كتاب ومقالات

هدى المقدي .. أول خريجة إعلام كفيفة ..  من ينصفها ؟

8888
Aa

حضرموت 21- بقلم  / صلاح العماري
شاءت الأقدار أن تفقد نور البصر ، لكن الشابة هدى عمر المقدي لم تفقد نور البصيرة ، فواصلت تعليمها الجامعي حتى نالت شهادة البكلاريوس ضمن أول دفعة تخرجت تخصص صحافة وإعلام من كلية الآداب بجامعة حضرموت قبل أربعة أعوام لتنال شرف أول كفيفة إعلامية متخصصة في حضرموت .
تجاوزت هدى المقدي صعوبات فقدان النظر وبُعد مقر سكن أسرتها في مديرية الديس الشرقية وحققت ما تصبو اليه في هدوء وتفوّق وانضباط .
بعد تخرجها وجدت الأبواب موصدة أمامها،  لكنها كعادتها لم تفقد الأمل وظلت تواصل رسالتها الاعلامية النبيلة عبر أثير راديو سلامتك  FMالذي احتضنها منذ تخرّجها .
أوكلنا لها في سلامتك مهمّة إعداد وتقديم برنامج اسبوعي رغبت في تقديمه أطلقنا عليه حسب رغبتها إسم (أنا واعاقتي) .. وجدت في هذا البرنامج متنفساً لها لتبدع وتقدّم نفسها كأول إعلامية كفيفة متخصصة ، ومن خلاله أوصلت رسالتها لمستمعيها مفادها ان الاعاقة الحقيقية هي إعاقة نور البصيرة والجهل والإتكالية ، ونجحت عبر برنامجها هذا في التعريف بشرائح المجتمع المختلفة وجمعيات المعاقين والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة فكانت خير معين لهم للتعريف بصعوباتهم واحتياجاتهم ونشاطاتهم .
في كل اسبوع تأتي هدى من الديس الشرقية الى المكلا لتقوم بتسجيل برنامجها الاسبوعي الرائع والناجح بعد تنسيقها المسبق مع الضيوف ، ونتيجة لظروف الطريق حالياً باتت تأتي في الشهر مرة لتقوم بتسجيل حلقات الشهر الأربع بتنظيم وتنسيق مسبق مع المعنيين .
شكرتُ لها ذات مرة جهودها وتحمّلها عناء المجئ لتسجيل البرنامج وانضباطها في موعدها طيلة أربع سنوات ، لكنها رفضت ذلك كثيراً وأكدت انها سعيدة بأداء رسالتها في المجتمع وقالت يكفي ان اذاعة سلامتك هي الأولى والوحيدة التي فتحت ذراعيها لي وسأستمر في مشواري وفيـّـة لكم وأمانة لواجبي المهني .
هدى المقدى ..  التي أنار الله قلبها وهداها للعلم وخدمة المجتمع ..  ألا تستحق خانة وظيفية تساعدها على الاستقرار والابداع ومواصلة رسالتها الاعلامية النبيلة ؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى