كتاب ومقالات

هل اعتراف الرئيس بالحراك الجنوبي ممثلا للقضية الجنوبية عن قناعة أو نكاية؟مقال لـ فرج طاحس

8888
Aa

 

هناك مقولة مشهورة بل حقيقة، إن الحاكم العربي دائما لا يترك كرسي السطلة بسهولة وسلاسة ويترك أثرا طيبا يخلده عند شعبه،

 فهو يغادر السلطة إمَّا إلى السجن أو إلى القبر، ليس كغيره من حكام العالم، عندما يُهْزَمُ في انتخابات أو غيرها، فإنه يترك قصر الرئاسة    ويعود يمارس حياته بشكل طبيعي كغيره من عامة الشعب.

أما حاكمنا العربي   الله لا يسامحه، الويل ثم الويل لمن يأتي بعده، وللشعب الذي أسقط حكمه وثار عليه ، فهو يستخدم الملايين والمليارات التي سرقها من قوت شعبه وعرقه للانتقام من هذا البلد وهذا الشعب الذي ثار عليه ، ليشعلها حرباً ضروساً ، ويحيك المؤامرات ليدمر كل شيء جميل  في بلده  ، ويخلق الانقسامات وشراء الولاءات لضعاف النفوس الذين لا تهمهم  مصالح شعوبهم بقدر  ما يهمهم عمران جيوبهم بالمال الحرام ،

 فلننظر ماذا يجري من حولنا من قتل ودمار وحروب وتشريد ومجاعة، بسبب الحروب التي أشعلها هؤلاء الحكام  السابقون  ، والحكام الذين لازالوا  على كراسي الحكم ، ولْنَرَ ماذا يجري في اليمن ، في سوريا ، في العراق وفي ليبيا ، بسبب أنانية هؤلاء الحكام وخبثهم  وإصرارهم على الاحتفاظ بالسلطة مهما كلفهم  ذلك ، حتى  لو تحولت هذه الشعوب إلى جثث لا روح فيها ، وإلى جيوش من المُهَجَّرِيْنَ الباحثين عن لقمة العيش  والأمان  في بلدان العالم .

 

aser

 قرار الرئيس  بالاعتراف بالحراك  كممثل للقضية الجنوبية ، لم يأت  عن قناعة  من أجل إيجاد حل عادل للقضية  الجنوبية ، يرضى به الجنوبيون ، وإنما لكيد سياسي   ، يهدف  إلى خلق انقسامات وصراع جنوبي  ، وهو يعلم جيدا ، أن الحراك منذ انطلاقته منذ عام ٢٠٠٧ م،   لم ينتظر اعترافا  من أحد ، بل  أستطاع  أن يكتسب هذا الاعتراف من خلال الزخم الجماهيري الذي مثله ،  ومن خلال عشرات  الشهداء  والجرحى  الذين روت دماؤهم ساحات الحرية على طول الجنوب وعرضه ، في احتجاجات سلمية  رائعة   مثلت إلهاما لثورات شعبية قلعت عروش الطغاة ، كما يهدف هذا القرار إلى خلق حراك سلطوي  يدار بالريمونت كونترول ، نسخة  للسلطة الشرعية  الفاسدة ، في مقابل المجلس الانتقالي الذي أكتسب  حضورا شعبيا واسعا ، أنضوت  في إطاره معظم المكونات الحراكية في الجنوب ،  ولم تبق خارجه إلا بضعة مكونات والتي يجب  أن تُجْرَى  حوارات معها جدية ، حتى لا يُعْطَى  أعداء القضية الجنوبية  فرصة  لاستخدامها  للإضرار بالجنوب وقضيته العادلة ، علماً بأنَّه ليست هناك  شكوك في إخلاص  هذه المكونات والقائمين عليها للجنوب وقضيته العادلة .

 

 نقول لهؤلاء الرؤساء ،  ومن يسير في ركبهم ، اتركوا الشعوب وشأنها ، ارفعوا وصايتكم  عنها ، اتركوها تقرر مصيرها بنفسها ،  ألم يكفكم  ما جلبتموه  من دمار  وآلام لشعوبكم خلال فترة حكمكم الطويلة   ، ونقول لرئيسنا التوافقي  الذي يقال بأنه يتعامل مع الجنوب بحكمة ،  اترك الجنوب وشأنه ، يختار من يمثله  ويقرر مصيره بنفسه دون وصاية من أحد ، ألم يكفكم  ما لحق بالجنوب  من حرب صيف ١٩٩٤ م،  حين كنتم على رأس قوات الرئيس السابق  التي غزت   الجنوب  ولحق به  ما لحق من نهب  ودمار  وغيره ،  ومن حرب  ٢٠١٥ ، حين لجأتم إلى عدن  هاربين من صنعاء ،  ولحق بكم  الغزاة الانقلابين  ، تحالف الحوا فيش ،  وما أحدثوه من دمار  وتخريب في عدن وغيرها من مدن الجنوب  ، ولم يسلم من حقدهم  وشرهم حتى المدنيون  العزل  والأطفال .

 

  انظروا حال عدن اليوم  والمناطق  التي نقول عنها أنها محررة ، وهي ليست  محررة  ، والحالة البائسة  التي  يعيشها المواطنون فيها ، لتردي الخدمات  وانقطاع التيار الكهربائي ، وانتشار الأمراض ، وتأخير دفع المرتبات  لشهور عدة ، بسبب الإهمال المتعمد  والحرب الغير معلنة التي تشنها حكومتكم الشرعية    على عدن وأبناء الجنوب  ، و فساد هذه الحكومة وتبذيرها ملايين الريالات  ، في الوقت الذي يتضور  جوعاً آلاف الأطفال ، وآلاف الأسر من شعبكم  شمالا وجنوباً،  التي لا تجد قوت يومها ، بالإضافة إلى طوابير المتسولين في الأسواق والطرقات وأمام بيوت العبادة . اتركوا الجنوب وشأنه وتفرغوا لحربكم لإسقاط الانقلاب واستعادة سلطتكم الشرعية التي اختطفها الانقلابين، ولتتركوا لبطانة السوء التي من حولكم فرصة لتخرجكم عن حكمتكم التي وصفتم بها نحو أهلكم وقومكم في الجنوب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى