إفتتاحية الصباحخبر رئيسي
أخر الأخبار

#افتتاحية #حضرموت21…#شبام… نبض الثورة ومسرح القرار الجنوبي

8888

سيؤن (حضرموت21)خاص

كلّ الثورات تمرّ بلحظات فارقة، تُعيد فيها الشعوب تعريف نفسها وتثبيت مسارها. وفي الجنوب، تأتي الذكرى الثانية والستون لثورة 14 أكتوبر هذا العام في ظرف بالغ الحساسية والدقة، إذ تقف حضرموت – واديها وصحراؤها وساحلها – في قلب معركة الإرادة والهوية، لتقول للعالم إن الجنوب ماضٍ نحو استعادة دولته بقرار شعبي لا لبس فيه.

ما سيحدث في شبام يوم الثلاثاء المقبل ليس مجرد احتفال بذكرى تاريخية، بل هو استفتاء شعبي جديد على مشروع وطني متجدد، يجمع بين الذاكرة الثورية القديمة والرؤية السياسية الحديثة. فالمليونية المرتقبة تحمل في جوهرها رسالة ثلاثية الأبعاد:
أولها أن الجنوب، برموزه ومشروعه، لم يعد ورقة هامشية في حسابات الداخل والخارج، بل قوة أمر واقع تصوغ التوازنات وتفرض وقائع جديدة.
ثانيها أن حضرموت لم تعد تلك المحافظة التي تُدار بقرارات فوقية من صنعاء أو من خلف الحدود، بل رقماً صعباً ومركز ثقل يكتب معادلات الحاضر والمستقبل.
وثالثها أن الجنوبيين اليوم أكثر وعياً وتنظيماً وإصراراً، وأنهم تجاوزوا مرحلة الدفاع إلى مرحلة فرض الإرادة.

إن مليونية شبام تمثل نقطة التقاء بين الثورة والهوية والدولة. فحين يزحف الآلاف من مختلف مديريات حضرموت نحو قلب التاريخ، فإنهم لا يذهبون فقط لإحياء ذكرى أكتوبر، بل لإرسال رسالة واضحة: حضرموت لن تُدار بعد اليوم بمنطق الغنيمة أو الهيمنة، ولن تُختطف ثرواتها ولا قرارها تحت أي لافتة. هذه الأرض التي أنجبت الثوار وصنعت المجد قادرة اليوم على صياغة مشروع الدولة من جديد.

ولعلّ أخطر ما يقلق خصوم الجنوب في هذه اللحظة ليس حجم الحشد المنتظر فحسب، بل ما يعكسه من وحدة صف جنوبي وحضرموتي عصيّة على الاختراق. فكل المؤشرات تؤكد أن الفعالية ستكون أكبر من حدث جماهيري، وستتحول إلى منصة سياسية تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها: إرادة الجنوب أقوى من مشاريع الوصاية، وأصوات حضرموت أعلى من كل محاولات التهميش.

من هنا، فإن الحضور يوم الثلاثاء ليس مجرد واجب وطني، بل فعل تأسيسي في معركة تقرير المصير. فالحشود التي ستملأ شوارع شبام هي نفسها التي ستصنع القرار وتفرض المعادلة، وهي التي ستضع حداً لعقود من النهب والتهميش وتفتح باباً واسعاً لعهد جديد من السيادة والعدالة.

في 14 أكتوبر، لن يكون الجنوب في موقف الاحتفاء فقط، بل في لحظة إعلان واضحة: نحن هنا، نقرر مصيرنا بأصواتنا، ونرسم ملامح دولتنا بإرادتنا. وشبام… هي الميدان الذي سيكتب فيه التاريخ فصلاً جديداً من حكاية الحرية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

اعلانات داخل المقاله
زر الذهاب إلى الأعلى