اختيارات المحررتقاريرخبر رئيسيمحليات

تقرير خاص :الجنوب خارج مفاوضات السويد… آخر العلاج الكي

8888
Aa

<

h4>[responsivevoice voice=”Arabic Female” buttontext=” القراءه الصوتيه للخبر “]

(حضرموت21) خاص

بدأت مشاورات السلام اليمنية من نقطة الصفر في السويد، بمنسوب منخفض من التفاؤل الشعبي في إيقاف الحرب ووضع حد لتمرد الحوثيين الذين باتوا اكثر إصراراً على التمسك بمواقفهم بدعم من المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة ودول عظمى أبرزها بريطانيا.

ليس الاعتراف وحده بالحوثيين كقوة في المعادلة السياسية اليمنية رغم ضعفهم البادي عسكريا وتراجع زخم هجماتهم هو المؤشر اللافت الوحيد في مشاورات السويد وأن كان قد تتكرر في الكويت وسويسرا، بقدر ما حملت المشاورات سمات تجاهل ملف القضية الجنوبية وتجاوز المجلس الانتقالي الجنوبي، والاكتفاء بمجموعة من “الدمى” الجنوبية ضمن وفود صنعاء والشرعية لتمرير أي مصالحة مرتقبة يراد منها حقن الدماء في الشمال وإعادة الجنوب لإحضانه صاغراً، وكأنه هو الخصم في المعادلة الراهنة الذي يفترض تطويعه وإخضاعه بالقوة وفق المنطق الذي صرح به علانية القيادي الحوثي سابقاً علي البخيتي، الذي أطلق تحريضاً علانية على الجنوبيين ووصف القوات التي شكلت الدرع الأخير الذي حال دون سقوط اليمن ككل في قبضة المشروع الإيراني بـ”العصابات”.

سلوك البخيتي العدائي من الجنوبيين يعد امتدادا لمواقف الغالبية العظمى من مثقفي الشمال ونخبه السياسية الذين يتبعون نهج “التقية” ويتظاهرون بأنهم مع حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره عندما يكون تحت المقصلة الشمالية، ولكنهم حينما يشعرون بأنه بات أكثر استعدادا عسكرياً على مقارعتهم وبمقدوره انتزاع استقلاله بالقوة، يبادرون بربط أي نجاح لمفاوضات السلام بتأليب المجتمع الدولي على الجنوبيين، وتدوير بوصلة اتهامه بأنه هو وحده من يثير القلاقل والفتن في المنطقة، وتجاوز كل جرائم الحوثيين، لوجود قاسم مشترك ووحيد يجمعهم وهو الحفاظ على الوحدة بصورة لا يحق للجنوبيين حتى المشاركة في محاولة تصحيح مسارها.

إذا تبدو صورة مفاوضات السويد قاتمة على الأقل بالنسبة للجنوبيين، فأي حل يصار إلى التفاهم إليه قد يجدون أنفسهم في موضع “كبش الفداء”، الذي ضحى بدماء شبابه في حدود خارج جغرافيته لاستنهاض عزيمة أبناء المحافظات الشمالية في مقاومة الحوثيين وتحرير أرضهم من سيطرته، وليس لتوحيد صفوفهم ضد مشروعه العادل، حتى بات يدرك أكثر من أي وقت أن لا أمل في إنفاذه إلا بالاستعداد لأسوأ الاحتمالات وخيار المواجهة التي قد تفرض عليه وقد ينطبق عليها المثل القائل حينها (آخر العلاج الكي).

[/responsivevoice]

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى