(حضرموت21) متابعات
تقرير / رامي الردفاني
في مشهد يعانق الإرادة الشعبية الجنوبية مع الحراك السياسي الدولي التي تشهده العاصمة الأمريكية نيويورك وهي تعد إحدى اللحظات التاريخية التي تظل راسخة في ذاكرة شريحة عريضة من أبناء الجنوب وذلك مع الدعوة الرسمية للرئيس عيدروس الزبيدي، ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهي زيارة تندرج في إطار الجهود المبذولة لإحياء القضية الجنوبية وإبراز آمالها وطموحاتها أمام العالم.
” أصداء الزيارة وأهمية موقعها في المعترك الدولي “
تعتبر زيارة الزبيدي بمثابة خطوة دبلوماسية محورية، حيث تعبّر عن سجل كفاح طويل للشعب الجنوبي ، لفتح باب النقاشات بشأن مستقبل الجنوب المجيد لقد كانت المشاركة في الجمعية العامة فرصة مثالية لتسليط الضوء على القضايا الملحة للجنوبيين الذين يرفعون شعار الاستقلال، عاقدين العزم على استعادة حقوقهم المسلوبة.
وتأتي هذه الزيارة لتكون بمثابة صدى للأصوات التي تنادي بأن الجنوب لم يعد ماكينة تسيير للحياة السياسية في المنطقة، وإنما قوة فاعلة ومؤثرة على الأرض تستحق الإعتراف باستعادة دولته التي تمثل منذ زمنا طويل أحد المقاعد المتواجدة في الأمم المتحدة.
كما ان مشاركة الرئيس الزبيدي في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون ممثلاً للشعب الجنوبي في تحقيق آمال وطموحاته حيث يسعى من خلال هذه المهمة إلى إعادة رسم ملامح القضية الجنوبية على خريطة السياسة العالمية وهي ما قطعة القيادة الجنوبية على نفسها لأبناء الشعب الجنوبي تسعى بوضوح إلى أن تكون جزءًا مؤثرًا في القرارات المصيرية وخاصة مصير السلام والحل الشامل في اليمن .
كما تمثل هذه الزيارة لرئيس الزبيدي منصة لنقل التجارب والمعاناة التي يعيشها أهل الجنوب منذ الوحدة اليمنية المشؤومة.
” لقاءات واستعراض القضايا على الساحة الدولية”
ويمثل وجود الرئيس الزبيدي في نيويورك، لأجل عقد العديد من اللقاءات مع ممثلي الدول المختلفة، حيث فيه يستعرض القضايا التي تهم الجنوب، مثل الحاجة الماسة لتعزيز السيادة الجنوبية وضمان الأمن في المنطقة من خلال دعم القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب بالإضافة إن هذه اللقاءات تمثل نوافذ جديدة أُتيحت للجنوبيين، توفر فرصةً للتواصل المباشر مع صناع القرار العالميين.
تجدر الإشارة إلى أن الاستجابة الدبلوماسية لهذه الزيارة كانت أكثر من مُنتظرة، حيث تأمل قيادة الجنوب في أن تفضي هذه اللقاءات إلى فهم أعمق من قِبَل الآخرين لمعاناتهم وأبعاد قضيتهم الجوهرية وهو استعادة الدولة الجنوبية وفعلاً، يبدو أن هناك رغبة عالمية في دعم هذه القضايا، مما يدعونا للتفاؤل بإمكانية تحقيق تقدم ملموس.
” آمال وطموحات تُبنى على أسس صلبة”
يمثل الرئيس الزبيدي طموحات الجنوبيين في تحقيق حلم دولتهم المستقلة، دولة يرفرف علمها في كل زوايا الوطن والمحافل الدولية ، وهو حيث يعيش الشعب الجنوبي في كنف الأمن والاستقرار وبيّن أن هذه الزيارة ليست سوى بداية لطريق طويل، يسعى من خلاله الجنوبيون إلى بناء قاعدة عريضة من الدعم الإقليمي والدولي، ليس فقط في الجانب السياسي، بل في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية في مجال مكافحة المخدرات والإرهاب.
وبناءً على ذلك، تُبث هذه الزيارة رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن الجنوب بحاجة إلى دعم فعال من أجل تجاوز التحديات المتعاظمة التي تواجهه وهي دعوة لمد الأيدي، وتأسيس شراكات قوية مع الشعب الجنوبي لا الإسهام في تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، في المنطقة وأيضًا تضمين قضايا الجنوب في الأجندات الدبلوماسية العالمية.
” تطلعات الشعب الجنوبي لا تنتهي”
بينما تتوجه الأنظار نحو آثار هذه الزيارة التي مني بها الرئيس الزبيدي، وذلك استمرار للجهود في تعزيز المواقف الجنوبية في كل المراحل النضالية ومن أهمها المعترك الدولي ، ويبقى معه أمل شعب الجنوب مُعلقًا على خيوط كل حركة ومبادرة دبلوماسية التي يتطلع الجميع إلى زمن يزهر فيه المستقبل، حيث يُحقق الجنوب استقلاله ويستعيد هويته في المحافل الدولية وهو إن رحلة الآف ميل نحو النماء والاستقرار قد بدأت، وما زال الطريق مفتوحًا أمام الدعم والتكاتف الجنوبي.
كما تبقى آمال الشعب الجنوبي صامدة، ترفرف كالعلم في كل زاوية في المحافل الدولية ، مرتقبة عهودًا من التغيير، وحلمًا يحتاج إلى إحياء يليق بعراقتهم وتاريخهم وذلك تجسيدا عن النضال الذي بدأ منذ زمن طويل لن يذهب سدى، فالغد بشائرُه قريبة، وجنوب يزدهر ينتظر بحضور قوي وإرادة راسخة على مستوى العالم.