كتاب ومقالات

صراعاً بالوكالة.. مقال لـ:فضل العيسائي

 

لستُ أدري كيف أبدأ وما أقول إلا أن واقعنا اليوم بات غرائب تمسي على الانهيار وتصبح على إعلان حياة جديدة أو ممات..والأبشع فيه أن حصر الأوطان بات لدى أشخاص أو تيارات وأحزاب أو مناطق،وكلّ منهم يرى الأفضلية له وبه يسير الكوُن..وأيضا تتبدّل الأحوال” تارة إلى  الأعلى وتارة إلى الدرك الأسفل تهوي بسرعة ضوئية.. وانفجار في التقنية وتزاحماً في التنظّير.. ملايين البشر نالت حرية التعبير وأصبحنا لاتعبير ولا حرية ولا أوطان ولا مكتسبات..هي هذه الحياة..ليس هناك شيئاً آخر..تصلُ إلى النفق المظلم بدون إرادة أو خيارات منطقية لتستطيع تحدد من خلالها رؤى وقناعة تامّة صادرة من أعماق تطلّعاتك.. تنام وتصبح إما جائعاً أو مقتولاً أو غنياً أو مسئولاً أو مواطناً تحدده قوانين البيئة والثقافة… تعمل أو لاتعمل النتائج واحدة بجرّة قلم تتبدّل الأحوال…في وطني الجنوب هناك صراعاً بالوكالة جزءً فُرض عليهم والآخر خيارات إما لثراء أو البحث عن الذات…ليس فيها شيئاً مميزاً عن غيرها لأنك ستكون في النهاية صمٌّ بكمٌ يتولى دفة القيادة وزن الذبابة ويتحول الديك إلى دجاجة.. ومفهوم غرُف الإعلام أو الثقافة أو السياسة يمرُّ على ميزان رعاة الشاة.. ولا تجدَ إلا  من رحم ربي يدرك أهمية الإنسان إلّا بعد مماته  يَحضروُن العزاء ويَرفعوُن الأصوات بالنحيب ..ويظهر  كم الزملاء والأصدقاء ..كما هي قصّة البطل العربي سيف العرب  اللواء  أحمد  سيف  اليافعي..أو  كما هي قصّة البطل الشهيد وضاح والآلاف من زملاءه…وأيضا  كما قصص الكثير من الجرحى…ويظهر في النهاية بن دغر من محافظة المهرة يُصرّحُ بكلِّ واقعيةٍ بأنّ موعدكم  صنعاء.. نعم هذه هي صراعات بالوكالة..ليس ذكاءً منه وإنما لسُوء لدينا ونَعشق التنظير  والذات وهذه  هي الثقافة.. حتى مُحدثك المواطن  ينام ويصحى وبجرّة قلم يصبح  مستشاراً لستُ أدري  أين  أنا ومن أنا… هذه كلّ الحكاية..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى