ملفات وتحقيقات

“تقرير” الأدوية المهربة… تخطف حياة المواطنيين و55٪ منها منتشر في الصيدليات وتباع للمواطنيين

(حضرموت 21) تقرير “كيان شجون”

 

تتوالى الأزمات والمعاناة التي اكهلت عاتق المواطنيين في اليمن جراء الحراب الدائرة منذ سبع سنوات، يكتشف المواطن كل يوم أزمة جديدة وخطرا جديدا يؤرق حياته ويهدده بالموت.

 

الأدوية المهربة والفاسدة خطفت حياة الكثير من المرضى كونها تباع في الصيدليات والمستشفيات دون حسيب أو رقيب، كان آخر من خطفت حياتهم أطفال مرضى سرطان الدم في مستشفى الكويت بصنعاء، والذين كانوا قد تحسنت حالتهم الصحية وبدأوا بالتعافي إلا أن جرعة دواء فاسدة أنهت حياتهم وهم في عمر الزهور.

 

اتهامات طالت جماعة الحوثي بأنها شريك في هذه الحادثة المأسوية كونهم شريك في تهريب الأدوية المزورة والفاسدة والذي انتشرت مؤخرا بشكل كبير في صنعاء.

 

ليست صنعاء فحسب من تعاني من انتشار الأدوية المهربة في جميع المحافظات تعاني وتنتشر فيها الأدوية بشكل كبير نتيجة إغلاق شركات الأدوية العالمية بسبب الحرب.

 

وما بين غياب الرقابة وطمع تجار الأدوية يدفع المواطن حياته ثمن لذلك. 

 

 

 

 

 

* * أسباب التهريب

 

أسباب عديدة لتهريب الأدوية حيث أوضح مدير إدارة الصيدلة بمكتب الصحة بعدن الدكتور مروان الشرجبي في حديثه “لعدن لنج ” أن انتشار الأدوية تختلف من منطقة إلى أخرى لعدة أسباب منها ضعف أو قوة الأجهزة الرقابية في مكاتب الصحة وقيامها بعملها بالنزول المستمر ومصادرة الأدوية المخالفة وإتلافها وعمل غرامات مالية رادعة وتوجيه تحذير بعدم تكرار الشراء من المهربين أو سيتم إغلاق وسحب ترخيص المنشأة الطبية، بالإضافة إلى ضعف أو نشاط الأجهزة الرقابية للهيئة العليا للأدوية على المنافذ البرية والبحرية والجوية بضبط شحنات الأدوية المخالفة وعدم إطلاق سراحها بعد ذلك نتيجة فساد داخلي أو توجيهات من جهات نافذة وفاسدة بإخراجها.

 

وأضاف الدكتور مروان من أسباب انتشار الأدوية المهربة أيضا وجود تقصير في أداء بعض أفراد الأجهزة الأمنية الضبطية على المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودخول كثير من الأدوية المخالفة والمزورة عبر البحر وعبر القوارب الصغيرة للمهربين عبر رأس العارة أو على امتداد الساحل وثم توزيعها بالسوق عبر مهربين معروفين، وكدا صعوبة الرقابة على طول الساحل وملاحقة المهربين.

 

 

 

 

 

* * دور الرقابة

 

وعن دور إدارة الرقابة والتفتيش الطبي بمكتب الصحة أشار الدكتور الشرجبي أن إدارة الرقابة والتفتيش الطبي وهي المسؤولة عن الضبطية في السوق حيث كان عملها موقفا من قبل القيادات السابقة بمكتب الصحة بعدن، وأتمنى من القيادة الجديدة بمكتب الصحة بتفعيل إدارة الرقابة بقيادة الدكتور فؤاد ناصر اليافعي.

 

وتابع حديثه بالقول هناك أدوية مخالفة ومزورة كثيرة يتم تهريبها وقد تجاوزت نسبتها 55 %، كما أن هناك أدوية أخرى رديئة الجودة والفعالية أو فاقدة الفعالية الموجودة بالسوق الدوائي حاليا ويصدر بحقها باستمرار تحذيرات وتعميمات من التيقظ الدوائي فإنها تتجاوز 65 %- 70 %. ولكن مع الأسف لا يتم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد أي مهرب أو صيدليات تقوم بشراء الأدوية المهربة.

 

ومن هذه الأدوية المهربة والرديئة سول بامول (حبوب فوار) وهو خافض للحرارة ولعلاج الصداع ودخل رسمي عبر الهيئة العليا ومكتب الصحة ويباع حاليا بالصيدليات وغيرها الكثير من أصناف الأدوية التي تباع للمواطن، وممكن يسبب التسمم أو الموت مثلما حدث في مستشفى الكويت بقسم أورام الأطفال بصنعاء من موت 18 طفلا بدواء ميثوتريكسيت حقن مهرب ومزور لشركة هندية celon وإعادة استخدامه مرة أخرى بمستشفى الأورام بسيئين وإسعاف حالتي طفلين للعناية المركزة.

 

 

 

 

 

* * تقصير شديد

 

بالنسبة عن التحذيرات من استخدام الأدوية المهربة والمزورة والرديئة قال مدير إدارة الصيدلة بمكتب الصحة بعدن الدكتور مروان الشرجبي أن هناك تقصيرا شديدا في نشر التعميمات والتحذيرات الصادرة من التيقظ الدوائي بخطورة كثير من الأدوية ووجوب سحبها من رفوف الصيدليات لخطورتها ومخالفتها للمواصفات الطبية وإتلافها، والهيئة العليا للأدوية ومكتب الصحة بعدن لا يصدرون أي تحذير أو تنبيه ولا توجد أي رسائل توعوية، بخطورة هذه الأدوية.

 

 

 

* * كشف الأدوية المهربة

 

واختتم الدكتور مروان الشرجبي حديثه “لعدن لنج” بالقول هناك طرق عديدة يمكن من خلالها كشف الأدوية المهربة والرديئة ومن هذه الطرق عدم وجود ختم الوكيل الرسمي على الباكت، وكدا تغير شكل العبوة عن الدواء الأصلي، واهتراء شكل الباكت الخارجي أو تغير لونه وفي بعض الأدوية لا يوجد بها تاريخ انتهاء، وأيضا خبرة الصيدلاني ومعرفته بالأدوية.

 

 

 

 

 

* * غضب واستياء واسع

 

عدد من الصيادلة في مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن غضبهم واستيائهم مما حدث في صنعاء بعد وفاة الأطفال من مرضى اللوكيميا (سرطان الدم) بمستشفى الكويت حيث قالوا إن موضوع تهريب الأدوية كبير جدا، وأن هناك خللا في المنظومة الصحية في اليمن ككل ولا يقتصر على محافظة دون أخرى، كون هناك مرضى تموت يوميا بسبب الأدوية المزورة ويجب إنقاذهم.

 

وأوضح الصيادلة أنه يوجد أدوية مهمة ومنقذة للحياة ولا يوجد لها وكلاء في اليمن وتدخل عبر التهريب ويجب توفيرها من قبل وزارة الصحة.

 

 

 

 

 

* * مطالبات بمحاسبة المهربين

 

وطالبت مجموعة الصيادلة في حملتها # الأدوية_المزورة وزارة الصحة وهيئة الأدوية بمحاسبة العصابات المُنظمة التي تتفنن في تزوير الدواء ويجب ضبطها وتجفيف منابعها، ومحاسبة الصيدليات التي تشجع المزورين وإغلاقها.

 

 

 

 

 

* * شركات عالمية

 

وأشار الصيادلة أن هناك 95 % من صيدليات اليمن فيها أدوية مهربة، وأكثر الأدوية التي يتم تهريبها لليمن هي أدوية الشركات العالمية والتي سبق أن غادرت البلد بسبب الحروب الحاصلة حاليا، محذرة الصيادلة من دخول كميات مزورة من صنف ديرمافيت Dermavate يتم تسويقه على أنه ديرموفيت Dermovate الأصلي والتابع للشركة الإنجليزية GSK، وهو في الأساس مخبوز في معمل هندي اسمه kbm.

 

 

 

 

 

* * ضلوع جماعة الحوثي

 

مجموعة من الصيادلة والأطباء في اليمن حملوا جماعة الحوثي ووزارة الصحة في صنعاء المسؤولية الكاملة جراء ما حدث في مستشفى الكويت ووفاة أكثر من 18 طفلا نتيجة استخدام أدوية مزورة تستخدم في علاج سرطان الدم.

 

كما كشفت تقارير محلية عن ضلوع قيادات من جماعة الحوثي في العمل مع شركات تهريب الأدوية والتي تبيعها للمستشفيات والصيدليات وخاصة في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها.

 

منظمات حقوقية محلية، منها منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأميركي للعدالة ومنظمة جسور، دعت إلى فتح تحقيق دولي في وفاة الأطفال في مستشفى الكويت بصنعاء بعد إعطائهم أدوية فاسدة.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى