انفوجرافيك

افتتاحية #حضرموت21.. راقصات الملاهي الليلية

8888
Aa

عدن (حضرموت21) خاص فريق التحرير


تبدو المصيبة في أن اختيار المسؤولين في القطاعات الحكومية في هذا البلد لاتتم وفق معايير الكفاءة والخبرة المتراكمة وإنما على طريقة راقصات الملاهي الليلة، فمن يهز البطن والمؤخرة ويجيد التلاعب بعقل المواطن ويتاجر بمتطلباته الأساسية التي -بالكاد- تبقيه على قيد الحياة فهو المناسب لتلك المهمة والمسؤولية.


إغراءات، قدود متمايلة، بارونات مال، قمار، سجائر، دخان يتصاعد من أقصى الصالة، موسيقى صاخبة، أصوات نشاز، وفي خضم تلك اللحظة العامرة والمكثفة يتحول أكلة المال العام وبارونات النهب والمضاربة والمقامرين بالأوطان إلى قديسين ورهبان، وبالفعل فالأمر لا يحتاج إلى جهد وفير وإلا فما وظيفة الآلة الإعلامية المدججة بترسانة المال سوى تلميع مموليها سواء في اسطنبول أو الدوحة وحتى الضاحية…


لا يتطلب الأمر تفكيرا عميقا لنعرف كيف تفكر العصابات، وكيف تحكم، وكيف تدير الشأن العام والخاص، فالعفاشية وقرينتها الاخوانية أصبحت ايديولوجيا راسخة ومتمكنة كما الفاشية في ثلاثينات القرن المنصرم في أوروبا، فالدخان المتصاعد لايدل سوى على الحريق، ودولة هجينة قائمة على المزج بين عصبية القبيلة و عصبية الطائفة لا يمكن لها أن تترعرع إلا في حضن الفساد خصوصا بعد تدمير ماتم انجازه في دولة الاستقلال في الجنوب باستخدام عمامة الزنداني و حوافر رجال القبائل الحفاة القادمين من أدغال التاريخ وجبال دولة الإمام.


التاريخ يعيد نفسه ويدور في دوامة مغلقة كما يعتقد ابن خلدون ويبدو أن الدوامة التي أدخلت البلاد في متاهة الفساد والعصابات المتناسلة بدأت منذ حرب العام 1994 عندما تحالف رجل الكهف مع القبيلي والعسكري للانقضاض على مؤسسات الدولة في الجنوب، لتبدأ بعدها حرب الذئاب البرية المنفردة والمتكتلة آكلة اللحوم.

aser

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى