اخبار المجلس الانتقاليتقاريرتقارير وتحقيقاتخبر رئيسيمحليات

ما الرسائل التي تحملها احتفالات جنوب اليمن بالذكرى 55 للاستقلال عن الاحتلال البريطاني؟

العاصمة عدن (حضرموت21) سبوتنيك

بمناسبة الذكرى 55 لاستقلال جنوب اليمن عن الاحتلال البريطاني في عام 1967، أطلق الجنوبيون هاشتاج تحت عنوان “الجنوب يجمعنا والاستقلال هدفنا”، الأمر الذي يعني الكثير بالنسبة لعلاقة الجنوب بالشمال بعد انتهاء الحرب.
فما الرسائل التي أراد الجنوبيون إرسالها في ذكرى الاستقلال وهل بدأوا بالفعل في بسط نفوذهم على الجنوب وما العوائق التي تقف أمام تحقيق أهدافهم؟
بداية يقول أمجد يسلم صبيح، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن: “تحل علينا الذكرى الـ55 لذكرى للثلاثين من نوفمبر والتي توافق عيد الاستقلال عن المملكة المتحدة في ظل انتصارات سياسية وعسكرية كبيرة يحققها الجنوب اليوم”.
وأضاف أن هذه الانتصارات تمثلت في سيطرة فعلية على الأرض عسكريا، فيما تتجه الأنظار إلى المهرة ووادي حضرموت لتحريرها من ميليشيات الإخوان ووقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.

الاستقلال الثاني
وأضاف صبيح في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الذكرى 55 تأتي والمجلس الانتقالي الجنوبي ينتزع الكثير والكثير لإعلان الاستقلال الثاني، وإعلان دولة الجنوب العربي، ويمد يده إلى “الأشقاء” في الجمهورية اليمنية، عبر استعداد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للمشاركة في تحرير صنعاء من الحوثيين وعودة الشرعية إليها بدلا من خوض الحروب العبثية لفرض “السيطرة الإخوانية” على العاصمة الجنوبية عدن.
وتابع القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن: “اليوم أيضا، يأخذ الشعب العبر والدروس من ذكرى الاستقلال، ويرسل رسائل بأننا الأحق في إدارة أرضنا وتحرير ما تبقى من المحافظات في أسرع وقت”.
فشل الوحدة
من جانبه يقول العميد جمال الهلالي، الخبير العسكري والاستراتيجي بجنوب اليمن، إن المرحلة السابقة صعبة جدا على دولة الجنوب التي دخلت في شراكة مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو/ أيار 1990، حيث عشنا مرحلة مأساوية بعد “الاحتلال الشمالي” في العام 1994 عقب فشل الوحدة، ذاق فيها شعبنا الجنوبي الظلم والاضطهاد والتعسف في كل مناحي الحياة.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “جاءت الفترة الأخيرة وخاصة بعد اندلاع الحرب في العام 2015 والتي قام خلالها الشمال بشكل عام وبكل أطيافهم بما فيهم النظام السابق وبمشاركة جميع الأحزاب الشمالية وحشدوا ضد الجنوب مرة أخرى، لكن شعبنا من كثرة الظلم والاضطهاد (خرج في) انتفاضة كاملة، وبدأ الأخوة في الجوار ودول التحالف في دعم الجنوب من أجل القضاء على جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا”.
وتابع الهلالي: “هذه الفترة التي نعيشها الآن تلقى الجنوب دعم كبير من التحالف وخاصة السعودية والإمارات، الذين قدموا كل شيء بما فيه الدم، وتأتي تلك الذكرى في ظل تحقق الكثير من الأهداف التي يريدها الجنوبيون من البسط على المحافظات الجنوبية، ما عدا بعض المناطق التي يسيطر عليها الإخوان المدعومة تماما من الشرعية”.

وقال الهلالي: “نحن نعلم أن الأخوة في دول التحالف تعرف تماما التوجهات الأساسية لدعم إيران للشماليين، وهذا ما ثبت خلال الثمان سنوات الماضية من تعامل الشرعية بشكل كامل عبر حزب الإصلاح (علي محسن الأحمر) كونه نائب الرئيس ويدعمه الحوثي بكافة الأسلحة وبكل الإمكانيات ماليا واقتصاديا عبر ميناء الحديدة”.
ودعا الخبير العسكري “الجنوبيين بشكل عام وبكل أطيافهم إلى التوحد من أجل صد هذا العدو الغاشم المتمثل في الشماليين الذين يريدون احتلال الجنوب مرة أخرى، حيث يؤكد لقاء الشرعية في الأردن اليوم، تحالف كل القوى الشمالية ضد الجنوب، ولا يهمهم أبدا طرد الحوثي”.
استعادة الدولة
وأشار الهلالي إلى أن الاحتفال بتلك الذكرى تؤكد صمود شعب الجنوب من أجل دولته وعلى حدود ما قبل 22 مايو/ أيار 1990، معربا عن آماله في تكاتف الجميع وفهم ما يدور في الأروقة السياسي، في ظل زيادة معاناة الشعب في الجنوب بعد توقف الرواتب للقوات المسلحة والأمن.
بدوره يقول سامي العدني، رئيس دائرة العلاقات العامة بالمجلس الثوري في جنوب اليمن، إن هذه الذكرى المجيدة تعد أحد المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار دولة الجنوب ومن أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في في قلوب الشعب الجنوبي، لما تحملة من دلالات و دروس عميقة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام.
وأضاف في حديثه لوكالة “سبوتنيك”: “تحل علينا الذكرى 55 كلحظة تاريخية للتأمل والتدبر في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، واتخذ الجنوبيين من ذكرى 30 نوفمبر عيدا وطنيا لهم يحتفون فيه كل عام برسالة سياسية واضحة على وحدة الصف الجنوبي”.

وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية بعد الأحداث الدامية بين الجانبين في أغسطس/ آب من عام 2019 التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، غادرت على إثرها الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن، وجرى التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
ومثل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، ويستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى