في مثل هذا اليوم تفجّر الفجر من صدور الأحرار،من جبال الجنوب انطلقت أكتوبر، تحمل راية الكرامة العربية، وتستمد وهجها من القاهرة الناصرية ومن صوت زعيمٍ آمن أن العروبة ليست شعارًا، بل مصيرًا مشتركًا، وأن النصر للأمة متى ما توحدت إرادتها.
لم تكن ثورتنا يتيمة، كانت جزءًا من المدّ القومي العربي الذي وحّد الحلم، وكسر قيود الاستعمار.
كان جمال عبدالناصر نبضها، وكانت كل ساحة عربية تردد صوته في قلوبها: “ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الاستعباد.”.
اليوم، ونحن نستعيد عبق أكتوبر، ندرك أن لا نجاة لنا إلا بالعودة إلى المشروع العربي القومي، إلى وحدة المصير والقرار، إلى صوت الأمة الذي حاولت شرذمة الأقليات والطغاة طمسه، ولكن هيهات…
فالتاريخ يدور، والعروبة لا تموت، ومهما تكاثرت خناجر الفُرقة والفساد، فإننا قادمون… لا محالة، قادمون بالوعي، بالإرادة، وبإيمانٍ أن الحق للأمة، وأن أكتوبر لم تكن نهاية الحكاية، بل بدايتها.






