مكه (حضرموت21) الأناضول
تستعد الكعبة المشرفة بعد أيام قليلة لارتداء كسوتها الجديدة، وذلك في حدث سنوي يشهده ملايين الحجاج ويتابعه المسلمون حول العالم.
ووسط أصوات التلبية الصادحة من حنا جر حجاج بيت الله الحرام، في مكة المكرمة، تكتسي الكعبة المشرفة في يوم عرفة، الذي يصادف الخميس المقبل، كسوتها الجديدة التي تزيد جمالها وجلالها.
وتحاك كسوة الكعبة في مصنع خاص بمنطقة “أم الجود” في مكة المكرمة، يعمل فيه 150 عاملاً، لمدة تمتد من 8 إلى 10 أشهر سنويًا.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للكسوة 22 مليون ريال سعودي أي نحو 6 ملايين دولار أمريكي، إذ يستخدم في حياكتها نحو 700 كيلوغرام من الحرير الخام، و120 كيلوغرامًا من خيوط الفضة والذهب.
ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترًا، في الثلث الأعلى منها هناك حزام يبلغ عرضه 95 سنتيمترًا، بطول 47 مترًا، مكون من 16 قطعًة مزخرفًة بزخارف إسلامية، فيما يبلغ ارتفاع الستارة 6.5 أمتار، بعرض 3.5 أمتار، مزخرفة بآيات قرآنية وزخارف إسلامية.
وتحت الحزام، تطرز آيات قرآنية داخل أطر منفصلة، بزخارف على شكل قنديل مكتوب عليها “يا حي يا قيوم” و”يا رحمن يا رحيم” و”الحمد لله رب العالمين”.
فيصل الحربي، المسؤول عن العلاقات العامة في المصنع، شرح مراحل العمل لإتمام الكسوة بحلتها الأجمل.
وأوضح الحربي أن “مراحل التصنيع والحياكة، تبدأ مع صباغة خيط الحرير ونسج القماش آليًا ثم تطريز وزخرفة الآيات القرآنية الكريمة يدويًا”.
ولفت إلى الحربي إلى أن “الكسوة تتألف من 5 قطع، هي القطع الأربعة المخصصة لجدران الكعبة المشرفة، والخامسة هي الستارة المخصصة لبابها”.
وأشار الحربي إلى أن “الكعبة لا تكتسي بثوبها الخارجي الأسود فحسب، بل ببطانة تحته أيضًا مصنوعة من الحرير”.
من جانبه، قال سليمان الهنيبي وهو أحد العاملين في المصنع، إن “لون خيط الحرير المستخدم في صناعة الكسوة، يكون أبيضًا، قبل صباغته باللون الأسود بمواد خاصة”.
وتابع الهنيبي أنه “بعد الصباغة تبدأ عملية الحياكة، ثم تأتي مرحلة التطريز والنقش والزخرفة”.
بدوره، قال صالح الردادي، إنه يعمل منذ 34 عامًا في قسم تطريز كسوة الكعبة المشرفة.
وأوضح الردادي أنه “بعد رسم آيات القرآن الكريم آليًا على الكسوة، أقوم بنقشها بيدي باستخدام خيوط الذهب”.