أخبار حضرموتتقارير

تقرير خاص: ما هي التحديات الماثلة أمام “النخبة الحضرمية ” للتصدي للإرهاب ؟

المكلا (حضرموت21) خاص

 

يعتبر شهر أبريل، من الأشهر التي ترسخت في أذهان ووجدان أبناء حضرموت، واليمن والمنطقة ، لارتباطه بحدث يعد الأهم والأبرز في التاريخ المعاصر حيث تمكنت فيه  قوات النخبة الحضرمية قبل نحو  ثلاثة اعوام من تحرير ساحل حضرموت من العناصر الإرهابية وحققت انتصارات ملفتة .

 

ولم يرق لما تبقى من الداعمين للعناصر الإرهابية ان يرو كيف يتهاوى الإرهابيون ،على أيدي أبطال النخبة في معارك متعددة بدءا من المكلا ،ومرورا بوادي المسيني ،ووادي حجر المكان الذي تصدت فيه  قوات من النخبة الحضرمية لهجوم إرهابي استهدف  النقطة ألأمنية الواقعة في مفرق العقيق ،وعلى اثر الحادثة ارتقى العشرات من جنود النخبة الحضرمية ،وجرح آخرين ،ومرورا بالاغتيالات الأخيرة التي استهدفت رجال دين، وشيوخ قبائل ،أمثال العلامة بن سميط ،والشيخ سلامة الكثيري، وقيادات سياسية بارزة كالشيخ انور التميمي ، عضو الهيئة الرئيسية العليا لـ«مؤتمر حضرموت» الجامع.

 

وتأتي تلك الحوادث، التي وصفت بالغادرة، بعد أشهر من حملة شعواء، شنتها قوى داعمة للإرهاب بهدف التشكيك بحملة تطهير وادي المسيني من عناصر “القاعدة ” والتي عرفت بعملية «الفيصل» العسكرية.

 

أيدلوجيات إرهابية :

وبعيدا عن التجاذبات السياسية بين القوى المنضوية تحت مظلة الحكومة الشرعية في اليمن ،فإن الجميع اليوم يثمن الأدوار الوطنية التي تضطلع القيام بها قوات النخبة الحضرمية ، للتضحيات الجسيمة والانتصارات اللافتة على العناصر الإرهابية من داعش والقاعدة وأخواتها.

ويرى مسؤولين  وإعلاميين أن ثمة علاقة وثيقة بين تنظيمي داعش والقاعدة وجماعة الحوثي ،وتتمثل تلك العلاقة بتبادل الأدوار والمسؤوليات في القيام بالعمليات الإرهابية والإجرامية ،وان تعددت الوسائل والغايات ،وفي هذا الصدد يرى  أبو الفضل الصعدي وهو أمين عام رئاسة الوزراء في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ،أن هناك علاقة وثيقة  بين إيران والعمليات الإرهابية التي تنفذها القاعدة وداعش في حضرموت وغيرها من المناطق الجنوبية  ،ولو بشكل خفي .

وفي حديثه لـ”حضرموت21 “يقول الصعدي “ان التنسيق بين قو ى الارهاب والانقلاب وارد من خلال التقاء المصالح، رغم التباين الايدلوجي والمذهبي بين الكيانين ،ويتضح ذلك جليا من خلال تمدد الارهاب، والانسجام بين الطرفين حيث المئات من  النقاط التي تجمع الانقلابين الحوثيين، بالقاعدة وداعش، ولعل من ابرزها الرفض المطلق لقيام الدولة ،فخطاب الطرفين بكاد متطابق، والمواطن أصبح يعاني الارهاب من جميع هذه الاطراف، ارهاب في الفكر، وارهاب في الحرية، وارهاب في كل شئون حياتة، ولذالك يجب على الاعلام المحلي والاقليمي توضيح هذه الامور بشفافية ومهنية بعيدا عن الحسابات الضيقة”

 

ويضيف الصعدي “محاربة الارهاب تتطلب جهود عالمية ،وتنسيق بين جميع الدول التي تعاني من خطر الارهاب،و ما تبذله الدولة هو في حدود امكانيتها وبسبب الوضع القائم في اليمن يتطلب الامر تنسيق اكبر وتوفير الامكانيات للدولة والمساعدة في استتباب الامن في المناطق المحررة .”

  علاقة مشبوهه  :

ويستعرض مروان شحاته الكاتب في صحيفة الحياه اللندنية ، ارتباط تنظيمي القاعدة وداعش، بإيران الدولة الداعمة للمليشيا الحوثية في اليمن ، ،و يقول “مرّت العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة بثلاث مراحل،وتمثلت المرحلة الأولى بفترة  ما قبل 11 سبتمبر وبدأت منذ 1992 وكان المُنسّق حينها القيادي في حزب الله ” عماد مغنية ” وبحضور بن لادن ، وذلك في بدايات تكوين هويّة وخارطة تنظيم القاعدة وعلاقاتها مع التنظيمات الأخرى .

 

وكان هذا الاجتماع تمهيدا للقاء التاريخي في ١٩٩٣ الذي جمع بن لادن وعماد مغنية وممثل إيران ” محمد باقر ذو القدر ” رئيس هيئة أركان الحرس الثوري آنذاك ، وفي هذا اللقاء تم الاتفاق على خارطة العلاقة بين القاعدة وإيران وحزب الله ، كما نصّ الاتفاق على تدريب أعضاء القاعدة لدى حزب الله وبالفعل انتقل مجموعات بعد ذلك من القاعدة إلى منطقة البقاع للتدرّب ، منهم من عاد إلى أفغانستان ومنهم من أنشأ جماعة أوانخرط في فصائل عنفية في لبنان وغيرها.،وقد اتسمت هذه المرحلة بعلاقة تبادل مصالح تكفل لتنظيم القاعدة استخدام الأراضي الإيرانية والأراضي التابعة للجماعات التي تنطوي تحت الإشراف الإيراني لتمرير الدعم المادي وعبور الأفراد بمقابل مادي تدفعه القاعدة ، وخلال هذه الفترة أيضا استطاعت إيران بناء علاقة ” ثقة ” مع تنظيم القاعدة وذلك عبر وسطاء من القاعدة يأمنهم بن لادن شخصيا ،أما المرحلة الثانية من بعد ١١ سبتمبر إلى مقتل بن لادن ٢٠١١ .

 

وقد اتسمت بعملية احتواء وحماية وتوظيف من قبل إيران لتنظيم القاعدة ورموزها ، فقد تعدّت مسألة العبور إلى الحماية وتوفير معسكرات وانطلاق بعض العمليات التي تستهدف دولا من الأراضي الإيرانية بتنفيذ قاعدي ، بالإضافة إلى إدماج أعضاء القاعدة في معسكرات تدريب،أما المرحلة الثالثة فهي من بعد مقتل بن لادن إلى يوما هذا حيث بدأت إيران بالتخلّص من قيادات القاعدة عبر تسريبهم إلى الدول المجاورة وغيرها حاملين أجندة في بعض تفاصيلها مصالح لإيران وذلك وفقا لطبيعة الأعمال التي نفذوها في تلك الأراضي،كما تستخدم إيران رموز القاعدة كورقة في المقايضات .، ويرى كتاب اخرين “أنه من المرجح أن تستخدم ذات الأساليب  في حضرموت وبمسميات أخرى .”

 

كلهم متورطين  :

ويرى مراقبون أن المؤشرات التي تدل على ارتباط إيران والحوثيين،بتنظيمي القاعدة وداعش ،هي ذات المؤشرات التي تدلل على تورط عناصر من جماعة الإخوان المسلمين مع القاعدة وداعش في الجنوب، وفي بيان لها ،حمّلت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت من اسمتهم ” المشككين والمرجفين من العناصر المرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين ، ممن تلوثت أياديهم بالمال القطري،  مسؤولية توفير الغطاء الإعلامي والحقوقي للجماعات التي تستهدف جنود النخبة الحضرمية .”

 

 

ونبهت القيادة المحلية للانتقالي الجنوبي “من هم من بين صفوف  الاخوان المسلمين ،خاصة أبناء حضرموت ، من التورط في الأعمال التحريضية ضد أخوانهم في قوات النخبة .” ودعتهم ” إلى إدراك مخاطر وأبعاد المؤامرة على حضرموت وأمنها واستقرارها.”

 

وفي ذات السياق يؤكد  إبراهيم العشماوي الصحفي بجريدة الأهرام المصرية ، والمتخصص في الشئون اليمنية ، في حديث لـ” حضرموت 21”  : “أن تنظيم القاعدة والمسميات المتفرعة عنه أو المتنافسة معه في اليمن شمالا وجنوبا مثل أنصار الشريعة أو داعش يستغلون الأوضاع المضطربة في اليمن منذ انتفاضة الشباب ضد نظام صالح في 2011،حيث انشغال القوات بجبهات أخرى،وفتحت جبهة قتال شرسة في جنوب البلاد.”

ويرى عشماوي “أن القاعدة  نجحت في إعلان كل من منطقتي عزان بمحافظة شبوة، وجعار بمحافظة أبين إمارتين إسلاميتين، قبل أن يتمكن الجيش اليمني من استعادة المنطقتين خلال 2012 ، ولكنه لم يتمكن من القضاء على عناصر القاعدة فيهما، لتبقى من أهم بؤر نشاط هذا التنظيم، فمن الملاحظ خلال العامين الأخيرين اللذين سبقا حرب استعادة الدولة من الانقلابيين الحوثيين زاد تنظيم  القاعدة  الارهابي من هجماته ضد رجال الأمن اليمني، وضباط الاستخبارات والقوات الجوية اليمنية. كما أصبحت المنشآت النفطية والغازية مهددة من قبلها بشكل دائم. وبعد وقت قصير على تهديد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للقاعدة ومطاردتها حتى تسلّم أسلحتها للدولة ، جاء رد القاعدة على خطاب الرئيس عنيفاً فشنت في يوم واحد ثلاث هجمات ضد نقاط أمن ومعسكرات بشبوة جنوب البلاد، وقتلت وأسرت العشرات من الجنود، ثم اختتمت الشهر نفسه باحتلال مقر المنطقة العسكرية الثانية لأيام.

 

 

.،وبعدما تحررت عدة مناطق جنوبيه من الانقلاب الحوثي، تركزت القاعدة في المحافظات المجاورة لمدينة عدن ، كـشبوة وأبين اللتان زادت رقعة نشاطها فيها نظرا للدعم الآتي لها من المكلا، مستغلة غياب أو عدم جاهزية مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة من الميليشيات التابعة ، كما احتفظت القاعدة بجيوب لها في محافظة البيضاء .”

 

 

ويضيف عشماوي متحدثا لـ”حضرموت 21” “التقارير الدولية عن الارهاب في اليمن تدعو الى سرعة محاربة الارهاب في اليمن قبل أن يتمدد ،مثلما يؤكد تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية بعنوان ” القاعدة في طور التوسع”، فإن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة ” كان أقوى من أي وقت مضى ، مشيرا إلى أن تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” ومنافسه تنظيم داعش استفادا من الفوضى والحرب المستعرة في اليمن منذ العام 2014 ، ويزدهر وسط بيئة انهيار للدولة، وطائفية متنامية، وتغيير التحالفات، والفراغات الأمنية والحرب الاقتصادية المتفاقمة ، منبها إلى أهمية إنهاء النزاع الأساسي، وتعزيز الحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية “بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية”.

 

 

ووفقا لتقديرات الخبراء فإن كل أطراف النزاع في اليمن شمالا وجنوبا، ساهموا في صعود القاعدة وتنظيم داعش ولو أكدوا أنهم أعداء للمتشددين . ومن الواضح أن التنظيمات الإرهابية والمتشدة ستكون عقبة كبيرة في طريق السلام حتى بعد أن تبرم الأطراف السياسية إتفاقات لوقف الحرب إذا من المتوقع أن تستثمر هذه التنظيمات النجاحات التي حققتها على الأرض بالتوسع والتمرد وإعلان إمارات إسلامية حيثما يمكنها فعل ذلك .

 

 

ويتابع العشماوي “ومن المنتظر أن تسبب هذه التنظيمات الإرهابية مشاكل في اليمن عقب التوصل إلى خطة سلام نظرا لعدم مشاركتها في عملية السلام من ناحية ، فضلا عن طموحاتها بتغطية فشلها في العراق وسوريا بتحقيق نصر معنوي وكسب مناطق على الأرض لإقامة ولايات بها وهي لا تجد أفضل من اليمن في ظروفها وتناقضات الواقع السياسي لكي تنفذ بها مخططاتها .

 

لكن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في حضرموت والتي تعرف بقوات النخبة بددت من أطماع الإرهابيين في التوسع بمحافظة حضرموت والمحافظات المجاورة لها قبل نحو ثلاثة أعوام ،وما تزال تلك القوات تخوض المعركة تلو المعركة ،من اجل القضاء على  التنظيمات الإرهابية، و باعتقادي انها ستنتصر اليوم ، طالما أنها أثبتت نجاحاتها في مراحل سابقة ، لذا هي بحاجه لمساندة قوية من كافة القوى الوطنية في البلاد وخارجها.”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى