصين في العلاج النفسي، وذكرت أنه في دول مثل ليبيا والسودان واليمن فإنه لكل 200 ألف شخص يوجد طبيب نفسي واحد.

 

وفي تحقيقنا نسلط الضوء على المرضى النفسين والعصبين كشريحة مغيية من شرائح المجتمع لا تتلقى الاهتمام والرعاية الطبية المطلوبة في مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي في مدينة عدن العاصمة الموقتة لليمن و تختلف نظرة المجتمع الانسانية لهذه الفئه باختلاف درجة الوعي و معدل نسبة الامية كما ان الطرق العلاجية المتبعة في المشفى الذي يفتقر لأبسط المعدات الطبية لا تتناسب مع حالة المريض النفسي التي تتفاقم و تتطور حالته المرضية داخل عنابر المستشفى نتيجة للإهمال و التسيب وغياب الرقابة و المتابعة لحالة المريض و عدم انضباط الاطباء و الطواقم التمريضية بمواعيد الحضور و النقص في الكوادر المتخصصة بالطب النفسي و عدم خضوع الكوادر الموجودة لدورات تأهيليه في مجال الصحة النفسية والعصبية وتردي مستوى النظافة و تدهور الخدمات و السمسرة و تهريب الادوية كل تلك الاسباب مجتمعة لا تساعد في تحسن حالة المرضى وتسهل من عملية هروب النزلاء و توادي احيانا الى الوفاه ففي اقل من سنه وفاة ثلاثة نزلاء لم يتم الكشف عن اسباب وفاتهم الامر الذي يثير الكثير من التساؤلات ….

 

مستشفى الامراض النفسية و العصبية التعليمي في عدن الموقع والأهمية

 

تخلو المحافظات الواقعة في جنوب اليمن من المشافي الحكومية المتخصصة في علاج الامراض النفسية عدا مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي الواقع في مدينة عدن وتحديدا في مديرية الشيخ عثمان بالقرب من حي عمر المختار بني في الثمانينات يهتم بتقديم الخدمات الطبية لذوي الامراض النفسية والعصبية القادمين من مختلف المحافظات يتكون من طابقين تضم ثمانية اقسام اعيد ترميمها وصيانتها بدعم من منظمة الصحة العالمية اربعه منها فقط مخصصه لاستقبال المرضى وهي قسم النساء واحد وقسم الرجال اثنين وقسم الرجال ثلاثة وقسم العليلين (اصحاب الحالات المرضية المستعصية) الذي البعض منهم مر على تواجده في هذا القسم عشرون عام بينما الاقسام الأربعة الاخرى مغلقة بحجة عدم توفير النفقات التشغيلة وضعف الميزانية المقدرة بحوالي ثلاثة مليون رغم الحاجه الملحة لفتحها مع تزايد اعداد النزلاء الذي فاق معدل السعه الاستيعابية التي تقدر بمائتين سرير الامر الذي يجعل الكثير منهم ينامون على الارض و الى جانب مبنى الإدارة الخالي من الموظفين  هناك ايضا ثلاث عيادات خارجية لمعاينة المريض تستقبل يوميا عدد من الحالات و تعتبر نقطة البداية للاعمال السمسره كل عياده تتكون من غرفتين غرفه لطبيب المختص واخرى للباحث النفسي ان وجد و لا ننسى قسم الطواري الذي يحمل من الطواري فقط الاسم الذي كتب على اللوحة الموجودة في مدخله حتى صندوق الاسعافات الأولية و انبوبة الاكسجين غير متوفره بداخله ..

 

يقدم المستشفى بعض الخدمات التشخيصية المدفوعة كالأشعة و تخطيط الدماغ و العلاج بالهزات الكهربائية الان الاجهزة المذكورة قديمة تجاوزت عمرها الافتراضي البعض منها معطلة و الاخرى بالكاد تعمل عدد الموظفين الرسمين المدرجة اسمائهم في الكشوفات 202 موظف نصفهم ذكور والنصف الاخر اناث معظمهم غير منضبطين بالحضور بسبب ارتباطاتهم بأعمال اخرى كتدريس في الجامعة على سبيل المثال و ليس الحصر و يعتبر الغياب و عدم الحضور الغير مبرر امر اعتيادي ومتعارف عليه في مستشفى الامراض النفسية والعصبية لنا نخوض في تفاصيل ما اشرنا الية وسناتي على ذكر كل التفاصيل و الافادات في اجزاء هذا التحقيق ….

 

 

نظرة المجتمع للمختل عقليا تختلف نظرة المجتمع الانسانية الى المختل عقليا من فرد الى اخر حسب معدل الوعي و مستوى التعليم الذي يتمتع به كل شخص و يتفق الجميع على وجوب التعامل بإنسانية مع المختل عقليا…

 

احمد عيسى (سائق باص) يقول كثير من الحوادث المرورية تحدث للأشخاص المجانين اثناء قطعهم لطريق و عندما يتعرض مجنون لعملية اصطدام ادهس بسيارة تجد كل المتواجدين في المكان ينطقون بصوت واحد قائلين مجنون و كذلك عندما يعتدي عليك الشخص المجنون او يعتدي على سيارتك يبادر الجميع بالقول مجنون وفي كل الاحوال يحب علينا الاهتمام بهولاء فهم في الاول والاخير اناس مثلنا يستحقوا الاهتمام ويضيف قائلا بصراحه نحن بأسلوبنا وتعاملنا السي نساهم في ازياد حالة المجنون ….

 

بينما الاستاذ محمد العاقل (موظف حكومي) يرى ان الوعي و الثقافة و الفهم و مستوى التعليم عوامل اساسية تختلف من فرد الى فرد في المجتمع لذلك الاشخاص الاكثر وعيا ومستوى تعليم تجد تعاملهم مع المختل عقليا اكثر انسانيه و اكثر تفهما للحالة المريض على عكس من هم ادنى منهم في الفهم والتحصيل العلمي تجد اساليبهم اكثر عنفا و قسوة مع المريض النفسي وللأسف ان بعض اهالي المرضى ايضا يلجون للعنف والقسوة مع مريضهم وهذا راجع الى قلة وعيهم ومعرفتهم بطرق واساليب التعامل مع المريض العقلي ….

 

رغم اختلاف طرق واساليب التعامل مع المختل عقليا الا ان الجميع يوكد على ضرورة التعامل بإنسانية معه ….

 

و كما هو متعارف عليه دينا و عرفا و قانونا بأعفاء الفاقد للقواه العقلية من المسائلة القانونية و ينص قانون العقوبات اليمني في احد مواده على انه (لا يسال من يكون وقت ارتكاب الفعل عاجزا عن ادراك طبيعته ونتائجه بسبب الجنون الدائم او المؤقت او العاهة العقلية) ….

 

بينما لا تسقط المسؤولية الجزائية عن الشخص البالغ العاقل في حالة اعتداءه على المجنون او تعريضه للخطر و هذا ما يؤكده المحامي وليد الصالحي بقوله المسؤولية الجزائية و الافعال المجرمة في القانون لا تسقط عن مرتكبيها الا من اثبتت التقارير الطبية صحة جنونه و لا يعفى القائمين عليه من المسائلة القانونية و كذلك يعاقب كل شخص عاقل بالغ ارتكب فعل يجرمه القانون ضد اي انسان كان عاقلا او مجنونا كون المختل يبقى انسان في نظر القانون له حقوق مثله مثل بقية افراد وشرائح المجتمع ……

 

اقفلت القوانيين اليمنية الإشارة الى الحريات  الحقوق و الواجب ان يتلقاها المريض النفسي الا ان مبادئ حماية الأشخاص المصابين

بمرض عقلي وتحسين العناية بالصحة العقلية التي اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 46/119 المؤرخ في 17 كانون الأول/ديسمبر 1991 نصت بشكل مفصل في مبادئها على الحقوق و الحريات الاساسية للمريض عقليا كما يتمتع جميع الأشخاص بحق الحصول علي أفضل ما هو متاح من رعاية الصحة العقلية التي تشكل جزءا من نظام الرعاية الصحية والاجتماعية و اكدت مبادى حماية الاشخاص المصابين بمرض عقلي على حق  الحياة في المجتمع المحلي فالكل شخص مصاب بمرض عقلي الحق في أن يعيش وأن يعمل قدر الإمكان في المجتمع المحلي.

 

بينما القوانين اليمنية لم تتطرق و لو بالإشارة للحقوق والحريات الاساسية التي يجب ان يتمتع بها المصاب عقليا وطالما لم يمنحهم القانون حقوقا وحريات فكيف بالمجتمع ….

 

 

تدهور الوضع الصحي و مساعي التغيير

 

الوصول الى الحقيقة امر شاق و عملية البحث عنها تتطلب مجهود غير عادي و اللامام بتفاصيلها و تكوين فكره كامله عن المواضيع الشائكة المراد معرفة حقيقتها يستوجب منك النزول الى تلك المواقع و هذا ما قمت به حيث قصدت مستشفى الامراض النفسية والعصبية في عدن صباحا في تمام الساعة الثامنة وتوجهت صوب مبنى المستشفى وتمكنت من الدخول بعد ان تحايلت على احد العاملين بأني من مكتب الصحة على ما يبدو ان الدخول الى الاقسام غير مسموح به لغير العاملين في المصح خلال سيري في قسمي الرجال التي هي عباره عن عنابر طويلة تحوي مجموعه من الأسرة عددها اقل من عدد المرضى الذي يفترش اليعض منهم الارض وضعت بشكل طولي متقاربة تجد صعوبة في التنفس نتيجة لروائح النته و الاوساخ المنشرة في ارجائها اقل ما يقال في وصف تلك الاقسام انها شبيهه بالسجون المركزية لكل قسم بوابة حديديه كبيره بها فتحه نافذه صغيره توصد ليلا بأقفال امتنعت من التصوير مراعاه للحالات النزلاء الخاصة اما القسم الثالث و هو القسم المتعارف على تسميته عند الموظفين قسم العليلين الذي تصل فيه مدة تواجد بعض المرضى الى عشرين عام ونادرا ما يسمح لا احد بدخوله ليس احسن حال من بقية الاقسام بل اسواءها و اكتفيت بنظر من الخارج على قسم النساء نظرا لوضعهم الخاص خلال جولتي لاحظت الغرف الخاصة بالممرضين الموجودة داخل كل قسم خالية من المناوبين ….

قبل نزولي الى مستشفى الامراض النفسية والعصبية اعتقدت ان ما قيل لي و ما وصل الي من معلومات مبالغ فيها الا اني وجدت ما شاهدته يفوقها .

 

كما هو معروف انه من السهل  ان يدلي لك الشخص بتصريح يمتدح فيه مرفقه والمسؤولين عنه و من الصعب ان تجد من يدلي لك بأ فاده ومعلومات عن الوصع السيء في مرفقه ترشدك الى الجوانب و الخفايا الغامضة خوفا من ان تطاله يد المسؤول الفلاني ويصبح عرضه للعقاب  الا ان من لا يرضون الباطل و يصدحون بقول الحق كثر  السؤال الذي يطرح نفسه هل الوضع الحالي في مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي يساعد في تحسن حالة المريض .

 

عمليات البحث المتواصلة وجمع المعلومات تقودني الى اول خيوط البحث عن الحقيقة وهو الدكتور خالد النهدي مختص بالأمراض النفسية والعصبية في المستشفى الذي قال ان الوضع السي و تدهور الخدمات  لا يساعد في تأهيل و تحسن حالة المريض كون المريض بحاجه الى عناية خاصه و رعاية خاصة تتناسب مع حالته النفسية و العقلية وهذا ما سعينا لتغيره انا و زميلي الدكتور محمد بازمول منذ ان وطأة اقدامنا هنا و اصبحنا جزء من هذا المرفق الصحي المغيب عن اهتمام اصحاب الشأن و كان همنا كيف نصلح و نصحح و ضع المستشفى المتردي خدمة للمريض .

 

جهود الدكتور النهدي والدكتور بازمول ومساعيهم الهادفة لتغيير تمثلت بأعداد تقرير اولي عن المشاكل الاساسية في مستشفى الامراض النفسية والعصبية في عدن مكون من ست صفحات يشير التقرير في مطلعه على ان المستشفى يعاني الكثير من المشاكل التي تراكمت على مدى سنوات تحول فيها من مصح الى سجن يظلم و يقهر و يعاني و يموت فيه المريض دون الحصول على ابسط الخدمات الطبية و قسم التقرير المشاكل الى مشكلات رئيسية بحاجه الى تدخل سريع و عاجل كونها تمس حقوق ورعاية المريض بشكل مباشر و تتلخص في تردي و انعدام الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في اقسام الرقود بالمستشفى حيث لا تقدم لهم الرعاية الصحية و عدم متابعة حالاتهم في تلك الاقسام التي اصبحت تستخدم كسجون و اماكن حجز لعقاب المرضى وليس لعلاجهم واعادة تأهيلهم

 

و اشار التقرير الى مسألة مهمة و هي حدوث ثلاث وفيات خلال سنه دون معرفة اسبابها نتيجة للإهمال و التسيب المتمثل في عدم وجود خدمة تمريضة صحيحه كمراقبة المرضى و اخذ العلامات الحيوية لهم و عدم اعطائهم الادويه بشكل الصحيح و في الوقت المحدد

 

وبحسب التقرير ان الاهمال و عدم الانضباط و القيام بالواجب المهني لا يقتصر على الطواقم الطبية بل يشمل بشكل اساسي الاطباء المناوبين وعدم حضورهم حتى عندما تستدعي بعص الحالات استدعائهم على وجه السرعة يضاف الى ذلك ضعف التنسيق مع اطياء من اختصاصات طبية اخرى .

 

ومن المشاكل التي اشار لها التقرير و تمس حقوق المريض بشكل مباشر وتندرج تحت عامل الاهمال و التسيب هي النقص في الادوية المجانية و صرفها بطريقة خطاءه للمريض و عدم متابعة ومراقبة ومحاسبة مرتكبي تلك الاعمال و ايضا نقص كميات الوجبات الغذائية المقدمة للمريض و رداءتها و مخالفة المطبخ للمعايير الصحية و عدم القيام بغسل المريض وتنظيف العنابر و الفرش و غسل الاغطية بشكل دوري و مستمر و عدم توفر المياه الصالحة لشرب و الانقطاع المتواصل للماء في دورات المياه (الحمامات) .

 

واخر المشكلات التي تطرق اليها التقرير في قسمه الاول التي هي تمس حقوق المريض وبحاجه الى تدخل عاجل ولا تقل اهمية  توقف قسم الطواري في المستشفى عن الخدمة و خلوه من الاجهزة و المعادات الاسعافية و عدم وجود اطباء مناوبين لعلاج الحالات الطارئة …

 

يرى النهدي و بازمول في تقريرهم ان المشاكل المزمنة في المستشفى ترجع الى اسباب عده

 

اولها انعدم الاشراف و المتابعة للخدمة المقدمة ويندرج تحتها ضعف الادارات العامة و الفنية التي تعاقبت على تولي ادارة المستشفى و عدم التنسيق و العمل بروح الفريق الواحد بين الموظفين و غياب الرقابة من الجهات المسؤولة و عدم العمل بنظام التدوير الوظيفي بين الموظفين

 

و السبب الثاني الامتناع عن منح حوافز وبدلات مالية للمرضين و الاطباء و المناوبين ويعود ذلك الى تحجج الادارة بضعف الموازنة المالية و ضعف الرقابة و المحاسبة المالية و عدم تفعيل الدعم الشعبي

 

و السبب الثالث عدم وجود برامج تخطيط و تطوير في المستشفى بينما السبب الرابع عدم وجود برامج تأهيلية و تدريبية للكوادر الطبية و التمريضية و الباحثين النفسين ….

 

معتقدين ان كل ما جاء ذكرها من مشكلات في القسم الاول و التي تمس حقوق المرضى يكمن حلها في تفعيل دور الإدارة الفنية و العامة من حيث الاشراف و المتابعة المباشرة لسير العمل و الخدمات المقدمة و تفعيل الدعم الشعبي و البحث عن داعمين للشراكة كالمنظمات الدولية و العمل معهم لخدمة المريض النفسي و تفعيل دور الرقابة و المحاسبة و اقامة دورات تدريبية للكادر الطبي و التمريضي و الباحثين النفسيين بشكل عاجل و لمدة قصيره …..

 

بينما القسم الثاني و الاخير من التقرير خصص للمشاكل الجوهرية التي يعاني منها المستشفى وبحاجه الى حلول مزمنة تعيد له مكانته و تمكنه من تأدية دوره كمستشفى تعليمي متخصص للأمراض النفسية و العصبية و هذه المشكلات تتبلور في عدم وجود خطة ورؤية و اهداف واضحه للمستشفى و غياب دور المستشفى داخل المجتمع في نشر التوعية بالمرض النفسي و دعم حقوق المريض و عدم القيام بتأهيل المرضى النفسيين و غياب الدورات و البرامج التدريبية لتأهيل الكوادر العاملة في المستشفى بشكل مستمر و ضعف المستشفى في الجانب التعليمي و ان الكادر اصبح قاب قوسين او ادنى من سمن التقاعد و تقضي الضرورة باستبدالهم بكادر متخصص و تجاهل ترميم الاقسام و عدم وجود قسم للحالات الطارئة المضطربة و خلو المستشفى من غرف عزل مجهزة بشكل صحيح و ايضا عدم وجود قسم لعلاج حالات الادمان …..

 

وحل تلك المشاكل الجوهرية حسب تقرير النهدي و بازمول انه لابد من القيام بورشة عمل تضع من خلالها خطة شاملة لعمل المستشفى تحدد بفترة زمنية لا تقل عن خمس سنوات و تشمل تقديم خدمة نفسية كامله بأفضل المعايير المتبعة في دول العالم و ترميم الاقسام واضافة اقسام اخرى وفق الحاجه و القيام ببرامج التأهيل والتدريب للكادر بشكل مستمر و تفعيل دور المستشفى كمستشفى تعليمي و تفعيل دوره في نشر التوعية بالمرض النفسي …..

 

لم نقتصر محاولة التغيير التي قام بها كلا من الدكتور خالد النهدي و الدكتور محمد بازمول على التقرير الاولي بل ارفقا به خطة عاجلة لحل المشاكل في مستشفى الامراض النفسية والعصبية عدن جاء في مقدمتها إنها تهدف بشكل رئيسي لحل المشكلات الانيه التي أدت الى تردي الخدمة الصحية للمرضى وهدر للمال العام بإسم خدمتهم و تحول اهم مستشفى للأمراض النفسية الى مجرد مبنى لحجز المرضى وعقابهم ….

 

وتعتبر الخطة بمثابة حلول للمشكلات ووضع نظام عمل صحيح في اقصر وقت ممكن يحدد بفترة زمنية لتطبيقها لا يقل عن 90 يوم و يستمر العمل بها لمدة سنة كاملة …..

 

وتضمنت الخطة العاجلة على مجموعة من الحلول نوجز بعض منها :

 

– تغيير الادارة العامة نظرا لعدم فاعليتها وذلك لعدم وضعها لخطط ورؤية واضحة ولم تقدم أي حلول ملموسة ولم تجتمع بالأطباء ولا لمرة واحدة منذ اربع سنوات من توليها زمام ادارة المستشفى .

 

– تغيير الادارة الفنية واختيار البديل المناسب وتمكينه من كامل صلاحيات الادارة الفنية .

– تشكيل لجنة قانونية ومحاسبية ومراجعة نظام والية الادارة المالية .

 

– تشكيل لجنة للجرد و حصر جميع ممتلكات المستشفى .

 

– إعادة هيكلة العاملين بالمستشفى و كادرها الطبي والتمريضي وعقد اجتماعات بهم كلا في مجاله لمعرفة مشاكلهم بخصوص العمل التي من شأنها عرقلة العمل والهدف من هذه الاجتماعات هو :

 

( انها ستساعد على اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وستساهم في تفعيل العمل بروح الفريق الواحد وتوجيه الكادر والجميع نحو رؤية واضحة وهي تنفيذ الخطة الطارئة والعاجلة لإنقاذ المستشفى وتقديم الخدمة الصحية المطلوبة ) .

 

– وضع نظام وألية للحوافز المالية بما يضمن الشفافية والعدالة .

 

– تفعيل نظام الحضور والانصراف بشكل صارم وان امكن توفير نظام البصمة بما يضمن ايقاف وردع الغياب والتسيب والتأخير .

 

ومن الحلول التي تضمنتها الخطة العاجلة لحل المشكلات في المستشفى ايضا

 

– تنفيذ خطة تدريبية سريعة وعاجلة مدتها شهر للطاقم التمريضي كلا في مجاله و الموقع الذي يشغله وبحسب الأولوية .

 

– ووصع نظام رقابي صحيح فيما يخص الأدوية التي تأتي للمستشفى من أي جهة حكومية او متبرعة وضمان صرفها للمريض و منع التلاعب فيها .

 

– وعمل مراجعة قانونية لرقود المرضى واعطائهم العلاج او أي اوراق أخرى بما يضمن الوفاء بحقوقهم وعدم عرقلتهم وابتزازهم وتكون بشكل صحيح طبيا وقانونيا.

 

– وتفعيل دور اللجنة الطبية القانونية.

 

وتطرقت الخطة العاجلة لموضوع التغذية و النظافة حيث اكدت على ضرورة الغاء عقد التغذية وترميم المطبخ و البحث عن البديل او انشاء نظام تغذية داخلي قائم على اسس ومعايير صحيه ….

 

وفيما يخص النظافة نصت الخطة على ضرورة وضع الية تصمن نظافة المستشفى والمرضى وتوفير الزي الرسمي الكافي والنظيف على الدوام للمرضى وحصولهم على فرش نظيف وتوفير ما يلزم من مستلزمات النظافة للمرضى وخصوصا للنساء و عمل نوبات نظافة صباحية ومسائية واستبدال او اصلاح المغاسل ورفع قدراتها بما يتناسب مع الكميات المراد غسلها وتوفير مياه شرب صالحه ومعقمه وغسل المرضى المهملين عند استقبالهم  والغاء عقد المقاولة نظرا للإهمال وعدم ايفاء المقاول بشروط العقد كونه يعد هدر للمال دون الحصول على الخدمة المطلوبة…

 

كما اشارت الخطة العاجلة لحل المشكلات في مستشفى الامراض النفسية الى موضوع السمسرة المتعامل بها في العيادات الخارجية و في اقسام الرقود وضرورة العمل على منع التعامل بها بوضع لوائح تحدد فيها اسعار تحصيل رمزية لمعاينة و الترقيد و رقابة ومحاسبة المتعاملين بهذا ….

 

ودكرت الخطة عدد من المشكلات من بينها مشكلة الكهرباء والصيانة و ترميم الاقسام و الحديقة و اختتمت الخطة بتأكيد على صرورة انشاء قسم لتوعية من شأنه المساعدة في علاج المريض ويهدف القسم الى توعية اهل المريض بطرق التعامل مع المصاب وللقسم خطط توعوية اخرى تسهدف شرائح المجتمع ….

 

لم تقتصر مساعي التغير على التقرير والخطة العاجلة التي اعدها النهدي وبازمول بل تخلل مساعيهم الهادفة لتغيير عدد من الاجتماعات واللقاءة مع الاطباء و الكوادر العاملة في المستشفى حسبما حدثني به الدكتور خالد النهدي ومن بين الاطباء الذين كإنو متحمسين لعمل نقل نوعيه تعيد المستشفى الى مكانته  وابدو استعدادهم للمساعدة في ذلك الدكتور طلال العامري المدير الحالي للمستشفى والذي في عهده لم يتغير شيء و لم يكن احسن من سلفه المدير السابق فمنذ تولية مسؤولية ادارة المستشفى قبل عام لم يقوم باي خطوات ملموسه والوضع لايزال مثل ما كان في سابق بل من الاسواء الى الاسواء …..

 

يلقي الدكتور خالد النهدي بالمسؤولية على الادارات المتعاقبة على المستشفى حيث يقول ان الادارات التي تولت مسؤولية المستشفى هي المسؤولة عن تدهور الوضع و هي وحدها من تتحمل مسؤولية ذلك نافيا المسؤولية عن زملائه من الاطباء والممرضين ألا اني اعارضه في ذلك فالكل مسؤول طالما وان معاشاتهم يتحصلون عليها نهاية كل شهر و اتفق معه في ان الادارات المسؤولة عن المستشفى تجيز التسيب والغياب الغير مبرر و تغض الطرف عنه حتى تمارس اعمال الفساد المالي بأريحيه اي انه الفساد. مقابل التسيب وعدم الحضور والالتزام بالمواعيد ومن هذا المنطلق الكل شركاء في المسؤولية …..

 

تدخل الجهات المختصه ..

 

في اكتوبر 2016م سلم الدكتور خالد النهدي وزميله الدكتور محمد بازمول تقريرهم الاولي حول المشكلات المزمنة في المستشفى والخطة العاجلة لحل تلك المشكلات التي قاما بأعدادها الى الجهات المختصة المتمثلة بمكتب الصحة العامة والسكان محافظة عدن .

 

وفي 6 نوفمبر 2016 اصدر القائم بأعمال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان توجية اداري بتشكيل لجنة لتقييم عمل ونشاط مستشفى الامراض ألنفسية والعصبية التعليمي العام بعدن .

 

لعبة جهود كلا من بازمول والنهدي دور اساسي في تحريك الجهات المختصة و ربما تكون الى جانبها مساعي من اشخاص اخرين ساهمت في كسر الجمود الحاصل بين مكتب الصحة ومستشفى الامراض النفسية الا ان جهود الدكتور خالد و الدكتور محمد شكلت دورا محوريا في ايضاح حقيقة ماهو حاصل في المستشفى و جاء تقرير اللجنة المكلفة من مكتب الصحة مطابقا لتقاريرهم المهم في الامر ان جهود ومساعي انسانية تمكنت من ايصال صوتها الى الجهات المختصة .

 

وضمت لجنة تقييم عمل ونشاط مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي العام كلا من :

 

1/ الدكتورة هدى سالم باذيب

 

2/ الدكتور طارق جزيرة

 

3/ الدكتوره فاطمة جمال الليل

 

4/ احمد علي ابراهيم

 

5/ الدكتور عارف احمد علي

 

6/ عبدالكريم جابر

 

7/ نبيلة سيف احمد نعمان

 

وباشرت اللجنة مهامها في يوم الاربعاء 9 نوفمبر 2016 وذلك بالنزول الى المستشفى لتلمس اوضاعه و تقييم العمل و النشاط الذي يقوم به .

 

وبحسب تقرير اللجنة الذي تحصلت على نسخه منه و الذي اشار الى ان اللجنة التقت اولا بالدكتور ثابت قاسم الذي كان حينها المدير العام للمستشفى و ابدى استعداده لتقديم الدعم لعمل اللجنة مقدما شرحا مفصلا عن المستشفى وما يقوم به من اعمال خدمة لهذه الشريحة من المواطنين مؤكدا على ان المستشفى يعاني كثيرا من الصعوبات والمشاكل والاهمال من قبل وزارة الصحه العامة والسكان و من جهة السلطة المحلية و اهم الصعوبات التي ذكرها مدير عام المستشفى الدكتور قاسم ثابت بشكل موجز في تقرير اللجنة والتي يعاني منها مستشفى الامراض النفسية والعصبية هي :

 

– ضعف الموازنة التشغيلية للمستشفى وتأثير ذلك على مستوى الخدمات التي يقدمها .

 

– نقص كبير في الكادر الطبي المتخصص و الطبي العام و الكادر التمريضي في ظل ازدياد المرشحين للتقاعد .

 

– نقص في التموين الدوائي .

 

– ضعف التدريب و التأهيل للكادر و عدم منحهم الحوافز على التزام الكادر بالعمل .

 

– على الرغم من اعتبار المستشفى تعليمي الا ان طلاب الدراسات العليا الماجستير والبورد يعزفون عن العمل فيه ولا توجد ضوابط لإجبارهم على العمل .

 

– مغسلة المستشفى شبه منتهية .

 

– اجهزة المستشفى قديمة ومعظمها معطلة .

 

– اجهزة المختبر بسيطة و لا تغطي احتياجات المستشفى .

 

– شحة مخصصات الادوية .

 

لم يشير المدير العام للمستشفى في افادته امام اللجنة الى الوضع الذي يعاني منه المرضى داخل عنابر المستشفى مكتفيا بالاشاره الى الصعوبات والمشكلات التي يواجهها المستشفى والعاملين فيه ملقيا بالمسؤلية على مكتب الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية على اعتبار ان تلك الصعوبات التي ذكرها هي التي تعيق المستشفى عن تقديم الخدمة والرعاية الصحية المناسبة .

 

ربما يكون الدكتور ثابت قاسم محقا فيما او جز من صعوبات قد تكون سببا في الاهمال المسلط على النزلاء و تردي الخدمات والرعاية الصحية التي يفترض بل يجب ان يتلقونها الا ان الاهمال والتسيب الحاصل يفوق بشكل كبير تلك الصعوبات التي ادلى بها المدير العام السابق للمستشفى وتركزت على الجوانب المالية من ضعف ال

 

ميزانية و عدم حصول الموظفين على الحوافز الان هذه الاسباب ليست مبررا يستدعي العاملين من طواقم طبية وتمريضية الامتناع عن القيام بواجباتهم اتجاه المرضى طالما وان الجميع يتحصلون على معاشاتهم الشهرية دون استقطاع بغض النظر عن عدم حصولهم على الحوافز المالية التشجيعية وعند سوالي للعدد من الموظفين هل تسلم لكم مرتباتكم الشهرية اجاب الجميع بنعم .

 

على ضوء الافادة التي ادلى بها المدير العام قسمت حينها اللجنة المكلفة بتقييم عمل ونشاط مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي العام في عدن الى ثلاث فرق

 

– الفريق الاولى كلف بالشؤون الماليه والادارية وتكون من مدير الادارة القانونية و ممثل البحث الجنائي

-و الفريق التاني كان من مهامه المختبر والاشعه والعيادات الخارجية تكون من مدير عام مستشفى الجمهورية و ممثل مستشفى الصداقه التعليمي العام

-بينما الفريق الثالث كانت مهمته  تقييم الوضع في العنابر (نساء ورجال) والطؤارى والمطبخ ضم كلا من رئيس اللجنة وممثل نقابة الاطباء وممثل عن نقابة المهن الصحية

 

وبعد ان انجزت الفرق الثلاث عملها وضعت ملاحظاتها حول الوضع القائم في المستشفى وجاءت تلك الملاحظات متطابقة مع افادة مدير المستشفى ومع التقرير الذي اعده الدكتور خالد النهدي والدكتور محمد بازمول وقد اشرنا له سابقا في اجزاء هذا التحقيق …

 

واختتمت لجنة تقييم عمل ونشاط مستشفى الامراض العصبية والنفسية بعدن تقريرها بعدد من التوصيات نذكر اهمها

 

-ترفيع المستشفى الى مستشفى مركزي

 

-رفع الميزانية التشغيلية للمستشفى بما يلبي الاحتياجات

 

-تعزيز الجانب الطبي والتمريضي بكادر مؤهل

 

-اقامة دورات انعاشيه لطاقم التمريضي والطبي

 

-تشجيع الكادر الطبي والتمريضي بالحوافز الممكنه

 

– توفير اجهزه للمختبر والاشعه والهزات الكهربائية

 

-ادراج الادوية المستخدمة لعلاج نزلاء المستشفى ضمن طلبات الادوية المقدمة للمنظمات الداعمه

 

-تكليف فريق صيدلاني لرفع تقرير عن صلاحيات وسلامة الادوية في صيدلية المستشفى واجراءات الصرف والشراء

 

-تغير الادارة المالية وشؤون الموظفين لثبوت عدم الانضباط في الادارتين وعدم تطبيقهم للاجراءات طبقا للقانون

 

-سحب سيارة الخدمة في المستشفى من المدير وتسلم لسائق من المشفى خاصة وان المدير لازال يحتفظ بسياره تابعه لدولة

 

-تشكيل لجنه من ذوي الاختصاص في المجال المالي لغرض متابعة الصرفيات والتأكد من صحة ماتم صرفه

 

-رفد المستشفى بمستلزمات الرقود من اسره وملايات وفرشان

 

ونصت التوصيات ايضا على ضرورة تعزيز الاشراف على تنفيذ اتفاقيات التغذيه والنظافه ونقلها الى ادارة المستشفى

 

كما اكدت التوصيات على ضرورة تفاعل المستشفى مع المجتمع والقضاء على عزلة المستشفى مجتمعيا

 

وما زال كل ما اوصت به اللجنة المكلفة من قبل مكتب الصحة العامة والسكان بعدن لتقييم عمل ونشاط مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي بعدن من توصيات الى يومنا هذا في علم الغيب ومجرد حبر على ورق ولم ينفذ منها شي رغم وضع وحاجة المستشفى الماسة لتنفيذها …

 

الاهمال يتسبب في حوادث الموت وعمليات الهروب الجماعي …

 

اطاح التقرير النهائي للجنة تقييم عمل ونشاط مستشفى الامراض النفسية والعصبية في عدن المكلفة من مكتب الصحة العامة والسكان بعدن بالمدير العام ثابت قاسم و خلفة الدكتور طلال العامري .

 

ومنذ ما يقارب العام من تولي الدكتور طلال العامري مسؤولية ادارة المستشفى لم يتغير شيء وظل الوضع القائم في المستشفى على ماهو عليه بل ازداد سواء في عهدة وتفاقمت المشكلات ووصل الاهمال وتردي خدمات الرعاية الصحية الى مستويات لا يمكن للمرء ان يتخيلها وهذا ما يؤكده الممرض ثائر الجيش حيث يقول بصراحه لافرق بين الوضع السابق والوضع الحالي في المستشفى كل شيء على ما هو عليه من سيء الى اسوء والشي الوحيد الذي تحسن في ايام المدير الحالي طلال العامري هو التغذية و حتى الفضل في تحسينها لايعود له بل يعود للحزام الامني كون مقاول التغذيه هو للأفراد الحزام الامني هو نفس المقاول للمستشفى وبمبلغ اقل من المبلغ الذي كان يأخذه المقاول السابق .

 

وعن وضع النزلاء المتواجدين داخل العنابر يقول ثائر الجيش لم تأتي الى الان اداره تنصفنا وكلما جاءت اداره جديد تفاءلنا و قلنا با يتحسن وضعنا ووضع النزلاء والمستشفى ألا انها مثل الادارات  السابقة لا تمنحنا حقوقنا ولا تحسن من وضع المستشفى ولا داعي لا ان احكي لك عن حالة ووضع النزلاء و ما يعانوه فقد شاهدت بعينك كيف وضعهم لا نظافة و لا اهتمام والرعاية القمامة في كل مكان و الروائح الكريهة والفرشان متسخة وحتى الأرضية التي ينام علية بعض النزلاء بسبب عدم كفاية الأسرة ايضا متسخة لا الإدارة ولا المسؤولين يهتموا بذلك .

 

و يباشرني الممرض ثائر الجيش بسؤال قائلا لي بعد الذي شاهدت ان كان لديك احد افراد عائلتك يعاني من مرض نفسي هل ستأتي به الى هنا؟ اكيد ستقول لي لا مستحيل وكذلك الناس ان شاهدو وضع المستشفى وحالة النزلاء لن يأتوا بأبنائهم الى هنا الاهالييجيبو ابنائهم من اجل ان يتعافوا ويتعالجوا وليس من اجل ان يزيد مرضهم .

 

ويضيف ثائر الجيش المريض لا يرى الطبيب الا في اليوم الاول الذي يعاينه فيه بعدها يظل المريض في العنبر ايام وشهور دون ان يقوم الدكتور بمتابعة حالته وانصح اي شخص لديه مريض ان يأخذ ما يكتب له من دواء ويتابع علاجه في منزلة افضل من ان يتركه ضحيه للإهمال على الاقل في المنزل با يقوم براعياته واعطاءه الدواء في اوقاته .

 

 

ما يتمتع بها من قيم انسانية الممرض ثائر الجيش جعلته ينطق بما يمليه عليه ضميره دون مبالة رغم ان انسانيته عرضته سابقا مع الادارات المتعاقبة للمستشفى للاقصاء من الدورات التأهيلية والحوافز المالية نظرا لمطالبته المتكررة بتحسين وضع المرضى ومع ذلك يستمر ثائر الجيش بالقيام بدوره الذي نادرا ما تجد في هذا العالم الذي تفشت فيه الأنانية وغابت القيم الإنسانية وانتزعت الرحمة من قلوب الكثير من البشر اناس يقومو بواجبهم الانساني اتجاه العاجزين الذين لاحول لهم ولاقوه من مرضى والممرض ثائر الجيش مثالا حي على ذلك بشهادة زملائه ..

 

دوما يبتكر النزلاء بمصحة الامراض النفسية والعصبية طرقا جديده للهروب متجاوزين ابواب العنابر المؤصدة بأحكام ففي منتصف يوليو 2017 تمكن ثمانية مرضى من الهروب عبر فتحة مخصصة لجهاز التكيف في احد غرف التمريض ورغم ان اللوائح الداخلية للمستشفى تنص على ان النوبات الليلة تتكون من ثمانية افراد الا ان العدد لا يكتمل الا عند حدوث امر طاري كعملية الهروب …

 

وبهذا الصدد يقول الممرض صلاح دومان من المقرر ان يكون عدد المناوبين ثمانية اشخاص لكن معظمنا لايلتزم بالحضور ولا يتم استداعاءنا الا في حالة حدوث عملية هروب او اي طارى اخر ويضيف الممرض صلاح دومان قائلا بصراحه الالتزام بمسألة الحضور تقتصر على بعض الزملاء امثال الممرض ثائر الجيش و عبدالقوي فهولاء الاثنين ملتزمين بواجبهم حتى انه يتوصل الامر بهم الى غسل المرضى وغسل ثيابهم وحتى حلاقة شعرهم الى جانب اعطائهم الادويه في وقتها وفي الايام التي ينزلون بها من النوبه لايجد المرضى من يعطيهم الدواء والاهتمام بهم .

ويبرر الممرصى صلاح دومان سبب تغيب الممرضين المناوبين وعدم التزامهم بالحضور  انه راجع الى عدم اعطائهم علاوة نوبه و الحوافز الماليه التي يستحقونها مثلهم مثل العاملين في كافة المستشفيات الحكومية .

 

ويشير الممرض صلاح دومان الى مسألة مهمه ربما لا يتوقعها الكثير منا ان تحدث في مستشفى الا وهي عمليات السمسرة وجباية الاموال من ذوي المرضى حيث يقول دومان ان عملية السمسرة التي يتعامل بها بعض الممرضين تبدا عند العيادات الخارجية للمستشفى من خلال اقناع اهالي المرضى بضرورة زيارة الطبيب الفلاني بعيادته خارج المستشفى او تسهيل لهم اجراءات مقابلة الطبيب او تسهيل عملية الترقيد حتى وان لم تكن حالة المريض تستدعي الترقيد كما ان بعض الحالات تدر على بعض الممرضين امولا حيث ان بعض اهالي المرضى يتركو مبالغ ماليه عند بعض الممرضين لغرض الاعتناء بمريضهم و شراء مايريده و يحتاجه الا انهم لايمنحوه شياء منها ولا يعتنو به مقابل ماتحصلو عليه من مال وحتى ان بعض المرضى اصبحو من الزبائن الدائمين للمستشفى ياتي بهم اهلهم الى هنا لحجزهم وعقابهم وليس لعلاجهم ويسهل لهم ذلك بعض السماسره من الممرضين مقابل مبلغ من المال …

 

من المعروف ان بعض الوفيات في المستشفيات ناتجه اما عن الاخطاء الطبية او فشل عملية جراخية و يتم الكشف عن اسبابها بتقرير طبي مفصل ويتعرض مرتكبيها للمسألة القانونية و بذات في الدول المتقدمة المهتمه بحياة وسلامة الانسان ومستشفى الامراض العصبية والنفسية بعدن يختص بالجانب العصبي والنفسي وتتلخص مهامه في تشخيص حالة المريض النفسية و طرق علاجها ويمتنع المستشفى عن قبول اي حالات تحتاج الى المجارحه او مصابه بأمرض مزمنه كالقلب وغيره حسب افادة عدد من الاطباء العاملين في مستشفى الامراض العصبية والنفسية وهذا يعني ان حالات الوفيات فيه يجب ان تكون متدنيه مقارنة ببقية المستشفيات الا ان مايحدث هو العكس حيث ان عدد وفيات النزلاء بالمستشفى نتيجة الاهمال في تزايد واسبابها غامضه .

 

 

ونذكر بعضا من حوادث الموت التي شهدتها عنابر مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي العام بعدن

 

ففي اواخر شهر مايو 2017 تقدم شقيق احد المرضى ويدعى قاسم احمد ابوبكر الصيم بشكوى عبر موقع عدن الغد الاخباري نشرت حينها تحت عنوان (مواطن يقول إن اهمال مسئولي مستشفى الحالات النفسية بعدن تسبب في وفاة شقيقه)

 

وكان نص الشكوى على النحو التالي

حضر إلى مقر صحيفة (عدن الغد) المواطن قاسم أحمد أبو بكر الصيم يشكو فيه اهمال وتقصير مسئولي مستشفى الحالات النفسية والعصبية في مديرية الشيخ عثمان بعدن .

 

وقال قاسم في إن شقيقه (جمال) توفي في المستشفى بسبب اهمال من قبل المناوبين  والمسئولين عن مستشفى المصحة، مشيراً أن مرضى الحالات يعانون من انعدام الكهرباء والاهتمام الشخصي والمعاينة الصحية بالمرضى وأشياء كثيرة .

 

واضاف أن المناوبين يتغيبون عن الحضور والالتزام بعملهم بتفقد المرضى، مشيراً أن في يوم وفاة شقيقه تغيب المسؤول عن المناوبة وتم تحضيره من قبل مسئول التحضير، محملاً مدير المستشفى هذا التقصير .

 

كما افاد قاسم بانة بعد وفاة اخية بيوم واحد فقط توفي شخص اخر وكل هذا بسب الاهمال الغير مسؤول والغير معرض لأي محاسبة قانونية

 

لاحظنا ان قاسم احمد ابوبكر في شكواه التي عرضنها اشار الى ان اهمال المسئولين والمناوبين تسبب في وفاة شقيقة جمال ورغم غياب المسؤول عن المناوبة يومها الا انه تم تحضيره من قبل المسؤل عن كشف التحضير يتضح انه الى جانب الاهمال الحاصل يمارس المسئولين بمستشفى الامراض النفسية والعصبية يساعدو على عمليات التسيب  والتغيب من النوبات ويندرج ذلك تحت الفساد الاداري المتفشي في المستشفى ..

 

 احيانا قد يتعرض المريض داخل العنابر لحادث سقوط او ينتابه مرض ما ونظرا لعدم وجود الاجهزه الطبية اللازمه للمعاينه يتطلب الامر الذهاب به الى خارج المستشفى لاجراء الفحوصات اللازمة ان تم ملاحظة ذلك على المريض وتم اسعافه بسرعه مالم فأن ذلك قد يكون سببا في الوفاه وهذا مايوكده الممرض عبدالقوي محمد صالح حيث يقول تعرض المريض علي ناشر لحادث سقوط في الحمام  اثناء انقطاع التيار الكهربائي واصيب بضربة براسه بعدها بأيام توفي ولم يتم معاينته لعدم وجود اي معدات واجهزه للكشف عن الاصابه التي يتعرض لها المريض ..

 

ومن بين حوادث الموت التي حصلت في العام 2017 لمريض في المستشفى وفاة سعيد عمر صالح حيث يقول الممرض عبدالقوي محمد صالح تعرض المريض عمر سعيد لارتفاع مفاجى في درجة الحرارة وتم اسعافه الى مستشفى 22 مايو الا انه توفي في الطريق واشار الطبي لمستشفى 22 مايو بالمنصوره الى المتوفي وصل الى مستشفى جثه هامده ..

 

وحول اسباب موت سعيد عمر يقول شقيقه صالح عمر صالح ان سعيد البالغ من العمر 38 سنه كان يعاني من حاله نفسية ويحب العزلة ولا يحب يختلط مع احد و سبب الوفاة على الارجح انه طبيعية حسب شهادة المسعف و طبيب القسم الداخلي ..

 

وعلى ماييدو انه عند وفاة المريض النفسي (المختل عقليا) يقتنع اهله ويمتثلو للامر الواقع مؤمنين بقضاء الله وقدره وحتى ان كانت اسباب الوفاه غامضه و في الحقيقة  قناعتهم تنبع من معاناتهم ومعانة المريض وما كان يشكله عليهم من ثقل داخل المجتمع وماينتابهم من اسى على حالته ..

 

 

وبحسب افادات عدد من العاملين في مستشفى الامراص النفسية والعصبية بأن اغلب حالات وفيات النزلاء بالمستشفى تحدث اثناء تغيب المناوب المسؤل .

 

ويرجع بعض القائمين على المستشفى سبب الاهمال الى ضعف الميزانيه ومؤاخرا ناشد مدير المستشفى الدكتور طلال العامري عبر احد الصحف المحلية الجهات المختصة بتدخل لرفع من ميزانية المستشفى ربما يكون الدكتور طلال العامري محقا في موضوع ضعف الميزانيه كسبب في الاهمال وتدهور خدمات المستشفى الا ان ماهو حاصل من اهمال يفوق مسألة صعف الميزنية الى حدا كبير .

 

يتضح جليا من خلال ما تطرقنا لها في اجزاء هذا التحقيق من مشكلات متراكمه يعاني منها مستشفى الامراض النفسية والعصبية التعليمي العام بعدن لا يتحمل مسؤليتها طرف بذاته بل تشمل الجميع ابتدا من الجهات المختصة وزارة الصحه ومكتبها في عدن ووصولا الى ادارة المستشفى والعاملين فيه..

 

واخيرا الا يستحق المرضى النفسين ان توليهم الجهات المختصة جزء من اهتمامها والى متى ستظل هذه الشريحة مغيبة ولا تتلقى العناية الطبية المطلوبه طالما وانهم جزء من المجتمع ولايقاس جنونهم بجنون اطراف الصراع في اليمن …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى