كتاب ومقالات

ترانيم محارب ” طريق المطار ” مقال لــ عيضه بن ماضي 

مرت اللحظات مسرعة ولازلنا عاكفين على اصلاح هذا الجهاز الذي رأيت بأن وجودنا ومرورنا من هذا المنعطف مرتبط باعادته الي الخدمة ، كنت حاظر مع رفاقي بجسمي فقط واماالباقي فهو  سارح بعيداً … نعم بعيداً….. يبحث عن تلك الاجابة ماذا حدث وكيف حدث واين  هم رفاقي .
عيظة بن ماضي 

قاطع شرودي ذاك الصوت الخافت المنطلق من ذاك الجهاز ، نعم فقد استبشر كل من حولي بتلك الذبذبات الخافتة رغم عدم وضوحها الا انها تبشر بتكلل ذاك الجهد المبدول ، وبينما نحن على ذاك الحال انقبض قلبي وتجمدت كل حواسي ولم تتحدث سواء عيني التي لم استطع ان اتحكم بها …. فقد كان المنادي يتحدث عبر الجهاز بصوت يرج الارجاء …. من صقر إلي شمسان واحد هل تسمعني …. لم يعني لي ذاك النجاح شي برغم انني انتظرتة بل خارت قواي عند سماعي للمنادي وهو يتحدث إلى شمسان واحد ، نعم شمسان واحد هذا ماهز كياني فكيف لا وهو رمز رفيقي الذي واساني الجميع فيه ولا اعلم اراضية .

كنت حينها استمع للنداء وعيني فقط تتحدث مدرفة دموعها بصمت ، نظر الي رفيقي الواقف امامي واخذ الجهاز من يدي ومازال المنادي يكرر ولم يلقاء مجيب ، نعم اسمعك كرر ماقلت … من صقر إلي شمسان واحد هل تسمعني … نعم اسمعك بوضوع المعذرة فالرفيق شمسان واحد قد فارق الحياة ، كانت تلك الكلمات المرسلة والمتلقاه بين رفيقي والمتصل من القيادة .
استمر التحاور بيننا عبر ذاك الجهاز المتهالك والذي كان يمرر الكلمات بصعوبة بين طرفيه ، كان ملخص التواصل يتمحور حول نقطة تواجدنا بدقة وماهي العقبة التي تحول بيننا والتقدم الي هدفنا المنشود .
شارفة شمس ذاك اليوم على المغيب وقد اقتربت الساعة من السادسة مساء اتت الاوامر بالتحرك وبدء الركب بالتزحزح رويداً في خطئ متثاقلة نحو الامام وماهي الا لحظات حتى مرت المركبة التي تقلني بجوار احدئ العربات المشطورة نصفين وحينها دونما شعور استوقفت السائق وترجلت على عجل اتحسس ذاك الركام الخاوي سواء من تناثر الحطام وشضاياء الزجاج ، سرحت لبرهة بمخيلتي اتفكر ماذا جراء هنا وكيف تم كل ذالك ولم يوقفني شي من نداء رفاقي لي ولا توسلاتهم بالصعود لنلحق بالركب ، وماهي الا برهة حتى قاطعني  رفيقي الذي ربت على كتفي وهمس في إذني بأن  لم يعد احد هنا سوانا ، لم التفت الية بل سحبت ارجلي المتثاقلة الي المركبة في صمتي الذي طغاء على سواد عتمت ذاك الليل .
مر على سيرنا قرابة الساعة في تلك الطريق الوعرة والتي كانت متعبة وشاقة رغم قصرها في الواقع ، توقف الموكب مرات كثيرة حتى وصلنا اخيراً الي طريق اسفلتي يكاد مهيئ للسير علية من كثرة مالحق به من تدمير ، حينها توقف الموكب وصدرت الاوامر بالانتشار والتمركز على المداخل والمخارج لتلك الطرق الفرعية التي كانت ترتبط بالطريق العام الذي بلغناة .
اتت الاتصالات المتوالية عبر جهازنا المتهالك والتي تؤكد بلوغنا الطريق المحادي للمطار هدف وجهتنا المقررة ، استقر كل فرد في مجموعتة بحسب التوزيع للافراد المشاركة في الحملة ، وعلى حين غفلة شن علينا هجوم قوي من عدة محاور استمر لحوالي نصف ساعة بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وساد الهدواء بعدها ليهرع كل فرد مهرولا يتفقد رفاقة هنا وهناك ، كانت الساعة تشارف على الحادية عشر مساء وما ان هداء الموقف حتى عاد الهجوم من جديد ولكنة اقل حدة من ما سبق ولم يستمر سواء ربع ساعة تقريبا ليتوقف بعدها بشكل تام الا من بعض الطلقات هنا وهناك لاتكاد تؤثر على القوة .
اتت الاوامر بتمشيط المنطقة بشكل دقيق ليتم بعدها التجمع والتحرك نحو المطار الذي لم يكن يلوح في الافق سواء بعض الاضواء الخافتة التي تدل على وجودة ، تحرك  الركب بخطئ متثاقلة يشوبها الحذر والترقب خشيه  من تلك الغارات المفاجئة المستهدفة كل حين لتقدم القوة نحو الهدف .
اقتربت الساعة من الثالثة فجراً والموكب لايزال في خطئ مسترة رويدا رويدا حتى استوقفنا ذاك الانفجار المدوي الذي اهتزت له  الارض من شدتة والتي تلاه هجوم ضاري متركز على المقدمة والذي استمر لقرابة الساعة ثم هداء بعد ذالك لتصدر الاوامر بالانتشار مرة اخرئ وايجاد مواقع للتمركز حتى تاتي الاوامر . 
تتالت الهجمات علينا وكانت اكثر حدة في كل مرة رغم انها لم تكن تتجاوز الدقائق العشر في معظمها مما يوحي انا لعرقلة التقدم ليس الا ، اتاء ذاك الاتصال المتاخر لساعات الفجر الاولى ليعلن عن تغير جديد  للمرحلة التي كنا فيها وكان ذاك مع سماعنا لاصوات تلك الطائرات القادمة من بعيد وكأنها تمشط كبد السماء .
تسأل الجميع ماهذا ماذا يحدث هل هذه  الطائرات صديقة ام عدوة ، ان كانت صديقة فمن اين اتت وان كانت عدوة لما تهاجمنا …. وماهي الا لحظات حتى ذاع الخبر المفرح للجميع مع بزوغ شمس ذاك اليوم ليعلن بان عاصفة الحزم قد بدأت وهذه  صقور العرب تجوب السماء معلنة عن مشاركتها لنا في ذاك الكفاح .
نلتقي في … ترانيم محارب ” عاصفة الحزم “
بقلم / عيضه بن ماضي …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى