إفتتاحية الصباحمحليات

افتتاحية الصباح من #حضرموت21 (عن ظاهرة “الحوثية” أو “الهاشمية السياسية”)

 

(حضرموت21)

في مجتمع قبلي قروسطي بدائي نشأت الظاهرة الحوثية “الهاشمية السياسية” بوصفها ظاهرة قبلية في الأساس مع إضافة أنها تنتقي نصوص دينية تحقق لها مزيد من النفوذ الاجتماعي والسياسي أحيانا.

وصل الامام الهادي الى شمال اليمن قبل ألف عام تقريبا وأسس الدولة الهادوية التي من خلالها استوطن المذهب الزيدي الشيعي في الشمال واستوطنت معه ظاهرة “الهاشمية السياسية”.

الهاشمية السياسية أو الشيعية السياسية بصيغتها الحوثية تؤسس عصبيتها على ذات الأساس (القبلي والمذهبي) وحيث لا يزال قانون العصبية الخلدوني فاعلا بقوة في مجتمع كمجتمع الشمال اليمني فإن إحياء الهويات البدائية (القبلية والمذهبية) ذا جدوى وفاعلية منقطعة النظير،؛إذ تمثل أساسا عمليا يسند السلطة الحاكمة بمظاهر القوة والهيمنة لتستطيع من خلالها بسط السيطرة والنفوذ.

ظاهرة الحوثية بماهي تمظهر سلالي تقوم أيضا على أساس أن هناك عرق أفضل من الآخر وسلالة أطهر من الأخرى ولذا فهي أحق بالحكم (ولاية الفقيه) ولا يحق لغير تلك السلالة تولي زمام السلطة فسلطتهم حق إلهي ممنوح لهم دون غيرهم.

تنتفي في هذا الإطار مظاهر الدولة الوطنية القائمة أساسا على قيمة المواطنة وتحل محلها قيم المجتمع القبلي، والظاهرة الحوثية إحدى تمثلاتها وخطورتها تكمن في عنصريتها المقيتة القائمة على تناقضات بنيوية تحمل بذور صراع وحروب مستمرة.

الجنوب تحرر بسرعة ملحوظة لضعف وتآكل تلك الظاهرة الرجعية لكن الشمال سيظل أسير لتلك الحالة حتى حين، مع يقيننا بأن جهود التحالف العربي ممثلا بالسعودية والامارات ستكلل بالنجاح وستحرر باقي المناطق من قبضة الآلة الحوثية المتخلفة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى