مستشفى تريم: الإسعاف قبل الإنعاش مدير الصحة : نعاني من هروب الكادر من مسؤولياته وتوظيف المتعاقدين أولوية قصوى و مدير المستشفى  قدمت استقالتي 4 مرات ورفضت

تريم (حضرموت21) خاص تقرير : وجدي صبيح

 

 

 

 

في تقريرنا الأول عن مستشفى تريم، وثقنا الكثير من المشكلات التي يعاني منها المواطنين مع المستشفى، وفي إطار التزامنا بالمهنية وضرورة معاينة الحقيقة من مصدرها، طرقنا أبواب إدارة المستشفى، ومكتب الصحة بالمدينة، طرحنا على طاولاتهم استفساراتنا وشكاوى المواطنين، في ثلاثة محاور رئيسة، عمل المستشفى والإهمال والتسيب الذي يعتقد أنه موجود في أقسامه.

 

 

اتصلنا بداية بمدير مكتب الصحة والسكان بتريم الدكتور سالم بن عبيدون، الذي تجاوب مع أسئلتنا، وبعث إلينا برسالة أوضح من خلالها أسباب تدني مستوى الخدمة بمستشفى تريم من وجهة نظر مكتب الصحة بالمديرية ، ورأى أن من بينها أسباب مباشرة تتمثل في عدم وجود الكادر المؤهل الكافي إدارياً وفنياً وهروب الكادر من تحمل مسؤلياته.

 

 

عدم تخصص الإدارات الحالية

 

 

 

وأضاف: أيضاً هناك حقوق للعاملين لسنة كاملة، تقدر بملايين الريالات يجب أن تدفع مما أثر في جدية الإدارة في فرض العقوبات، لأن العامل له حقوق وعليه واجبات. وهنا أود أن أحيي العاملين الصابرين المرابطين بهذا المرفق الهام، رغم مظلوميتهم، كذلك أيضا تذمر الكادر من تدني مستوى الأجور، الاستشاري اليمني راتبه لايساوي 150 دولار شهرياً، مما أدى إلى تذمر الكادر المؤهل، وهروب الآخر خارج البلاد، أو إلى المؤسسات الصحية الخاصة، كذلك أيضاً من ضمن الأسباب، يجب توفير المبنى الصحي المناسب، وهذا غير موجود في هذه المديرية الواسعة. كذلك الكادر المؤهل وخاصة الأطباء العموم، وتخصصات الجراحة العامة، والنساء والولاده والتخدير… حيث لا يعقل أن يواجه اخصائي واحد احتجاجات 200 ألف نسمة، وخاصة في مجال النساء والولادة، والجراحة العامة. وكذلك بقية المهن الفنية، كما يجب توفير الميزانية التشغيلية الكافية حتى تنشغل الإدارات بها عن تطوير العمل في المستشفى

 

 

تخفيف العبء

 

وعن مصير المتعاقدين وأجورهم الزهيدة يقول الدكتور عبيدون: توظيف المتعاقدين أولوية قصوى، حيث مر على كثير منهم أكثر من عشر سنوات لتحسين العمل، وتخفيف العبئ عن كاهل الإدارة .

 

 

شكر وعرفان

 

 

مكتب الصحة بالمديرية رغم الحالة المزرية للمستشفى الا انني احيي كل العاملين الصامدين في جميع أقسام المستشفى والمراكز الصحية الأخرى، والتي هي الاخرى لها قصص في الصمود والاستمرار بفضل العاملين ومؤسسات المجتمع المدني، وأهل الخير، وتقدير خاص لأقسام الطوارئ والنساء والولادة والحراسات، لأنهم أول من يواجه وأول من يقدم الخدمة. شكر خاص للمؤسسات الخيرية التي لولاها لأصبح المستشفى مكانا مهجوراً، مع شكري للأخوة في السلطة المحلية، ومكتب عام الصحة بالوادي على ما يبذلوه وخاصة الوكيل ومساعديه والسلطة المحليه بتريم، إلا أننا نطلب منهم الاهتمام أكثر وأهمها توفير الإدارات المفرغه والمؤهله وتوفير لهم ما يعينهم على تقديم الأفضل.

 

 

أخيراً على المجتمع تحمل مسؤليته في رفد ومراقبة وتحسس هموم الصحة، ودعمها والحفاظ عليها، لأنها ملك الجميع، وتدهورها يمس الجميع .

 

 

من جهته شرح مدير المستشفى الدكتور محمد الكاف، في اللقاء الميداني الذي جمعنا به، ما يجري بالمستشفى.

 

 

– دكتور محمد ماذا يجري بمستشفى تريم ؟

 

 

 

مش (متشبثين) بالكرسي

 

 

– إذا كان هكذا الوضع في المستشفى مثلما وصفته، لماذا لا تقدم استقالتك؟

 

 

شخصياً قدمت إستقالتي أكثر من أربع مرات، ولكنها رفضت نحن يا أخي هنا مش (متشبثين) بالكرسي، نحن نحاول أن نقدم خدمة ومستعدين ترك الكرسي إذا ما قبلت استقالتنا، ووجد من يستلم المهام .

 

 

ازدحام كبير

 

– هناك الكثير من حالات الشكاوي عن قسم الولادة. ماهو ردكم على هذا الإدعاء؟

 

 

حقيقة هناك ازدحام كبير في قسم الولادة والموظفين هناك يعملون بدوام ٢٤ ساعة، فهم معذرون حقيقة في حالات الهفوات والتقصير، وعلى المواطن أن يتفهم ظروف هؤلاء العاملين والعاملات .

 

 

مكتبنا مفتوح

 

أوكد أن مكاتبنا مفتوحه ومستعدين أن نطلع الجميع على جميع السندات الخاصة بالعمليات النقدية والعينية، ومن لديه أي تعقيب، فالمدير المالي موجود ومكتبه مفتوح نستطيع أن نناقش هذه القضية بالتفصيل .

 

 

عدم الالتزام بالدوام الرسمي

– هل الأطباء ملتزمون بالدوام الرسمي للمستشفى، الكثير من المواطنيين يشتكون من غياب الأطباء، فهل هذا صحيح؟

 

 

بالنسبة للأطباء أغلبهم مش ملتزمين بأوقات الدوام الرسمي، ولا نستطيع أن نلزمهم أو ان نعمل أي إجراء تجاههم، فهم في الأصل معتمدين على أعمالهم الخاصة أما العمل في المستشفى فهو مجرد زيادة، فالواحد منهم يستطيع أن يحصل على ما تمنحه المستشفى له خلال شهر في عيادته خلال أيام، لهذا فإن أي إجراء تجاههم لن يكون لصالح المستشفى .

 

 

– هل صحيح أن المريض هو من يدفع جميع تكاليف العلاج ؟

 

 

حالياً المريض يدفع قيمة كل الأدوات الطبية؛ ماعدا الأشياء البسيطة، مثل الحقن والشاش، وكذلك أدوات التخدير. أما بقية المستلزمات فالمريض هو من يقوم بدفع قيمتها .

 

 

دولة شبه غائبة

– ما هي أهم المشاكل والصعاب التي تعترض عمل المستشفى؟

 

 

لدينا مشاكل كثيرة وأهم مشاكلنا تتمثل في نقص حاد في الأطباء، وكذلك الميزانية التي يتم توفيرها غير كافية إطلاقا، أيضا الدولة شبة غائبة في دورها تجاه المستشفى رغم مناشداتنا للوزير، والوزارة. فيجب أن يحظى المستشفى بمخصصات مضاعفة، لأن الحالية حقيقة غير كافية .

 

 

دعوة لأهل الخير

– دكتور محمد هل لديكم صندوق يستقبل شكاوى المواطنين ؟

 

 

كان لدينا، لكن نقول للمواطنين مكاتبنا مفتوحة للجميع، ونحن على استعداد تام لاستقبال أي شكوى أو اقتراح أو توضيح حول عمل المستشفى أو أي غرض آخر .

 

 

كلمة أخيرة تودون قولها؟

 

 

يجب أن يعلم الجميع حقيقة ما يجري بالمستشفى نحن نناشد الجميع بتقديم الدعم له ومساندته لكي يستمر عمله، كذلك ندعو أهل الخير لتبني بعض الحالات الإنسانية، فهناك بعض المواطنيين ممن لا يستطيع أن يجد قيمة العملية، فمن لديه الرغبة في تقديم المساعدة لهم بتبني قيمة بعض العمليات للأشخاص المحتاجين، والتي بعضها لا تتعدى كلفتها ١٥ ألف ريال.

 

 

المستشفى ليس مجاني

نحن مستعدين للتعاون وتقديم كل التسهيلات، فكما تعلمون المستشفى ليس مجاني، ولا أحد يستطيع تقديم خدمة مجانية، لهذا ندعو من لديه الرغبة في دعم تلك الحالات أن يتواصل معنا، ونحن مستعدين نعمل كل ما يلزم .

 

 

كذلك نتقدم بالشكر الجزيل لموقع “حضرموت21 “على حرصهم لمعرفة الحقيقة، وعلى الجميع أخذ المعلومة من مصدرها؛ فمكاتبنا مفتوحه للجميع للاستفسار في أي وقت. كذلك ندعو وسائل الإعلام، أن تتوخى الدقة فيما تنقل وعليها أن تسعى لدعم المستشفى، وعرض مشاكله للجميع حتى ننجح جميعنا في انتشال مشفانا مما هو فيه .