(حضرموت 21)رامي الردفاني
ها هو اليوم الأربعاء 11 سبتمبر 2024م يصادف الذكرى الستون لتأسيس تلفزيون عدن الذي يمثل ثالث محطة تلفزيونية في الوطن العربي والأول بدول الجزيرة والخليج.
كما يمثل تلفزيون عدن أكثر من مجرد شاشة تعرض محتوى ترفيهي أو إخباري؛ بل هو صوت وهوية شعب الجنوب .
“تلفزيون عدن ستون عامًا من الذكريات والأمل”
تأسس تلفزيون عدن قبل ستين عامًا، وهو اليوم يجسد جزءًا حيويًا من التاريخ والثقافة الجنوبية لقد شهد التلفزيون على مدار هذه السنوات لحظات من الفرح والحزن، وظهر كمصدر رئيسي للمعلومات والترفية كان أيضًا شاهدًا على الأحداث التاريخية التي مر بها الجنوب، مما أضاف إلى قيمته في نقل الذاكرة الجماعية وترسيخ الهوية.
كما يحتفظ أبناء الجنوب في ذاكرتهم بعدد لا يحصى من البرامج والعروض التي ساهمت في تشكيل ثقافاتهم وتوحيد مشاعرهم الخدمات الإخبارية، والبرامج الحوارية، والدراما التلفزيونية التي بثت على شاشته كانت تعكس تطلعاتهم وآمالهم وطموحاتهم بالاضافة كان تلفزيون عدن في تلك الأوقات منبرًا يعبر عن الحقوق والمشاعر الجنوبية.
” نشر الوعي معلومات دقيقة حول القضايا الجنوبية”
عند الحديث عن قضايا الجنوب، يحتاج المواطنون إلى مصدر موثوق للمعلومات لقد لعب تلفزيون عدن، في فترات ازدهاره، دورًا حيويًا في نشر الحقائق حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال تحديثات حصرية وتقارير ميدانية، ساهم التلفزيون في بناء وعي جماهيري يدعم القضية الجنوبية، مما جعله ركيزة أساسية في حركة التغيير.
” تعزيز الهوية والانتماء الجنوبي”
حيث يمثل تلفزيون عدن ليس مجرد وسيلة إعلامية، بل هو جزء من هوية أبناء الجنوب وذلك خلال برامجة التي تعكس ثقافاتهم وتاريخهم وتجاربهم، تمكن التلفزيون في السابق من تعزيز الانتماء الوطني لدى سكان الجنوب، مما ساعدهم على الشعور بالفخر بتراثهم الغني بالفنون والموسيقى والأدب المحلي التي عرضت على القناة ساهمت في توحيد المشاعر وتعزيز الثقافة الجنوبية.
–
“دعم الحوارات الوطنية”
كما كانت في الماضي شاشة تلفزيون عدن، لها دائرة النقاش حول القضية الجنوبية بشكل كبير. في الأوقات التي كانت فيها القناة مفتوحة، كانت الفرصة متاحة للمسؤولين والخبراء والمواطنين للظهور ومناقشة القضايا المطروحة، مما ساهم في إشراك صوت الشعب في عملية صناعة القرار وكانت الحوارات على شاشة التلفزيون وسيلة لجمع الآراء وتطوير استراتيجيات موحدة لمواجهة التحديات.
” التأكيد على ضرورة استعادة الحقوق”
يعكس دور تلفزيون عدن أيضًا سعي أبناء الجنوب لاستعادة حقوقهم من خلال التواصل مع الجمهور وعرض قضاياهم على نطاق واسع، كانت القناة صوتًا قويًا يدعو إلى العدالة والمساواة. تم توفير تغطية شاملة للأحداث والمناسبات التي تعكس النضال من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية.
” آثار الإغلاق وأهمية إعادة فتح القناة”
ومع ذلك، تم إغلاق القناة بشكل مؤقت بسبب الحرب التي شنتها جماعة الحوثي على عدن في عام 2015، مما أثر بشكل كبير على الهوية الإعلامية الجنوبية ومما أدت هذه الحرب إلى انقطاع التواصل وتراجع الصوت الجنوبي في الساحة الإعلامية، مما جلب تحديات متعددة، سواء على صعيد الهوية أو الحقوق .. وبرغم تلك التحديات، هناك جهود مستمرة من القيادة في المجلس الانتقالي، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، عادة قناة تلفزيون عدن و تعمل هذه الجهود على تهيئة الأرضية لاستئناف البث، مما سيمكن القناة من استعادة دورها كمنبر يعبر عن آمال وطموحات أبناء الجنوب وإن فتح القناة من العاصمة عدن بأسرع وقت يعد ضرورة ملحة في دعوات شعبية واوساط إعلامية وذلك مشددين بسرعة فتحها لكونها اهم صرح إعلامي وكذلك لتعزيز الإعلام الجنوبي، بل أيضًا لاسترجاع الهوية الثقافية والسياسية للجنوبيين.