تقارير

تقرير خاص :  مأساة النزوح في تعز… تجريف جغرافي بنفس طائفي

8888

تعز (حضرموت21) خاص 

  يتواصل مسلسل التدهور الأمني في تعز، موقعاً خسائر بشرية ومادية من حين لأخر، ساهمت بالمحصلة في تعقد مشاهد الحياة بين المواطنين لا سيما المحاصرين في مناطق محاطة بالعمليات العسكرية ضد الانقلابين الحوثيين والموالين لهم.

مشاهد كثيرة ترصد الحالة الصعبة لمئات المواطنين في أرجاء عديدة من تعز وفي مقدمتهم النازحون الذين ما زالوا متمسكين بأهداب الحياة ويتجرعون القسم الأكبر من المعاناة الصعبة التي يعيشونها في ظل تقاطعات الحال الأمنية وتأثيرها على أوضاعهم المعيشية والصحية في آن.

غالبية الناس باختلاف مشاربهم باتت تواجه مشكلات جمة جراء الحرب التي لم تستثني نيرانها أحد، النساء والرجال والأطفال، ما ضاعف من أعداد الأسر النازحة هرباً من الموت والمصير المحفوف بالخطر إذا ما قرروا البقاء في البيوت تحت القصف.

أوضاع صعبة

أصبح النازحون يعيشون أوضاع إنسانية صعبة, ويتجرعون مرارة العيش وقسوة النزوح في ظل شحة المواد الغذائية والخدمات الصحية, سيما مع استمرار الحصار التي تفرضه المليشيا الانقلابية على بعض مداخل ومناطق مدنية تعز , وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم… وعلى وقع هذه المأساة، أجرينا حديثا مع الحجه فاطمة من سكان قرية تبيشعة التابعة لمديرية جبل حبشي، والواقعة غربي مدينة تعز وجدناها تحكي بمرارة قصة النزوح وعلى وجهها ترتسم تجاعيد تختزل ألم المعاناة تقول “كنا صابرين في بيوتنا وعندما جاء الحوثيين قالوا لنا يالله اخرجوا وهددونا بالسلاح , حمدنا الله وخرجنا , أمرنا لله”.

وتضيف : “معي بنات ولا معانا أحد وزوجي فيه جلطة وقد طلقني من سنيين, كنا مستورين الحال في بيتنا لما جاءوا الحوثه خرجونا الله لا وفقهم , الآن من شنديلنا اللي نشتي, يعلم الله ما نحتاج خليها على الله .. خليها على الله”.

لا شغل ولا أمن ولا شيء

أحد الباحثين عن حياة من سكان قرية تبيشعة أيضاً يقول: أثناء خروجنا من القرية سمعنا ضجه وتابكي وتم توفير بعض الأشياء لنا, لكن الآن هناك إهمال وتجاهل فنحن نعيش وضع لا يحسد عليه, بعد ما كنا في بيوتنا ونأكل من الزراعة, أما هنا لا شغل ولا أمن ولا شيء,

يضيف : الله ينتقم من الحوثي وأعوانهم الذين خرجونا من قرانا وشردونا في كل مكان.

القرية غادرها قسراً أكثر من ٢٥٠ عائل برفقة أسرهم من أصل ١٥٠٠ مدنياً تقريباً، وذلك قبل وعقب أن تعرضت منازلهم للقصف العشوائي بالقذائف والرشاشات، هكذا ألقت الحرب بثقلها عليهم بعد أن كوتهم نيران القصف وجرعتهم مرارة الحصار,وهاهي تذيقهم ألم النزوح والتهجير عنوة، وعن فصولها يحكي عنه عبد السلام الحبشي، مسؤول إستقبال النازحين في مدرسة اليرموك، مؤكداً على أن “عدد الأسر التي وصلت إلينا من قرية تبيشعة وماجورها من بلاد الوافي حوالي 447 أسرة كدفعة ثانية, إضافة إلى أسر كثيرة ذهبت إلى البحث عن سكن في مدنية تعز, وبعضها ذهبت إلى محافظات أخرى، وحتى يومنا هذا ما يزال الضرر يتعاظم دون تقديم مساعدات خدمية أو غيرها سوى ما تجود به بعض العطاءات الخيرية في حين رسمياً لا منقذ حقيقي أو منصف منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر”.

جريمة أخلاقية وإنسانية

وأضاف عبدالسلام: أعداد الأسر تتوالى ولا نستطيع توفير لهم الاحتجاجات الأساسية، وكل ما قدم لا يغطي احتياجات الأسر التي هجرت من منازلها بدون أي ذنب, وهذه جريمة أخلاقية وإنسانية أن تجبر الناس تحت تهديد السلاح بالخروج من منازلهم

 

دعوات لدولة الامارات و للهلال الأحمر الاماراتي

مواطنون كثر في تبيشعة ناشدوا دولة الامارات العربية المتحدة ودول التحالف العربي بالتدخل السريع وحسم المعارك في تعز نظرا لتأخر الحسم فيها وكثرة الميليشيات المسلحة وجرائم الميليشيا الحوثية التي عاثت في تعز فسادا وخراب

المواطنون ناشدوا أيضا الهلال الأحمر الاماراتي بالتدخل العاجل وتقديم المساعدات الغذائية واغاثة الكثير من الاسر التي أصبحت بلا معيل ولا مصدر دخل .

هذا وتظل تعز في أغلب مناطقها بخاصة الريفية مسرحا أمنياً شائكاً لبعض الجماعات المسلحة والنافذة، وهو الأمر الذي يثير قلقاً في أوساطهم من نتاج المرحلة الراهنة التي تخضع لها البلاد في ظل تواصل المواجهات والدوافع الرامية لاستعادة سلطة الشرعية اليمنية، وترسيخ الوضع واستقراره بشكل عام، فهل في انتظار تحقيق قوات الشرعية انتصارا محموداً لليمنيين، كما وعد مراراً الرئيس عبدربه منصور هادي!

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

اعلانات داخل المقاله
زر الذهاب إلى الأعلى