كتاب ومقالات

الإمارات وملحمة الإنتصار العظيم مقال لـــ د. محمد الزعوري

8888
Aa

 

حينما أوشك البغي على بلوغ المرام ، وبلغت القلوب الحناجر ، سير الله دول جائت تسعى بقضها وقضيضها لتنتصر للإنسانية وقيم العدل التي أوشكت على الأفول ، قيم ما برحت تتشبث بصدور الرجال ، حتى سَخّرَ الله من أطلق لها العنان فجمعت الشعث ولملمت الأشتات ودفعت بها في حربٍ ملحميةٍ لإعلاء كلمة الحق فانتصرنا وأنتصرت الإنسانية على البغي والبغاة وتجار الحروب .

هي الإمارات قائدة للمجد وعنفوان الإنتصار الكبير ، أعتلت منصات الريادة والشموخ بلا منازع ، وحسمت بالحزم قصة مغامرة غبية لمغامرٍ ساذج لم ينتبه لمآلات أفعاله الصبيانية القذرة ..

الإمارات نار ونور .. سلام لا ينكث بالعهد ، وعنف يبطش بالجبابرة .. هي امتزاج اللون بالبارود ، والنغم بفرقعات المدافع وأزيز الرصاص ، هي تلاقح قيم الإنسانية بالعطاء الخلاق ، وزمجرة الحناجر في ساحات النزال والوغى .. يوم تخلت الدنيا عن إنسانيتها قالت الإمارات : أنا لها .. أنا لها .. فدانت لها الأرض فأكرمتها بشلال أحمر قان دون مَنٍ ولا أذى .. ويوم تفرق الجمع من هول ما حاق بهم .. قالت : أنا لها أنا لها .. فمضت تشحذ الهمم بالإيمان المطلق بالإنتصار .. وما ضرها من خان أو غدر بل زادها يقيناً إن ضريبة الحق يجب أن تدفع ، فمضت ومضى خلفها الركب يطهر الأرض وينقيها من أدران البغاة بقلب مفعم بشغف المواجهة لا يقاوم .. فصدقت وصدقها الثوار فعزفوا بأناملهم سنفونية المجد في – عدن والعند وباب المندب وذباب والمخا …. وفي كل مكان حط أحفاد الفرس رحالهم فيه – فباغتهم رجالها وهم ينشدون الخير والأمن والأمان فكان لهم ما أرادوا ..

هي وحدها رسمت بفوهات البنادق جدارية الفجر المشرق ليستنير بزغب أشعته أرتال لا تنتهي تنشد الحرية والكرامة وعودة الوطن السليب .

هي الإمارات نجمة تلألأت في سماء ليلنا المجدب ليهتدي على نورها القادم من خلف الأفق البعيد كتائب تجتاح الحصون تنشد إحدى الحسنيين ، النصر أو الشهادة .

aser

وها هي بتواتر مازالت تكتب بحبر الدم قصة وفاء خالدة سيرويها المؤرخون بماء الذهب كحالة إستثنائية يشهدها تاريخنا المعاصر .

وعدتم فصدقتم الوعد ، وعزمتم فثبتم كالجبال الرواسي ومعكم شعب مقدام ليس في عرفه التقهقر والخذلان ، إنه ( شعب الجنوب الأبي ) ، وها أنتم تذرعون الأرض وتتخترقون السماء وتذوقون العدو طعم الهلاك المرير .

المجد والخلود لشهداء ملحمة الإنتصار العظيم ..

والله أكبر .. ولا نامت أعين الجبناء …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى