نعم أمام أعيننا إنهارت الحكمة ومعها النخوة والأخلاق وهكذا إنهار الأمن والخدمات ، وإنهارت العملة لحد مخيف لمن رواتبهم وأجورهم بالريال اليمني من ذوي الدرجة الثانية وهم عامة الشعب ، وأما الآخرون فلا يزعجهم ذلك ، في حين ان الكثير لا يجد العمل فليست لهم أجور أصلا ، وزرعت مع ذلك في أرض العقول والنفوس أشواك الكراهية والشحن بكافة أنواعه سياسي ومناطقي وحزبي وطائفي وووو، وعمت وخيمت الفوضى .
كما إزدادت أرقام حسابات البعض ومصائب قوم عند قوم فوائد ، وذلك مع زيادة ارقام القتلى والجرحى والمرضى والجوعى والسرقات والرشاوي ومعها الاوبئة والبطالة وغيرها !!
ونصبت الشبكات لتتصيد الشباب والفتيات فتوقعهم فيها إما في شبكة الوحل الاخلاقي أو الفكري أوالحزبي أوالإلحادي ! أوالدخول في شبكة المخدرات أو غيرها، والفوضى معشعش ومقتنص لكل ذلك وأكثر ، وكل ذلك يستثمر و يستمر مع إنسداد في الأفق واضح وقد طال ، ومع كل ذلك لا زال البعض يقول ما معناه الوحدة أو الموت !
والآخر يقول الانفصال !
وثالث يقول الأقاليم !
وصفحات التواصل مشحونة بذلك وربما بأقلام كبار القوم !
وبعض المتاجرين جعل من الدم المقدس في ديننا أرخص من الرؤية السياسية !!
أوالرغبة من الجماعة أو الدولة الفلانية ، وهكذا صار البعض ورقة يلعب بها في كثير من المراحل المحلية والإقليمية مع تغييب أو غياب الفكر الوسطي لأهل السنة والجماعة المقنع وليس المقنع بالطائفية بشدة على النون .
والمثل يقول بأن أهل مكة أدرى بشعابها فلماذا لا يمكنون ؟
ولا بأس بالاتفاق على تساقي الشعاب والوديان … ولا أجمل من أن يبنى المستقبل على قاعدة العدل ، لأن الشحن والإستفزاز الحاصل لن يوصل طرف إلى مبتغاه ، وسيمضي الوقت في دوامة الصراع ، والمستثمرالوحيد الأعداء وضعاف النفوس من أذنابهم ، وربما تعدى شر ذلك غيرنا وعمهم إلم يتداركوا ذلك ، يامن تحملتم الأمانة أغلقوا الملفات الماضية وأنظروا الى غد مشرق بشمس العدل والرخاء والوفاق ، ولا يدفعنكم غيركم إلى غير ذلك .
وعلى من فشل في تحقيق الأمن والسلام والعدل والحياة الكريمة أن يقف لحظة صادقا مع نفسه ، وأن يبحث عن الإطفائي ليفسح له أن يدخل ساحة الإشتعال ، وأن يسمح أيضا لمن لديه سياسية التعاطي مع الأطراف الاخرى من النخب الوطنية النزيهة نحو الوصول الى حل جاد ومشرف وعادل من غير استفراد وإقصاء واستحواذ وانتقام ، وعلى من يملك قرار ذلك أو يملك أن يساعد عليه أن يسرع في التحرك في ذلك وإيقاف المتسببين في هذا الفشل الذريع ومن يستثمره من ذوي المحسوبيات ، فواجب اللحظة الفارقة والصعبة يقتضي مواقف شجاعة ومسؤولة وخالدة في ذلك ، عبودية لله ورحمة بالناس ، لأن سكين هذاالفشل وصل الى مخ عظم المواطن ، والله يمهل ولا يهمل ، وقد أراكم كيف تحول كمن رأس الى ذيل بين عشية وضحاها، ولاعاصم إلا لمن كان معه الله ، والمواطن بهذا الغلاء وانتشار الوباء والفوضى الأمنية والخدماتية ربما يفقد توازنه في قادم الأيام ويصير أداة في يد الشيطان أو أعوانه وعامل هدم لا سمح الله ، والمعول في دفع ذلك على لطف الله ومعونته فما لنا سواه ، ولولا خطورة القادم لما كتبت هذه التغريدة .
وأملنا أن نرى المسؤول الذي يجعل من العدل والرحمة فوق كل شي ولو كانت قوانين وقرارات شرعية أو أممية ، لأن شرف الوسيلة من شرف الغاية فالغاية تقررالوسيلة وليست تبررها ، وبلغني أن بعض ولاة الامر ممن يعيشون على ظهر الحياة حفظه الله ووفقه وتولاه إذا جيئ له بقضية فيها مصلحة لمواطن غير أنها تخالف القانون الوضعي يكتب (الرحمة فوق القانون ) ويكتب توقيعه عليها ، ومن لا يرحم لا يرحم.
وواجب المراكز والمنظمات الإغاثية والتجار في الداخل والخارج وكل مسلم مستطيع أن تضاعف جهودهم بإغاثة ذوي الحاجة وهم اكثر الناس ، فإن لم تخرج المساعدات والصدقات والزكوات في هذه الضروف فمتى تخرج وترسم بسمتها !!
ولو أننا مكنا من الإكتفاء بخيرات أرضنا لوصل خيرنا الى غيرنا ، وحالنا كما قال القائل :
كالبيد في الصحراء يقتلها الظماء :
والماء فوق ظهورها محمول …
ويبقى شعاع الأمل في الله غير منطفئ ، وقد ختمت بعض القصائد بهذا البيت
لكن ظني بربي دائما حسن :
عما قريب الى الخيرات ننقلب