كتاب ومقالات

الإحتفال بيوم اعلان فك الارتباط .. #مقال لـ ” صالح فرج “

8888
Aa
صالح فرج

يوم 22مايو 1990م يعتبر صناعة جنوبية خالصة، انطلقت من أحلام القومية العربية لاستعادة الأمة هيلمانها وقوتها وعزتها..

ولكنها انصدمت بقوى جاهلة كانت تتسلط وتتسيد على القرار ..

عفاش وزبانيته هم من يتبنى دوما الدعوة بل التعصب للاحتفال بما يسموها وحدة تم وأدها في مهدها والقضاء عليها عام 1994م باجتياح الجنوب واستباحته ..

المؤتمر والاصلاح بقيادة عفاش وشيوخ الدين المتعصبين للتكفير والتشدد الديني هم من وأد يوم 22مايو في مهده..

فقد دون مؤسس حزب الإصلاح في مذكراته.. ان وجود الحزب كان للتصدي لما تم الاتفاق عليه ضمن اتفاقيات الوحدة، وقد تصدى الحزب لكل مايمت للوحدة آنذاك، بالفتوى الدينية كونها ذات تأثير سحري، ومن خلال القوة والتحالف مع العائدين من افغانستان، وهو ما أكده مرارا طارق الفضلي من خلال مقابلات عدة تحدث فيها عن الأمر ..

تصدى الاصلاح لدستور الوحدة ورفض الاستفتاء عليه منذ عشية توقيع الاتفاق ..

aser

تعرض القادة والسياسيين الذين انتقلوا من الجنوب الى صنعاء بحسن نية، الى التعزير والمطاردة والاستخفاف بهم، حتى وصل الامر للقتل والارهاب، وهناك مقولة مشورة للهالك عفاش وهو رئيس الدولة بأن مايحدث هو مجرد ثأر بين الجنوبيين تتم تصفيته بينهم البين، متناسيا دوره كرئيس دولة مهمته حماية النظام والقانون وترأس آنذاك مجلس القضاء الأعلى، كما انه قال قولته الشهيرة لو كان قاتل القادة الجنوبيين بباب الرئاسة لتركته..

وقّع الفرقاء في الأردن على اتفاقية ”العهد والاتفاق“ التي كانت عبارة عن صفارة انطلاق الحرب المعلنة رسميا ضد يوم 22مايو 1990م وانجازاته الجنوبية وانزلقت الأوضاع الى دهاليز يوم 7 يوليو الأسود، وانطلاق عهد مشوّه للنهب والسرقة والتسلط والاستحواذ، وفرض واقع القوة، والتلويح بالدم.. فللشيخ الأحمر وكل قيادات تلك المرحلة أقوال مختلفة ومشهورة ليس أقلها تعميد الوحدة الطوعية بالدم..

تصدى الجنوب وأهله ببسالة لمحاولات الانحلال التي تمت من قبل رموز نظام صنعاء، وتنصلهم لاتفاقيات الوحدة المبرمة والموقعة يوم 22مايو، ووثيقة العهد والاتفاق، واستماتوا في محاولات مستمرة لاحياء ذلك اليوم، لكن حائط الصد بالقوة العسكرية والترهيب والارهاب وإطلاق النعوت القذرة تجاه كل من يطالب بعودة القطار إلى سكّته كانت شديدة جداً، وقيل عن الجنوب وشعبه :
”الانفصالي والمرتد وبقايا الهنود والأحباش…… الخ“ من النعوت التي تنتقص من آدميتهم وتحط من قدرهم وبالتالي الاعتقاد بالحط من عزيمتهم، لكنهم فشلوا، وازداد الجنوب وأهله عنفوانا ..

اما اليوم وقد بلغ السيل الزبى لدى غالبية أهل الجنوب، وهم متسلحين بالعزيمة والإصرار، وامتلكوا قوة الإرادة، فقد تصدوا لنظام عفاش والإخوان مجتمعين وهم في اعتى قوتهم، ويمتلكون السلطة والنفوذ ومعسكرات الأمن العام والقومي والمركزي والسياسي… الخ من المسميات التي أقيمت خصيصا لقمعهم، وتبنت التعزير والتنكيل بهم وأفشلوها.

وفي محاولاته المستميتة لاستعادة السلطة والسيطرة، تحالف عفاش ‏مع الحوثيون، وكونوا اقوى قوة شمالية مسلحة ضد الجنوبيين، فتمت هزيمتهم وكانت نكراء في الجنوب لان من تصدوا لهم كانوا عزل الا من أسلحة شخصية وكانت قليلة جداً .

حارب الاخوان وبقايا عفاش في سلطة الشرعية الجنوب بكل الوسائل القذرة، من حرب خدمات إلى فقدان أمن وزعزعة استقرار، منذ سنوات سيطرتهم بهدف إخضاع الجنوب وشعبه وفشلوا أيضاً، وانهزموا.

مايحدث اليوم هي عملية نقل للسلطة، لتؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة مع الجنوب، مع ضرورة احترام ارادته والتحالف معه فقط للتصدي للمشروع الحوثي الايراني.. فأحلام السيطرة والضم والالحاق قد ولت، وانحسرت، وإنتهى زمن التسلط والقهر بفرض القوة.

قد يتبقى بين الشعبين شئ من الود والمشاعر فلنحافظ على الوشائج، ونؤسس لغد قد يأتي من خلال الاجيال القادمة لعل وعسى ..
أما جيل اليوم فلا توجد أي قوة على سطح الأرض تستطيع أن تثنيه عن الوصول ليوم فك الارتباط مهما كانت …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى