كتب: أنور الصوفي
عندما كنا صغاراً كنا نتصارع والمقلوب يقول : عاده مرج، أي دق جولة ثانية، وكبرنا وكبرت أحلامنا وكبرت معنا مراجنا، فبعد الوحدة سوينا مرج في أربعة وتسعين، ومرج في ألفين وأحد عشر، وزدنا مرج مع صالح والحوثي، واليوم كأن المشهد يتكرر لتكرار مرج آخر وتكون عدن ميدانه.
بالفعل لابد من مرج ليصفى الصافي ويظهر الطرف المنتصر وتنتهي الأزدواجية في عدن والجنوب عامة، لابد من مرج لأن المواطن تعب من قطع رواتبه لأشهر، تعب المواطن وهو يرى الطائرة تحوم في أجواء عدن حاملة رزق المساكين وتمنعها المناكفات السياسية، لابد من مرج حتى تستمر المشتقات النفطية، لابد من مرج حتى تعود الكهرباء لسابق عهدها، لابد أن تعود عدن لمجدها وسابق عهدها، لابد من مرج يعلن فيه الفائز سيطرته وتحمله للمسؤولية كاملة، لابد من مرج ينقي عدن من الدخلاء الذين يريدون لعدن التأخر، لابد من مرج لتسلم عدن من الفوضى، لابد من تحرير القرار من الإملاءات الخارجية، لابد من لي ذراع المغرورين بقوتهم، المنّانين بما قدّموا، لابد من حسم الأمور في المناطق المحررة، فلا قرار إلا قرارات الشرعية ممثلة برئيسها هادي .
لابد من صحوة في هذه المناطق المحررة لتجنيب البلاد مزيداً من الفوضى، فرواتب العسكريين في الجو وهم ينظرون إليها، هل وصلت الفوضى أن تُمنع الطائرة من النزول في مطار عدن لتسلم رواتب من حرر هذا المطار؟ لقد تطاول المتطاولون على سيادة الجنوب، ونحن ننظر إلى هذا التطاول، ونقول: لعل الأمور تتعدل، ولكن عندما يأتي التصريح من أعلى سلطة في البنك فهذه الفاجعة والمفاجأة ممن ظنينا فيهم الخير، بالله عليكم كيف تمنع رواتب العسكريين الذي حرروا عدن ؟
هل ضروري نتصارع حتى نحقق الشرعية على الأرض ؟ هل لابد من مرج قوي مع المتطاولين الذين أحببناهم في يوم من الأيام ؟ هل لابد من كسر رأس وكبرياء من يحاول النيل من السيادة الوطنية ؟ ألا يعلم أولئك أننا رفضنا صالح في أربعة وتسعين، وأبينا سيطرة الحوثي في الحرب الأخيرة، ولن نرضى بوصي علينا من غير أنفسنا ولن نفرط في هادي وشرعيته، فهل سيتعقل القوم وإلا سندخل معهم في صراع ونرجهم على رؤوسهم، حتى يعلموا أن الله حق، قلت قولي هذا عندما رأيت حسرة العسكريين وهم ينتظرون رواتبهم وهي تحوم فوق رؤوسهم، قلت قولي هذا لعل القوم يرجعون ولعلهم يؤبون ويعودون لرشدهم، قلت قولي هذا والله من وراء القصد …