-الامتدادات الحزبية السياسية او الطائفية او المناطقية المستمرة والمؤثرة لدول الأعداء التي احتلت او شنت ولازالت حروب على أي بلد. وان تحرر هذا البلد عسكريا. هذا الامتدادات تبقيه مهددا بالهزيمة العسكرية لاحقا وإعادة احتلاله.
-وفي حالتنا وبرغم تحرير الجنوب واستقلاله العسكري من الاحتلال الشمالي في الحرب الأخيرة 2015م. نجد ان الجنوب لم يحقق استقلاله السياسي بل لم يحقق تطبيعا للحياة في عاصمته وعواصم محافظاته. لماذا؟ بسبب هذه الامتدادات واستمرار بقائها وتأثيرها بكافة اشكالها العسكرية والثقافية والأدبية والعقائدية والمالية والبشرية والدبلوماسية والديموغرافية. وتهدد بعودة الاحتلال العسكري الشمالي من جديد.
-اغلب أبناء الجنوب يناضلوا ويستشهدوا لاستعادة دولتهم وفك ارتباطها عن الشمال الذي حول حكامه سلطات دولة الوحدة الى أدوات احتلال. لكنهم برغم تحرير عاصمتهم واغلب محافظاتهم لم يوحدوا المعنى والتفسير السياسي لكلمتي (استعادة الدولة وفك الارتباط) بالية وأدوات وتكتيك ثابت ومتحرك يوصلهم الى هذا الهدف بأقل الخسائر وبسرعة.
– التباين في الاليات والمشاريع والأدوات للوصول لاستعادة دولتهم يتوه طريقهم الى الهدف. ويخلق نزاعات جانبيه قد تعيد الجنوب الى باب اليمن من جديد. والسبب الرئيسي لهذه التباينات هي بقاء واستمرار الامتدادات الحزبية والطائفية الشمالية.
-وكمثال بعض المسئولين وقادة المقاومة الجنوبيين يرى ان استعادة الجنوب يمر عبر طائفته ودعمها وتسليمها مفاصل السلطة لأن افرادها الجنس الرباني الذي بهم ينتشر مذهبه وتنحسر باقي المذاهب الاخرى ليصبح الجنوب في المستقبل نقي صاف لطائفته ومذهبه وتناسى ان الأوطان لا تستقر وتعمر الا بالمساواة والعدل بين البشر ومعتقداتهم الدينية والسياسية.
-فإعادة انتاج الوطن وتشكيل مكوناته مذهبيا مثل العراق وليبيا ولبنان وسوريا هو الأداة القاتلة للأوطان والبلدان والانسان. وفي الجنوب هذا ما لمسناه من قبل قلة قليلة جدا من المعينين في المديريات والإدارات العامة المدنية والعسكرية في محافظاته الغربية كالعاصمة عدن وابين ولحج كقادة وشيوخ لأهل السنة والسلفية الجهادية. عقولهم الطائفية لا تسمح لهم بالنظر للشق الاخر من محافظات ومديريات الجنوب عامه والشرقية خاصة واهمها حضرموت وحتى في عاصمتهم عدن والذي منذ الازل ولازالت مجتمعاتهم الدينية تقودها المرجعية الدينية التريمية وهي كما يقول أصحابها ومؤرخوها تنتهج المذاهب الوسطية والشافعية.
-لا يعلموا انهم بعملهم هذا يشكلوا خطر التقسيم الطائفي للجنوب. وبدون ان يشعروا ينتصروا لصنعاء المؤسسة لهذا التباين والتنابز الطائفي والتي تغذي امتداده لإشعال حرب الطوائف. بل انهم يساهموا في التوطين السكاني لنازحي الشمال المعتنقين نفس مذهبهم في الجنوب والذين قد يكونوا اغلبهم من مقاتلي احزاب الوحدة او الموت وهم لا يعلموا.
– وبعض قادة المقاومة يرى ان استعادة الجنوب يمر عبر منطقته ومحافظته ونفس الشلة التي مارس معها النضال سنين طويله وانه يجب دعمها وتسليمها مفاصل السلطة والإدارة لأنهم الجنس النقي معتبرا ان بعض المحافظات او المناطق او قادتها يمارسوا العمالة والخيانة صانعا بذلك التنابز المناطقي المدمر. مهددا النسيج الاجتماعي الجنوبي بالتمزق والاقتتال.
-وهناك من صرح من قادة الحراك التاريخيين ان استعادة الجنوب لن يتم الا عبر البوابة التي دخل بها الوحدة.
-وهناك جنوبيين من قادة وقواعد الأحزاب ذات المنشى الشمالي وساهمت في الحالة السيئة التي وصل بها حال الجنوب من اقصاء وتهميش وابادة يروا ان استعادة الجنوب بدون تغيير النظام في الشمال ورفع الظلم عن شعبه مستحيلة مكرسين بذلك نفس استراتيجية الجبهة الوطنية وحزب حوشي في سبعينيات القرن العشرين (تسخير الأداة والقوه والسلطة في عدن لسقوط النظام في صنعاء ) وهذه الاستراتيجية تسعى لفرضها الأحزاب المتواجدة في شرعية الرئيس هادي (الإصلاح والمتحالفين معه ) وتجعل من أبناء الجنوب المحرقة التي يتحرر بها الشمال من شياطينه ليعودوا للسلطة فيه .
-وهناك من يرى ان استعادة الجنوب لن تكون الا بالإمساك بأدوات القوة والقرارات الشرعية والدولية عبر شرعية الرئيس هادي والعمل تحت قيادته للامساك بالأرض والسلاح والقرار والاستفادة من تدخل وشراكة وتحالف الاشقاء في حربهم ضد الشمال.
-وهناك من يرى ان الابتعاد عن شرعية هادي وحكوماته التي تسعى لاستعادة الدولة اليمنية وليس لاستعادة الجنوب. أفضل حتى لا يصبح أبناء الجنوب أداة لتكريس وإعادة الاحتلال
-الحقيقة ان رؤية الابتعاد عن الرئيس فشلت او قل مناصريها. لان تطبيقها ادى في البداية الى جعل قادة وأعضاء أحزاب صنعاء الهاربين يلتفوا حول الرئيس هادي ويملوا الفراغ الذي تركه الجنوبيين حين التجئ هاربا إليهم. مما مكن هذه الأحزاب وهي المسئولة عن تدمير الجنوب واحتلاله ان تمسك بأدوات السلطة وتصبح الأداة المنفذة والمراقبة للقرارات الدولية. وبذلك تم اقصاء المقاومة والجيش الجنوبي اللذان حققا الانتصارات الوحيدة بتحرير الجنوب والاستمرار في القتال حتى اللحظه في جبهات الشمال .
-صحيح ان الجنوبيين تداركوا هذا الخطأ الكارثي الكبير المتمثل بالابتعاد عن شرعية الرئيس هادي سريعا ليعودوا للعمل معه والامساك بمفاصل السلطات. لكنها كانت عودة بشكل انتقائي من المجاميع بعضها لها ارتباطات باحزاب ومكونات الشمال السياسية والطائفية والمناطقية. ولم تكن عودة بالشكل العلمي والمطلوب هم تسببوا فيها. بسبب عدم وجود جهة جنوبيه موحده تتعامل مع شرعية الرئيس هادي ومع الداخل والخارج.
-أخيرا ان لم يتدارك الرئيس هادي وأبناء الجنوب وقبلهم قادة دول التحالف العربي والامه العربية وضع الجنوب الخطير بسبب استمرار إدارة المسار العسكري والسياسي بنفس طريقة الوحدة المركزية وبنفس المكونات الحزبية التي تسببت في اخراج الشمال من الحاضنة العربية واحتلت الجنوب وأنهت دولته القوية. فالكارثة قادمه لماذا؟ لان هذه المكونات الحزبية والمذهبية والسياسية والمناطقية ذات المنشى والامتداد الشمالي والمؤمنة بالوحدة او الموت والموجودة في اعلى هرم سلطة الشرعية هي صنعت هذه التباينات وتساهم في بقائها عبر امتداداتها الجنوبية لإعادة الجنوب المحرر عسكريا الى باب اليمن ليدور في فلك إيران مع من سبقه من الدول العربية.
(ان اصلحت حالهم / او صالحت بين الثعابين / لا فأئده ترجى …فرؤوسهم ملئت بالعمالة / وكيست بالغباء. وزودت بالطين / هم الاوصياء على الثورات لأنهم / يداروا بالريموت من خارج ارضهم / وطول العمر مكفولين / كيف تصلح بينهم/ وعصاباتهم لشعبك معا / تبيت الغدر وتسن له السكاكين / كيف تصلح بمن بإرهابهم / اضاعوا وطن وضيعوا دين)
م. جمال باهرمز
7-أغسطس-17م