أخبار حضرموتتقارير

تقرير خاص: مستشفى تريم… ملاذ المرضى الأقل تشبتاً بالحياة …… محامي حضرمي: سلبية المجتمع شجعت على التساهل في تكرار الأخطاء الطبية

8888
Aa

تريم (حضرموت12) تقرير: وجدي صبيح

 

المستشفيات الحكومية وهم يعرف حقيقته الأغنياء و أمل يتشبث به الفقراء، إهمال طبى لا نهاية له، مرضى لا يجدون فيها خدمات تلبي احتياجاتهم ، وغالباً تغيب المعاملة الحسنة، ومستلزمات طبية يشترونها على نفقتهم، وزحام فى العيادات الخارجية يجعل الحصول على الخدمة الطبية في أدنى مستوياتها حلماً بعيد المنال؛ خاصة مع تأخر الأطباء فى الحضور للمستشفيات، التي لا تليق بمعالجة الحيوانات يقول البعض .

أطباء غائبون، أجهزة متهالكة، وعلاج مشق، ذلك هو حال المستشفيات الحكومية التى ترتدي الإهمال ثوباً لها، تطغى عليها الإمكانيات المتدنية، ولكنها تظل ملاذاً للفقراء من المرضى الذين لا حيلة لهم سواها؛ فضيق الحال وتكاليف المستشفيات والعيادات الخاصة هو من فرض عليهم تحمل هذا الكم من المعاناة، ومن هذا المنطلق أخذنا نحن في “حضرموت٢١” تقريب المسافات بين الاطباء والإداريين والمرضى وجمعهم وجها بوجه، حتى تتبين حقيقة ما يجري بمستشفى تريم العام .

 

الصورة الواضحة عن مستشفى تريم

aser

 

يقول الدكتور سالم بن عبيدون مدير مكتب الصحة والسكان بمديرية تريم: مستشفى تريم الصابر الصامد يقبع في مبنى طيني متهالك أسس كمركز صحي في القرن الماضي يخدم الان أكثر من مائتي ألف شخص، يعمل الان في حده الأدنى، تحولت إدارة المستشفى من إدارة لتطوير العمل ورفع كفاءة العاملين إلى وزارة الخدمة المدنية، حيث لا توظيف منذ عدة سنوات، ولديها 62 متعاقداً تكافح لتوفير مرتباتهم البخسه أصلا .

 

وما بين تدنى أحوال مستشفى تريم، وعدم توافر ميزانية كافية، كما يقول المختصين في عمل المستشفى، يتم تقاذف الاتهامات بين الطرفين ومن خلفهما يستمر مسلسل الإهمال والعجز وتتوقف عملية التطوير، وتقديم خدمة صحية مناسبة للمرضى ويدفع المواطن فاتورة باهظة الثمن قد تكون حياته أو حياة أحد أفراد أسرته .

 

في الاونة الأخيرة تلقى “حضرموت21 ” كم من شكاوى المواطنين بخصوص التسيب والإهمال الحاصل بمستشفى تريم، ونشطت وسائل التواصل الاجتماعي في المطالبة بوضع حد للإهمال الطبي الذي يعتقد أنه موجود بالمستشفى لاسيما بعد تسجيل حدوث أخطأ وتقصير عديدة حصلت وتحصل مع الكثير من مرتادي المستشفى .

 

خطأ ثمنه حياتك

 

“حضرموت21” التقت عددا من المواطنين الذين أدلوا بدلوهم في القضية القديمة الجديدة، قضية الأخطاء الطبية، والإهمال والتقصير، والذين بدورهم طالبوا باستعادة الثقة في المستشفى، وفي أطبائنا بشكل أساس، وطالبوا بتفعيل أقسام وإدارات تختص بتلقي شكاوى المرضى على مدار اليوم، ولا علم لنا اذا ما كان هناك محاسبة من قبل وزارة الصحة أو إدارة المستشفى لمثل هؤلاء الأطباء أما لا فيجب أن تكون هناك مصداقية وشفافية ومهنية تجاه لأطباء والممرضين المقصرين، والابتعاد عن التسويف والتبرير والغموض في معالجة هذه القضايا والتدقيق في شهاداتهم وفي مصدرها وفي سنوات خبرتهم ومراقبة أدائهم الوظيفي وتقييمهم باستمرار .

 

 

المواطنيين

 

احد الصحفيين في تريم قال سابقا في منشور نشرة (مستشفى تريم تنادي) هذا المقال لاقى حوار ساخن بين كلا من مدير المستشفى آنذاك وبعض المهتمين ومؤسسات ذات علاقة، وتتابعت بعدها خطوات جبارة ولكن سرعان ما بائت بالفشل، لكن لسنا هنا بصدد مناقشة اسباب ومشاكل هذا الفشل .

 

ضل قلمي صامتا طوال هذه الفترة لنرى كيف ينهض المستشفى في ضل التغيرات لنعود لزيارة المستشفى مره اخرى ولكن هذه المرة بشكل استطلاعي خاص ولكن ياترى ما الجديد؟؟ ليبشرنا الجميع بالأسوى!! بقيت مجنحا في اروقة ومداخل المستشفى لعلي اجد شخصا يفرح قلبي غير انني اسمع معاناة المواطن تزداد وامام اعيني وكان ملائكة الرحمة غادروا المكان ولم يبقى غير المواطن الغلبان، لم استطع السكوت حينها سارعت الى الكل اسال هذا وابحث عن ذاك، كان ذلك الوقت في الساعة السابعة صباحا غير انني اتفاجأ بغياب الكثير والضحية المواطن يحمل جواله ليتواصل مع الدكتور المناوب، حينها تحولت الى مصلح اجتماعي لأوفق بين الدكتور والمريض ولكن يفاجئني الممرض ليقول لي من انت ؟ تجاهلته كعادتي قلت له ارجوكم هذا مريض يعاني من رواسب اسرعوا في انقاذه ولو باعطاه مسكن ليفاجئني الممرض ويقول( انتظر هناك اختلاف !! في حاله اقرب من الموت نريد انقاذها اما هذا بإمكانه الصبر) وكأننا في صحراء او في اجهزة الانقاذ في الكوارث .

 

 

استمر اليوم بالمفاجئات وكانه يوم المفاجئات العالمي بالنسبة لي حاولت اصمت واخرج عن حرم المستشفى تذكرت قول الشاعر في قصيده لم اتذكرها جيدا ولكن يقول فيها (الصمت عار بل نحن عشاق النهار) عدت الى الكل فهذا يشمت والاخر يشكو والاخير ينادي حاولت الاستفسار اكثر ووجدت الممرض يشكو من التعاقد وووو وعدة مشاكل والدكتور والمناوب معارضين وكان هناك فجوه بين الإدارة والطاقم

 

 

شعرت حينها وكان المستشفى بلا رقيب سالت نفسي ككل مره اين الإدارة؟ اين مدير مكتب الصحة؟ اين مدير المديرية؟ اين الوكيل الذي هو بالأمس مدير مكتب الصحة بتريم ؟ ام كالعادة حديث بلا عمل، الكثير يعرف يتحدث، الكثير يفهم الكلام، الكثير صاحب عقل ورؤية، لكن السؤال المهم الى متى سيضل مستشفى تريم هكذا؟

يحدثني احد الموجودين ان الإدارة تغيرت ولكن الوضع هو هو لم يتغير سوى حاجة واحدة فقط تغيير في الشكل والمبنى والاهتمام بالشكل الخارجي اكثر من معاناة الممرضين والدكاترة والطاقم وغياب الرقابة عليهم والضحية المواطن المسكين .

 

ولعل المشكلة الأخيرة التي تعرض لها الدكتور في المستشفى اكبر دليل على غياب الرقابة.

 

لسنا بحاجه لسرد المعاناة اكثر واكثر والتوغل في ما وراء السبب اكثر مما نحن بحاجه للعمل ولسرعة رفع رؤية مستقبلية وتصورات ورفع المعاناة عن المواطن المغلوب في امره .

 

نهاية هذا المقال خرجت والدمعة من عيني ليس لأنها المستشفى هكذا ولكن المواطن هو همي الكبير فالحروب والاوضاع والدنيا والأسرة والبيت همه الوحيد كمواطن وفوق ذلك عندما تحل عليه المصيبة او الذكر من رب العالمين يلاقي من هذه المستشفى الضد وهي حق من حقوقه على الدولة توفيرها ،حينها تواصلت مع صديقا لي قلت له عندما تريد ان تذهب الى مستشفى تريم لابد ان تصطحب معك (طبيب نفساني ) ليخفف عنك المعاناة مالم سيتحول المرافق الى مريض!!

 

 

طوارئ مستشفى تريم أشبه بزريبة غنم بداخلها أناس يبدو على ملامحهم التعب وعلى ما يبدو انهم هم من يعالجوا المرضى بداخل هذه الزريبة . عرفتهم من تصرفاتهم الغير جدية تجاه هؤلاء المرضى . جلست بزاوية من تلك الزريبة واشاهد امامي جاهز للتنفس والذي انا بحاجته الماسة ليزيل عني الم عدم التنفس لا كني صدمت حين وجدته اشبه بلعبة لطفل فقدها تحت ركام بيته ثم استعادها . باختصار الفساد دمر كل شيء الى متى نبقى على هذا الحال نسخة لمدير المستسفى

 

 

أخصائي مختبرات من تريم تحدث عن الوضع العام للمستشفى فقال مستشفى تريم تعاني مثل غيرها من الادارات الحكومية من فساد مالي وإداري لا تخطئه العين، بدءا من العقودات مع عمال الأجر اليومي وليس انتهاءا بالخدمة الصحية المقدمة وهذا ما أثر على الرضا الشعبي على الأداء الصحي العام للمستشفى. لا ننكر الحالة العامة للوضع الصحي في اليمن ومدى تأثيرها ومستشفى تريم ليست استثناء، لكنني اعتقد ان المستشفى بحاجة الى رؤية وقيادة جديدة تنتشلها من الحالة المزرية التي تعانيها..

 

ورغم حالة الاحتضار الطويلة التي يعيشها مستشفى تريم، لم نرى أي تفاعل من الجهات المختصة والمعنية بحل مشاكل هذا المشفى والتقليل من معاناة المواطنين وخفض مستوى التهديد المستمر الذي تتعرض له حياة الناس نتيجة هذا الإهمال، وتفادي المضاعفات والعاهات المستديمة التي يتعرض لها بعض المرضى… فالأخطاء عديدة خصوصاً في مجال قسم الحوادث وقسم النساء والولادة والباطني وغيرها من الأقسام والمبررات واهية والغريب أنه بعد هذه الأخطاء، وعندما تسوء حالة المريض، ولإخلاء المسؤولية عنهم يتم حينها إرسال المريض للعلاج خارجا أو إلى مشفى اخر .

 

 

ام سالم مواطنة من تريم قالت في يوم من الايام كانت زوجة ابني في المراحل الاخيرة من الولادة وذهبنا بها الى مستشفى تريم قسم الولادة لعلنا نجد ما يخفف الالام تلك البنت غير انني تفاجئت مثل غيري بالكثير مما يحصل بداخل قسم الولادة من استهتار ولامبالاة بمعناة الناس بداخلة قابلات على الجوالات جالسات لايمددن المساعدة الى احد .

 

 

 

قرارات عرضة للخطأ والصواب

 

الأخطاء الطبية تحدث لأننا بشر، ولسنا معصومين من الخطأ، ولكن في المجال الصحي يتطلب الأمر اهتماماً أكثر بتضييق فجوة الأخطاء من خلال الاهتمام بالجودة، واعتماد الشفافية في التعامل مع الأخطاء عند حدوثها ووضع منظومة قانونية تعطي كل ذي حق حقه الأخطاء متوقعة وتحدث في أغلب مستشفيات العالم، ولكن الفرق هنا هو في درجة الخطأ وعملية إصلاحه، وهناك العديد من الأخطاء التي لا يمكن السكوت عليها .

 

هل يمكن تقديم شكوى؟

 

 

ولأهمية الموضوع التقينا نحن في “حضرموت٢١” بالمحامي ع . م ووضعنا أمامه عدد من التساؤلات حول عمل المستشفيات وحالة الأخطاء والإهمال، فقال: بالتأكيد يستطيع المريض تقديم شكوى ضد المستشفى أو الطيب إذا وقع ضرر عليه بسبب خطاء طبي أو إهمال وعليه إثبات ذلك والقانون يكفل معاقبة ومحاسبة كل من تسبب في وقوع أي ضرر لشخص ما، ولكن الصعوبة فقط تكمن في إثبات الضرر وإثبات أن اهمال أو خطاء الطبيب هو المتسبب في وقوع ذلك الضرر .

 

 

وعندما سؤالنا عن وجود شكاوى ضد المستشفيات في محاكمنا والنتائج التي خرجت بها تلك المحاكم، أوضح لقد سمعت عن شكاوى قدمت ضد مستشفيات وأطباء، لكن في الغالب أنها لا تستمر حتى نهايتها، والحكم فيها أما أنه يتم التدخل فيها وينتهي بالصلح أو بسحبها أو أنها يطول تداولها في المحاكم، وحسب ما قلت أن الإثبات يكون ليس بالسهولة، وأيضاً كون الاتجاه والنظام العام في البلاد يتجه نحو الوقوف ضد كل من يرفع مثل هكذا قضايا تتصل بالفساد واللامبالاه في الدوائر والمؤسسات الحكومية. في النهاية يتم الصلح أو الحكم أن هذا قضاء وقدر، وما فيش داعي ويدخلون شيوخ الغفله، وبعض الشخصيات، ويضغطون على الطرف المشتكي، ويسحب قضيته ويقبل بالتعويض .

 

انه من الخطأ أن يتم تجاهل أخطاء المستشفيات، وأخطاء كوادرها الطبية من قبل المرضى وذوي الضحايا، بل يجب تقديم شكوى قضائية لفضح الأخطاء الطبية، ومن المهم أن نقرع أجراس الإنذار، ونكسر حاجز الصمت عن هذه الحوادث، فالكثيرون يستسلمون للأمر الوةاقع، ويعتبرون وفاة شخص كان يجري عملية جراحية قضاء وقدراً، ولا يبحثون أسباب الوفاة الحقيقية، وأنه من الضروري أن تبلغ المستشفيات عن الأخطاء التي يرتكبها الأطباء لتجنب عواقبها، ولضمان عدم تكرارها، ويتم تسجيل وأرشفة هذه الأخطاء، وإجراء دراسات حولها.

اعتداءات متكررة

 

ما من شك أن ظاهرة الاعتداء على الأطباء والكوادر الصحية بمستشفى تريم، مرفوضة بالمطلق، ما يستدعي الاعتراف بأن ثمة إجراءات وقائية لمواجهة هذه الظاهرة لم تتخذ بعد، ويتم تجاهلها لأسباب عديدة، فيما نكتفي جميعا بإدانة المراجعين ومرافقي المرضى، بل والمرضى أحيانا، من دون تقدير، أو على الأقل تحليل الظرف الذي تنطلق منه حالة الاعتداء.

 

معظم حوادث الاعتداءات تقع في أقسام الطوارئ؛ بالذات عندما يكون أهل المريض أو المصاب في حالة نفسية صعبة، وأن عدم وجود الخبرة لدى بعض الكوادر العاملة في أقسام الطوارئ في المستشفيات يتصرفون ببرودة أعصاب، أو أن الطبيب لا يحضر سريعاً إلى سرير المصاب، ويترك الأمر لبعض الوقت إلى الممرض أو الممرضة، بينما تكون الدماء تنزف منه، أو أنه في وضع صحي صعب عندها تثور ثائرة الأهل .

 

وفي الحقيقة المطلوب امتصاص حالة الغضب والحزن لدى مرافقي المريض، وتفريغها عبر عملية قانونية أو تنظيمية وإدارية مناسبة، تضمن الاستماع والتحقيق السريع في مشكلة المريض أو مرافقيه، وتوفر لهم آلية المحاسبة إن ثبت التقصير أو الإهمال من قبل الكادر الصحي أو الإداري.

 

والحل الذي يجب اعتماده يكمن في تأهيل الكوادر العاملة في أقسام الطوارئ، ليس من الناحية الطبية والفنية، ولكن من حيث أسلوب التعامل مع المريض، أو المصاب بحالة طارئة، أو ذويه، وأن يتم تأجيل كل الإجراءات الإدارية إلى ما بعد عملية الإسعاف، وأن يكون الحديث مع الأهل منصباً على حالة المصاب، وأسباب الإصابة، ووضعه الصحي، والأمراض التي يعاني منها، في نفس الوقت الذي يجري إسعافه.

 

 

انتظرونا في الجزء الثاني ورد المستشفى ومكتب الصحة بالمدينة

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Try Audible Plus
زر الذهاب إلى الأعلى