سيؤن (حضرموت21) خاص فريق التحرير
لا تزال قوات المنطقة العسكرية الأولى مرابطة في نقاطها العسكرية على طول الطرق الممتدة والملتوية في أنحاء وادي حضرموت، ويوما عن يوم تتفرخ النقاط وتتكاثر لتتزايد معها الجبايات والنهب الغير قانوني لقواطر النقل المحملة بالمواد الأساسية وغير الأساسية … وفي الأخير من يدفع فاتورة كل ذلك هو المواطن البسيط والذي لا يجد ما يسد جوعه ورمقه، في حين تبقى الوظيفة الوحيدة التي تقوم بها تلك المجاميع العسكرية هي الجباية والنهب بينما تتزايد الحوادث الأمنية وعمليات القتل والسرقة وتهريب السلاح وكأن ذلك ليس من صميم عملها أو اختصاصها.
احتلال منذ العام 1994، فقر، تجويع، فساد، قتل، اغتيال، مؤسسات حكومية مدمرة…. كل هذه عناوين رئيسية تتصدر المشهد العام في وادي حضرموت، وهنا كما باقي مناطق الجنوب الأخرى التي تعرضت لاحتلال نظام 94 الآثم لا مجال لاجتثاث الفساد وقد أصبح اسلوب وفلسفة حياة تحت رعاية منظومة سلطوية وعسكرية انتصرت في حرب 94 وراحت تخوض حربها ضد مؤسسات الدولة لتستبدلها بسلطات قبلية دينية بدائية تواجه المجتمع وتواجه نفسها لتبقى نخبة النهب والفيد متسلطة على رقاب الجميع.
شيخ قبيلة مع شيوخ طوائف ورئيس عصابة وسماسرة مال وأراض وما تحتهم رعايا كادحين لايستطيعون ضمان قوت يومهم هذه هي توليفة سلطة 94 الرثة، والمهلهلة والتي أوجدت لنفسها أسباب انهيارها السريع حيث ظلت تواجه نفسها بنفسها من الداخل والخارج حتى تفككت فيما بعد العام 2011 وما يحصل اليوم هو نتيجة لهزالة تلك المنظومة التي لا تصح فيها أمثولة سوى كونها منظومة هشة كجبل الملح الذي ينهار و يتساقط بسرعة وبضربة قدم من التاريخ… ولعل المنطقة العسكرية الأولى آخر أحجار الدومينو الذي سيسقط تباعا بفعل ضربات التاريخ …. والحرب سجال.
