تقاريرمحليات

تقرير خاص: مستقبل الجنوب بعد مقتل صالح: أسهم “فك الارتباط” في تصاعد

 (حضرموت 21)  خاص:علاء حسين

امتد نفوذ الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى داخل الجنوب منذ توقيعه على اتفاقية الوحدة اليمنية مع الرئيس علي سالم البيض والذي أصبح نائبه في دولة الوحدة عام 1990، الدولة التي لم تصمد سواء أربعة أعوام بعد إعلان البيض “الانفصال”  كما يقول غالبية ساسة الشمال، و”فك الارتباط” كما يؤكد معظم قادة الجنوب،  بعد اندلاع حرب صيف 94م إذ حشد صالح الجيش والمجتمع والاحزاب الدينية  في الشمال لاجتياح الجنوب وإعادة فرض دولة الوحدة بقوة السلاح .

استمر صالح يحكم اليمن بما فيها الجنوب حتى بدأت أول شرارة الاحتجاجات العلنية التي فجرها الحراك الجنوبي الرافض للسياسات الاقصائية التي مورست بحق أبناء الجنوب في مختلف جوانب الحياة ولفترات طويلة، وفي العام 2011 م سلم صالح، مقاليد الحكم لنائبه عبدربه منصور هادي بعد ثورة سميت بـ (الثورة الشبابية)، واتفق  حينها على أنها حركة احتجاجية عمت كافة المناطق اليمنية رفضاً لاستمرار حكم صالح  الذي تحايل على الثوار بتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي الذي أصبح أول رئيس جنوبي يحكم اليمن شمالاً وجنوباً. لم يرق  لكثير من القيادات الشمالية استمرار الحال كما كان عليه  حتى اجتاح الحوثيون صنعاء وبعدها عدن بوابة الجنوب، لملاحقة الرئيس هادي، بمساندة ومباركة من صالح  الذي كان يجهر بمعارضته الشديدة لنظام الأقاليم والدولة الاتحادية المقرة في مؤتمرالحوار الوطني الشامل.

ويتساءل عدد من الخبراء والسياسيين عن الأثر الذي سيتركه غياب صالح على الجنوب، بعد مقتله على يد حلفائه الذين غدروا به.

صالح والأقاليم

كان البعض ينظر الى دور صالح، في الجنوب على أنه المزعزع للامن والاستقرار، والداعم الأول  للجماعات الإرهابية في عدن وأبين، من أجل تقويض أداء الحكومة الشرعية في المناطق التي استعيدت من الحوثيين بدعم من التحالف العربي، وأن صالح كان يساوم ويتاجر بقضية الوحدة حتى في خطابه الأخير الذي أراد أن يوصل رسالة لأنصارة أنه هو الوحيد الذي مايزال يدعوا إلى وحدة اليمن شمالاً وجنوباً، وفي هذا الصدد يرى سياسيون أن غياب صالح عن المشهد السياسي  سيكون له تاثيرات سلبية على القضية الجنوبية، يقول الدكتور حمود القدمي أستاذ العلوم السياسية والكاتب بمركز المستقبل للدراسات في ابوظبي:

“أن غياب صالح سيكون له اثر سلبي على قضية الصراع من أجل استقلال الجنوب لأن مليشيا الحوثي لا يهمها وحدة اليمن ولأنها تعي جيداً عدم وجود حاضنة لفكرها في الجنوب، ولأن  مشروع الأئمة  دائما وعبر التاريخ حكم الشمال وكان حدود الحكم فيه يتركز ما بين صعده وذمار شرقا وغرباً، محصوراً بين المحافظتين، وصالح كان مشروعه الحفاظ على لحمة اليمن لكنه وقع في فخ الانتقام ممن أخرجوه من الحكم عام 2011م مما جعل الأمور تختلط عليه ثم تخرج من يديه حتى كانت تلك نهايته المتوقعه، لذا نقول أن بقاء مليشيا الحوثي إذا ما استمر فأنه سيساهم بقوة في إعادة التشطير”.

ويعتبر الدكتور القدمي في حديثه لـ” حضرموت21” :

“أن مشروع الأقاليم يمثل المخرج أمثل وبه سيتحقق:  دحر المليشيا الحوثية من المناطق التي تسيطر عليها، كما سيحقق إعادة توزيع الثروة والسلطة، وعدم إستدعاء صراعات الماضي ونسيانها واندماج المجتمع وذوبان الهوية المناطقية وهذا أكبر مكسب للوحدة، بالإضافة إلى أن مشروع الأقاليم سيساهم في عدم استدعاء الماضي والعودة لصراع الشطرين بدوافع واجندات خارجية إقليمية ودولية، وسيساهم في الحفاظ على الهوية اليمنية كأساس للهوية العربية”.

 محاولات للإحياء

وبعدما استعادت الحكومة الشرعية للعاصمة عدن وبقية المناطق الجنوبية من الحوثيين لم يعد لحزب المؤتمر الشعبي العام أي نشاط  تنظيمي أو سياسي في الجنوب رغم أن عدد من القيادات الجنوبية التي كانت مستفيدة من نظام صالح أبان فترة حكمه ما تزال تعيش في المحافظات الجنوبية وتنظرأدبيات حزب صالح، على استحياء، ورغم بقاء رموز مؤتمرية جنوبية في صنعاء، وأخرى خارجها، ما تزال مخلصة لصالح إلى يوم مقتله، الا أن  كثيرون يجزمون أن غياب صالح عن المشهد السياسي اليمني محدود التأثير جنوباً بحكم محدودية تأثير حزبه جماهيرياً مقارنة مع تأثيره الطاغي في الشمال.

 وفي رأي مغاير عن السياق يرى القيادي المؤتمري الجنوبي ياسر اليماني: “أن القيادات المؤتمرية في كل مكان وبعد استشهاد صالح هي أكثر قوة وتماسكاً وفي اصطفاف مع الرئيس عبد ربه منصور  هادي، وأن من سيقود معركة  المؤتمر هو الرئيس هادي وهناك تنسيق وتواصل لعقد اجتماعات طارئة من أجل تعزيز جهود توحيد الصف المؤتمري، ولن يترك الأشقاء في الخليج اليمن وهناك مفاجأت قادمة بهذا الشأن”.

مابعد صالح  

أما الحراك الجنوبي ممثلاً بالمجلس انتقالي، فيرى رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس أحمد عمر بن فريد  أنه “برحيل صالح تنطوي صفحة أحد الطغاة مع أهمية التذكير بأن الأمن والاستقرار لن ينعم به اليمن الشمالي إلا بزوال باقي الطغاة”.

الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، نفى بيان منسوب للمجلس يعزي فيه أسرة علي عبدالله صالح ويتضمن مطالب ومواقف. وقال العولقي في منشور له على صفحتة بالفيسبوك: “يتم تداول بيان باسم المجلس الانتقالي الجنوبي على وسائل التواصل ينص على تعزية أسرة علي عبدالله صالح كما تضمن البيان عدد من المطالب والمواقف”.


وكانت وسائل إعلام جنوبية نشرت عقب مقتل صالح، بأيام بيان تعزية نسب للمجلس الانتقالي الجنوبي، وجاء في ذلك البيان المطالبة  “بحصر ثروة صالح التي جمعها من خيرات وثروات الجنوب، ومصادرة ما لا يقل عن 50 بالمائة منها وتحويلها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحويل تلك الثروة لبناء مرافق ومصالح عامة، من مستشفيات ومدارس وطرق في مختلف المناطق الجنوبية”.
وعن التباينات في مواقف المجلس الانتقالي، وبعض القيادات الجنوبية تجاه مرحلة ما بعد صالح في الجنوب، تقول الناشطة الجنوبية  الدكتوره جميلة الجناحي في حديث لـ”حضرموت21” : “أن مغادرة صالح المشهد السياسي بالتأكيد أنه سيعزز من انفصال الجنوب لأسباب متعددة يعرفها أغلبية الناس”.

وتضيف الجناحي: “أن جهل الناس بحقوقهم ساهم في تمكين قوى رجعية في التسلط على الشعب  لعقود طويلة سواء في الشمال أو الجنوب ، وأن مرحلة ما بعد صالح لا يمكن التكهن بها حتى تتضح الرؤية أكثر وأكثر في الأيام القادمة”.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى