يمضي المجلس الانتقالي الجنوبي بخطى واثقة نحو ترسيخ حضوره كقوة سياسية وعسكرية لها مشروع واضح وامتداد شعبي، لا مجرد كيان عابر في لحظة صراع، ففي الوقت الذي راهن فيه كثيرون على إضعافه، نجح الانتقالي في تثبيت أقدامه، لا فقط على الأرض، بل في الوعي السياسي الإقليمي والدولي.
اليوم، بنقل المعركة إلى حدود الدولتين، يكون الانتقالي قد وضع النقاش في موضعه الصحيح السيادة، الحدود، وهوية الأرض، وهو ما أجبر خصومه، وإن على مضض، على إعادة حساباتهم والبحث عن تفاهمات، بعدما أدركوا أن تجاوز الانتقالي لم يعد ممكنا.
التقارب مع المقاومة الوطنية لم يكن وليد أزمة، بل رؤية مدروسة تؤمن بضرورة التفاهم مع شركاء السلاح والميدان، طالما أن ذلك لا يتقاطع مع ثوابت القضية الجنوبية، هذه الخطوة عكست قدرة الانتقالي على الفصل بين التكتيك والتحالفات، وبين الثوابت الوطنية التي لا مساومة فيها.
سياسة المجلس لا تقاس بالصخب الإعلامي، بل بفاعليتها على الأرض، وهو ما يتجلى اليوم في تماسك مؤسساته، حضوره الشعبي، وانضباطه السياسي رغم كل الاستفزازات.
المرحلة القادمة ليست فقط اختبارا للانتقالي، بل لمنظومة العمل السياسي في الجنوب كله، ومن يملك المشروع والإرادة هو من يصنع الفارق.
https://www.facebook.com/share/p/19u6oYNBoM/