دين

تقرير خاص: عيد الأضحى بالغناء تريم .. مزيج من العبادات والعادات

8888

تريم (حضرموت21) خاص: محمد بن عبيدون

العيد يوم للسعادة والابتسامة .. العيد أيام من التراحم والتقارب.. العيد يختلف من مكان لآخر ..  وتختلف طرق الاحتفال به .. إذ يتخذ صفاتاً وألوانا متعددة .. عيد الأضحى في تريم لون آخر وفريد في طريقو لاحتفال به إذ تسبقه العديد من العادات والطقوس والتقاليد العريقة التي تحمل معها الابتسامة والفرح والذكريات التليدة .. فعيد الأضحى في مدينة تريم مزيج من التقاليد الشعبية والروحانيات الدينية ..

مطلع الحطب:

يوم السابع من ذي الحجة هو اليوم الأول لتدشين فعاليات الاحتفال بالعيد ويسمى بـ(مطلع الحطب ) أو (المداد) وهو يوم للتسلية والمرح حيث تذهب معظم العائلات والأسر بالخروج إلى أماكن للترويح عن النفس وتناول وجبة الغداء بصحبة عدة الشاي والحنظل ، وفي العصر يتجمع الشباب ويصعدون إلى الجبال مروحين عن انفسهم بتبادل الحديث وبعض الألعاب المسلية وتتواصل تلك التجمعات إلى ساعات متأخرة من الليل بسامرات جميلة. 

عيد الصغيرين:

تتواصل اجواء الفرح بقدوم العيد ففي اليوم الثامن من ذي الحجة تعلو البسمة والسعادة وجوه الأطفال ويلبسون الجميل من الثياب فقط لأنه يوم (عيد الصغيرين) كما يسمى بتريم وله العديد من التسميات في المناطق المجاورة لها خصص لإدخال الفرح والسرور على الأطفال بتوزيع قطع الحلوى والشكولاتة .

والمساء يسهر افراد الأسرة على تقشير جوز الهند ( الكزاب) وتقديم الحلوى والبسكويت في تجمع يتصدر فيه رب الأسر المشهد بسرد حكايات الاجداد ، ويطلق بعض كبار السن على هذه الليلة بليلة الحياء أحياء لتلك الليلة بالعبادة والقيام والتهيئة لتناول السحور لصيام يوم عرفة .

يوم عرفة:

منذو الصباح وصوت التكبير يعلو مساجد المدينة .. رمضان آخر في تريم .. الجميع صائم مغتنما الأجر العظيم  الوارد عن النبي الكريم في فضل صيام هذا اليوم .

في مسجد المحضار يتم قراءة المولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم كتجمع اول لأبناء المدينة في هذا اليوم حتى يأتي التجمع الثاني عصرا بساحة التعريف بحارة الرضيمة وخيلة فيما يعرف بالتعريف بغير عرفة.

الأذكار والدعاء .. الروحانية والسكنية الوعظ والإرشاد .. التعاون والتكاتف هو سيد الموقف هناك  إذ لا صوت يعلو على صوت التهليل في مشهد تكتسي في الساحة لوناً أبيضا كنقاء قلوب أبناء مدينة السلام تريم .

ويختتم المجلس المبارك بالوعظ والإرشاد من احد علماء المدينة بتذكير الناس بفضائل العيد وأيام التشريق والسنن المتعلقة بالأضحية  وكيف للمسلم أن يغتنم الأجر الكبير فيها.

 أبناء حارة الرضيمة وخيلة يجندون أنفسهم خدمة للضيوف القادمين من كافة ارجاء مدينة تريم وخارجها بإعداد وجبة الفطور وتهيئة المكان وتنظيم حركة السير .

ليلة العيد:

يكتظ  سوق مدينة تريم ليلة العديد فالكل منشغل بشراء الملابس والبعض لشراء الحلوى والآخر لشراء لحم العيد.. يستمر السوق في ضجيجه إلى ساعات متأخرة .

وفي آخر ساعات الليل تضج مآذن المدينة بالتكبير وهو إعلان لبدء إحياء تلك الليلة في المساجد بقراءة القرآن والذكر والتكبير ويتم توزيع شيء من الوجبات الخفيفة على الحاضرين حتى يطلع الفجر .

يوم العيد:

ملابس جميلة  وألوان فريدة  , الابتسامة على محيا الكبير والصغير، الكل متوجه لمصلى العيد يعلوهم صوت التكبير إظهارا لشعار العيد…

تختلف أوقات صلاة العيد وتتعدد أماكنها نظراً لتوسع مساحة المدينة إلا أن ساحة الجبانة تظل مساحة يلتقي فيها أبناء مدينة تريم لتبادل التهاني بالعيد واصطحاب الاطفال لشراء ألعاب العيد .. والبعض يذهب لزيارة المقابر ويصطحبوا البعض أطفالهم حتى يتعرف عن قرب أسرتهم ومن قد فارق الحياة من أهليهم.

سباق الهجن هو المهرجان الذي أعتاد عليه أبناء المدينة عصر يوم العيد في السنوات الاخيرة وفي ظل غياب المهرجانات والحفلات الكرنفالية التي تعطي العيد طابعاً مميزاً إلا أن البعض يفضل زيارة الأقارب للتقديم التهاني بالعيد.

أيام التشريق:

 تتواصل طيلة أيام التشريق الزيارات والعوادات  بين الأهل والأقارب والأصحاب لتقديم تهاني العيد في الصباح والمساء , وتشهد عصريات هذه الأيام الألعاب الشعبية التراثية مثل ( الشبواني , الرزيح وغيرها )  والألعاب الرياضية ومهرجانات للأطفال , وربما شهدت الثلاثة الأيام كلها  ولائم وزيارات بين الأهل والأقارب  

عواد الحاوي:
 
تتواصل وعلى مدى ثلاثة أيام بعد أيام التشريق مراسيم العيد في شكل آخر إذ يتجمع أبناء المدينة للعواد وتبادل التهنئة بالعيد  في مجالس يتجمعون فيها عند احد العلماء العلماء وذوي الوجاهة واعيان البلد بعد شروق الشمس في جلسات قصيرة تنشد فيها بعض الأناشيد الدينية السلفية ويتم تقديم مشروب القهوة , متنقلين من بيت إلى آخر على مدى ثلاثة أيام , تسمى في تريم بـ( عواد الحاوي ) والتي تتواصل في مسائها الألعاب الشعبية والرياضية , وتختتم أيام عيد الأضحى المبارك في اليوم السادس عشر من شهر ذي الحجة  .

ياعـــوّاد:

هكذا يأخذ عيد الأضحى في تريم نكهة دينية وشعبية في مزيج رائع تنفرد فيه عن غيرها من مناطق حضرموت.

تمر أيام السعادة سريعة كلمح البصر ..عن أن الذكريات هي التي تبقى لتسطر حكاية في مدونة الحياة ..سائلين الله العلي القدير أن يعيد العيد ونحن من الخير في مزيد..

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

اعلانات داخل المقاله
زر الذهاب إلى الأعلى