تقاريرتقارير وتحقيقاتخبر رئيسي

#تقرير_خاص:حيث #سلطات_حزب_الإصلاح: المدنيين على الهامش! (فيديو)

8888
Aa


مأرب (حضرموت21) خاص


في مشهد يعتصر له القلب، تظهر امرأة مُسنة من أحد مخيمات النازحين في صحراء مأرب الحارقة شاكية المآل القاسي الذي انتهت هي وعائلتها وآخرون إليه، تتحدث كيف شردتهم المليشيات الحوثية من منازلهم وجعلتهم يفترشون الرمال ويلتحفون السماء، لكن ما يؤسف أكثر هو ندبها القاسي لحظها العاثر الذي رماها إلى نطاق مليشيا أخرى سامتها العذاب وأضاعت حقها في استرداد موطنها من سطوة الحوثيين.

وفي الواقع تعبر المرأة تلك عن مئات الآلاف من المواطنين المشردين في محافظة مأرب وكذا المحاصرين في كيلومترات قليلة داخل مدينة تعز، والذين يعيشون في ظل حكم سلطة واحدة تتقاطع بالمنشأ وتتفق بالفشل والخذلان.

في مأرب يكتفي سلطان العرادة بالاستيلاء على إيرادات المحافظة النفطية وتجييرها لصالح استثماراته الخارجية وجيوب مريديه من حزب الإصلاح، والحال ذاته في تعز مع فارق أن الحزب هو من يدير المدينة ويمتصها، كما أن هذا ينسحب بحذافيره أيضًا على محافظة شبوة النفطية.

بمراجعة أداء ثالوث الفساد والخيانة خلال السنوات القليلة الماضية حتما سنصل إلى نتيجة واحدة مفادها:
إثراء اقتصادي سريع واحتكار للسلطات والمناصب وإقصاء للكوادر القادمة من خارج أخويات الولاء والبراء، سجون سرية وانفلات أمني وتأسيس جيش قوي لكنه حزبي ولا شأن له بأي حال في معارك الحكومة الشرعية ضد الانقلابيين.

ليس ثمة حاجة للتقصي والبحث كي يتم إدارك حقيقة وجود المواطنين والنازحين في هامش اهتمام سلطات حزب الإصلاح جناح تنظيم الإخوان المسلمين في المناطق والمدن الخاضعة لسيطرته.

على مد البصر تمتد مخيمات النازحين في صحراء مأرب الفقيرة للخدمات الغنية بالنفط، السلطات هناك لم تكتف بخذلان هؤلاء وتسليمها أملاكهم ومنازلهم للحوثيين على طبق من خيانة، إنها تتعامل وكأن الأمر لا يعنيها، وعلى الرغم من أن محصول المدينة من النفط يكفي لبناء مدن سكنية، إلا أن العرادة يوكل مهمة العناية بالنازحين على عاتق المنظمات الإغاثية الدولية، ذلك دون أن يشعر هو وسلطته بالخجل من استغلال معاناتهم للمزايدة والاستهلاك الإعلامي.

ويعيش السكان وسط تعز لحياة تشرد لا تقل قسوة عن أولئك المقيمين في مهب الرياح والسيول، إذ تفرض مليشيات الحوثي حصارا مطبقا حول المدينة منذ سبع سنوات، وبرغم الإمكانيات العسكرية الضخمة لسلطات الإخوان هناك والتي كرستها لحروبها الجانبية، إلا أنها عجزت بل لم تحاول فك ذلك الحصار حتى.

ومثلما تدان سلطات مأرب بالتخادم مع الحوثيين وتسيلم مواقع ومديريات دون قتال، يمارس قادة الإصلاح الخيانة نفسها في تعز حيث يخيم الجمود على جبهاتها منذ سنوات فيما يبدو أنها هدنة غير معلنة.

إن مأساة المدنيين في مأرب ومدينة تعز وعناءهم الدائم هو لسوء الحظ في وقوعهم تحت قبضة تنظيم دولي جُبل على المباديء والمواقف والانتماءات الضيقة وباعتباره تنظيم ذو ولاء عابر للحدود دائما ما تحكمه الإملاءات الخارجية ولو كانت على حساب المصلحة الوطنية.

ويلخص رئيس تحرير موقع حضرموت21 أمجد صبيح ذلك بالقول:” بالمختصر لم يصل الحال إلى هذا.. ويتعذب الشرفاء من أبناء المحافظات الشمالية إلا بعد تخاذل الاخوان المسلمين حزب الإصلاح ومن على رأس قيادة تلك المعسكرات ومثلهم علي محسن والمقدشي ممن فضل استثمار أموال الحرب على نصرة الشرفاء هناك…“.

YouTube player

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى