كتاب ومقالات

الحوار الجنوبي والنخب الشمالية.. #مقال لـ ” صالح علي الدويل باراس”

8888
Aa

من له ولاء للجنوب سواء من التئموا للحوار او من تخلفوا لا يهمه كيف ينظر له اليمنيون فالجنوب ليس جزء من اختلافهم السياسي وخلافهم المذهبي الذي سيقبلون ويتجرعون مرارته وتباين رؤى الجنوبيون دلالة نخب حية لا تسير على مقولتهم ب”ما قاله الامام عليه التمام” بل ينظّم اندماجهم القول العربي:

اذا اختلفت يوما وسالت دماؤها
تذكّرت القربى فسالت دموعها

وما قال قائل منهم في كل منعطفات صراعهم:
:ولنا اخوة كرام بفارس”
واشدهم خروجا عن الاندماج الجنوبي نخب مازلت مصابة بلوثة احزاب اليمننة.

مع انطلاق دورة الحوار الجنوبي انطلقت “بقبقة اعلام اليمننة” ومتفيقهو تحليلاتها: ان الانتقالي عصابة يحلمون بالسيطرة على الجنوب!! ان احرار اليمن سيكونون لهم مواقف اخرى!!.. الخ ، وما تساءلوا.. هل ابقى الحوثي لهم احرارا ؟ اين هم !!؟ او على قول اهل مكة :

“تجعرمتهم الدابه”!!!؟

سخرية الفشل وادعاء منطقية تحليل المشهد الجنوبي تتجلى بسذاجة في عجز تحليلاتهم باستلهام مشاكلهم طيلة عقود فافاقوا واذا “الرسي الجديد” يردد صرخته ففرقهم “ايدي سبا”!! بل ما اتفقوا عمليا-وهم يدّعون محاربته على من يدير طربال “الحوبان” فما زال يتصارع عليه الاخوان وال عفاش ومع ذلك يصطرخون جنوبا”ببروباغندا” موجهة تلفيقية تتفيقه بفقه سياسي وتحليلي تشغل نفسها بما تشهده الساحة الجنوبية وبان الجنوبيين لا يمكن ان يتفقوا لان اللون المناطقي يطغى على عملهم الوطني ويصيبهم “العمش” التحليلي عن اللون الطائفي الضارب في تاريخهم والمهيمن على حاضرهم!! ويتهيئون بان الاقليم والعالم لن يقبل قيام دولة جنوبية مهما تحاور الجنوبيون…الخ.

aser

لو لديهم قدرة على قراءة الجنوب منذ بداية الوحدة او منذ انطلاق الحراك السلمي لحجموه بالحوار وحدّوا من خطورته على مصالحهم لكنهم قرأوه تحليليا كما يتمنون له وليس بما يحمله من مضامين ، وامنيا بامكانية ترويضه بالمال او بالمعتقلات او تنصيب شخصيات بموصفاتهم او بالتضليل والحصار الاعلامي وباللعب على تناقضات سلبات تجربته الشمولية التي مازالت نخب جنوبية اسيرة لها او بقراءته عبر وسائل التواصل الشعبية بهذه العقلية النخبوبة/ النهبوية انهزموا عسكريا وسياسيا في مواجهة الحوثي الا من “بقبقة” اعلامية مهما اتهموا الرئيس “منصور ” بانه ابرز اسباب شرذمتهم فصار الحوثي سلطة امر واقع شمالا ، اما جنوبا فصارت القوات الجنوبية امرا واقعا وظلوا يكذبون ويلفقون التاريخ ازاء الجنوب.

سوقوا ان الحوثي انقلابي لن يعترف به الاقليم والعالم فتداعى تحليلهم بما ظلوا يحملونه به من قرارات دولية ومرجعيات اقليمية !! ويرددون الان انه محمي ببريطانيا وامريكا!! وبعد خيبتهم العسكرية والسياسية تعامل معه العالم والاقليم بل ان اكبر دولة في التحالف تفاوضه رغما عن انوفهم وستحل مشكلتها معه وتشرعنه.

ولتحبيط الجنوبيين من اهمية حوارهم يسوقون ان العالم لن يقبل تقسيم البلاد ولا باقامة دولة للجنوبيين والعالم يفهم ان اليمن السياسي الحالي مقسم تاريخيا الا من وحدة سياسية عام 90 فشلت في خلق اندماج وطني بين شعبي دولتيها فاداروا الجنوب بالاستعمار والتكفير والارهاب.

الخلاصة اليوم ان الحوثي فرض امر واقع بمؤسسات الدولة اليمنية وتحدى قرارات المجتمع الدولي ولم يكن امام الانتقالي الا انقلاب ناعم بقفازات الشرعية يقيه من مواجهة القرارات الدولية والبند السابع وعقوباته ومن مواجهة النمطية الدبلوماسية للتحالف مع “مسمى الوحدة” فقبول الشراكة مع محتل انقلاب ناعم لفرض امر واقع جنوبي باسمها ويترك “للمنظومة السياسية اليمنية” زاوية في “معاشيق تتزمّل فيها بوحدتها”!!!.

القوات الجنوبية فرضت امرا واقعا في الجنوب يواجه الامر الواقع للحوثي شمالا وهذا بحد ذاته التطبيق العملي للخطاب غير الواقعي الذي توصم به التحليلات اليمنية خطاب الانتقالي!!!!!.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى